3 / 5 ـ 3
لُحوقُ يَزيدَ بنِ نُبَيطٍ وَابنَيهِ بِالإِمامِ عليه السلام
۱۰۳۰.تاريخ الطبري عن أبي المخارق الراسبيّ :اِجتَمَعَ ناسٌ مِنَ الشّيعَةِ بِالبَصرَةِ في مَنزِلِ امرَأَةٍ مِن عَبدِ القَيسِ يُقالُ لَها مارِيَةُ ابنَةُ سَعدٍ ـ أو مُنقِذٍ ـ أيّاما ، وكانَت تَشَيَّعُ ، وكانَ مَنزِلُها لَهُم مَألَفا يَتَحَدَّثونَ فيهِ ، وقَد بَلَغَ ابنَ زِيادٍ إقبالُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَكَتَبَ إلى عامِلِهِ بِالبَصرَةِ أن يَضَعَ المَناظِرَ ويَأخُذَ بِالطَّريقِ .
قالَ : فَأَجمَعَ يَزيدُ بنُ نُبَيطٍ الخُروجَ ـ وهُوَ مِن عَبدِ القَيسِ ـ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، وكانَ لَهُ بَنونَ عَشَرَةٌ ، فَقالَ : أيُّكُم يَخرُجُ مَعي ؟ فَانتَدَبَ مَعَهُ ابنانِ لَهُ : عَبدُ اللّه ِ وعُبَيدُ اللّه ِ ، فَقالَ لأَِصحابِهِ في بَيتِ تِلكَ المَرأَةِ : إنّي قَد أزمَعتُ عَلَى الخُروجِ ، وأنَا خارِجٌ ، فَقالوا لَهُ: إنّا نَخافُ عَلَيكَ أصحابَ ابنِ زِيادٍ ، فَقالَ : إنّي وَاللّه ِ لَو قَدِ استَوَت أخفافُهُما بِالجَدَدِ ۱ لَهانَ عَلَيَّ طَلَبُ مَن طَلَبَني .
قالَ : ثُمَّ خَرَجَ فَتَقَدّى ۲ فِي الطَّريقِ حَتَّى انتَهى إلى حُسَينٍ عليه السلام ، فَدَخَلَ في رَحلِهِ بِالأَبطَحِ ، وبَلَغَ الحُسَينَ عليه السلام مَجيؤُهُ ، فَجَعَلَ يَطلُبُهُ ، وجاءَ الرَّجُلُ إلى رَحلِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقيلَ لَهُ : قَد خَرَجَ إلى مَنزِلِكَ . فَأَقبَلَ في أثَرِهِ ، ولَمّا لَم يَجِدهُ الحُسَينُ عليه السلام جَلَسَ في رَحلِهِ يَنتَظِرُهُ ، وجاءَ البَصرِيُّ فَوَجَدَهُ في رَحلِهِ جالِسا ، فَقالَ : «بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذَ لِكَ فَلْيَفْرَحُواْ»۳ . قالَ : فَسَلَّمَ عَلَيهِ ، وجَلَسَ إلَيهِ ، فَخَبَّرَهُ بِالَّذي جاءَ لَهُ ، فَدَعا لَهُ بِخَيرٍ ، ثُمَّ أقبَلَ مَعَهُ حَتّى أتى فَقاتَلَ مَعَهُ ، فَقُتِلَ مَعَهُ هُوَ وَابناهُ . ۴
1.الجَدَد : وجهُ الأرض (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۱ «جدد») .
2.تَقَدَّيتُ على فَرَسي ، وتَقَدّى به بعيرُهُ : أي أسرَعَ (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۱۷۲ «قدا») .
3.يونس : ۵۸ .
4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۳ وراجع : الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۴ .