99
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
98

4 / 13

ما رُوِيَ فِي التَّخطيطِ لِاغتِيالِ ابنِ زِيادٍ

۱۱۲۱.تاريخ الطبري عن عيسى بن يزيد الكنانيّ :قَدِمَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ شاكِيا ، فَقالَ لِهانِئٍ : مُر مُسلِما يَكُن عِندي ؛ فَإِنَّ عُبَيدَ اللّه ِ يَعودُني ، وقالَ شَريكٌ لِمُسلِمٍ : أرَأَيتَكَ إن أمكَنتُكَ مِن عُبَيدِ اللّه ِ ، أضارِبُهُ أنتَ بِالسَّيفِ ؟ قالَ : نَعَم وَاللّه ِ .
وجاءَ عُبَيدُ اللّه ِ شَريكا يَعودُهُ في مَنزِلِ هانِئٍ ، وقَد قالَ شَريكٌ لِمُسلِمٍ : إذا سَمِعتَني أقولُ : «اِسقوني ماءً» فَاخرُج عَلَيه فَاضرِبهُ .
وجَلَسَ عُبَيدُ اللّه ِ عَلى فِراشِ شَريكٍ ، وقامَ عَلى رَأسِهِ مِهرانُ ، فَقالَ : «اِسقوني ماءً» ، فَخَرَجَت جارِيَةٌ بِقَدَحٍ ، فَرَأَت مُسلِما فَزالَت ، فَقالَ شَريكٌ : «اِسقوني ماءً» ، ثُمَّ قالَ الثّالِثَةَ : وَيلَكُم ، تَحمونِي الماءَ ! اِسقونيه ولَو كانَت فيهِ نَفسي ، فَفَطِنَ مِهرانُ ، فَغَمَزَ عُبَيدَ اللّه ِ فَوَثَبَ .
فَقالَ شَريكٌ : أيُّهَا الأَميرُ ، إنّي اُريدُ أن اُوصِيَ إلَيكَ ؛ قالَ : أعودُ إلَيكَ .
فَجَعَلَ مِهرانُ يَطَّرِدُ بِهِ ، وقالَ : أرادَ وَاللّه ِ قَتلَكَ ، قالَ : وكَيفَ ؟ مَعَ إكرامي شَريكا وفي بَيتِ هانِئٍ ، ويَدُ أبي عِندَهُ يَدٌ ! فَرَجَعَ . ۱

۱۱۲۲.تاريخ الطبري عن أبي الودّاك :مَرِضَ هانِئُ بنُ عُروَةَ ، فَجاءَ عُبَيدُ اللّه ِ عائِدا لَهُ .
فَقالَ لَهُ عُمارةُ بنُ عُبَيدٍ السَّلولِيُّ : إنَّما جَماعَتُنا وكَيدُنا قَتلَ هذَا الطّاغِيَةِ ، فَقَدَ أمكَنَكَ اللّه ُ مِنهُ فَاقتُلهُ .
قالَ هانِئٌ : ما اُحِبُّ أن يُقتَلَ في داري . فَخَرَجَ فَما مَكَثَ إلّا جُمعَةً حَتّى مَرِضَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ ، وكانَ كَريما عَلَى ابنِ زِيادٍ ، وعَلى غَيرِهِ مِنَ الاُمَراءِ ، وكانَ شَديدَ التَّشَيُّعِ ، فَأَرسَلَ إلَيهِ عُبَيدُ اللّه ِ : إنّي رائِحٌ إلَيكَ العَشِيَّةَ .
فَقالَ لِمُسلِمٍ : إنَّ هذَا الفاجِرَ عائِدِي العَشِيَّةَ ، فَإِذا جَلَسَ فَاخرُج إلَيهِ فَاقتُلهُ ، ثُمَّ اقعُد فِي القَصرِ لَيسَ أحَدٌ يَحولُ بَينَكَ وبَينَهُ ، فَإِن بَرِئتُ مِن وَجَعي هذا أيّامي هذِهِ ، سِرتُ إلَى البَصرَةِ وكَفَيتُكَ أمرَها .
فَلَمّا كانَ مِنَ العَشِيِّ أقبَلَ عُبَيدُ اللّه ِ لِعِيادَةِ شَريكٍ ، فَقامَ مُسلِمُ بنُ عَقيلٍ لِيَدخُلَ ، وقالَ لَهُ شَريكٌ : لا يَفوتَنَّكَ إذا جَلَسَ ، فَقامَ هانِئُ بنُ عُروَةَ إلَيهِ فَقالَ : إنّي لا اُحِبُّ أن يُقتَلَ في داري . كَأَنَّهُ استَقبَحَ ذلِكَ .
فَجاءَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ ، فَدَخَلَ فَجَلَسَ ، فَسَأَلَ شَريكا عَن وَجَعِهِ ، وقالَ : مَا الَّذي تَجِدُ ، ومَتَى اُشكيتَ ؟ فَلَمّا طالَ سُؤالُهُ إيّاهُ ، ورَأى أنَّ الآخَرَ لا يَخرُجُ ، خَشِيَ أن يَفوتَهُ ، فَأَخَذَ يَقولُ : «ما تَنظُرونَ بِسَلمى أن تُحَيّوها» ۲ اِسقِنيها وإن كانَت فيها نَفسي ، فَقالَ ذلِكَ مَرَّتَينِ أو ثَلاثا .
فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ ـ ولا يَفطُنُ ـ : ما شَأنُهُ ؟ ! أتَرَونَهُ يَهجُرُ ۳ ؟ فَقالَ لَهُ هانِئٌ : نَعَم أصلَحَكَ اللّه ُ ! ما زالَ هذا دَيدَنُهُ قُبَيلَ عَمايَةِ الصُّبحِ حَتّى ساعَتِهِ هذِهِ . ثُمَّ إنَّهُ قامَ فَانصَرَفَ .
فَخَرَجَ مُسلِمٌ ، فَقالَ لَهُ شَريكٌ : ما مَنَعَكَ مِن قَتلِهِ ؟ فَقالَ : خَصلَتانِ : أمّا إحداهُما فَكَراهَةُ هانِئٍ أن يُقتَلَ في دارِهِ ، وأمَّا الاُخرى فَحَديثٌ حَدَّثَهُ النّاسُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : إنَّ الإيمانَ قَيَّدَ الفَتكَ ۴ ، ولا يَفتِكُ مُؤمِنٌ . ۵
فَقالَ هانِئٌ : أمَا وَاللّه ِ لَو قَتَلتَهُ لَقَتَلتَ فاسِقا فاجِرا كافِرا غادِرا ، ولكن كَرِهتُ أن يُقتَلَ في داري ، ولَبِثَ شَريكُ بنُ الأَعوَرِ بَعدَ ذلِكَ ثَلاثا ثُمَّ ماتَ .
فَخَرَجَ ابنُ زِيادٍ فَصَلّى عَلَيهِ ، وبَلَغ عُبَيدَ اللّه ِ بَعدَما قَتَلَ مُسلِما وهانِئا ، أنَّ ذلِكَ الَّذي كُنتَ سَمِعتَ مِن شَريكٍ في مَرَضِهِ ، إنَّما كانَ يُحَرِّضُ مُسلِما ويَأمُرُهُ بِالخُروجِ إلَيكَ لِيَقتُلَكَ ، فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ : وَاللّه ِ لا اُصَلّي عَلى جَنازَةِ رَجُلٍ مِن أهلِ العِراقِ أبَدا ، ووَاللّه ِ لَولا أنَّ قَبرَ زِيادٍ فيهِم لَنَبَشتُ شَريكا . ۶

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۰ .

2.في المصدر : «ما تنتظرون . . .» ، وهو تصحيف ظاهر ، فالوزن لا يستقيم إلّا بما أثبتناه . وجاء في مقاتل الطالبيّين هكذا : مَا الاِنتظار بِسَلمى أن تُحيّوهاحَيّوا سُلَيمي وحَيّوا من يُحيّيها كأس المَنيّةِ بالتعجيل فاسقوها

3.هَجَرَ يهجُر هَجرا : إذا خَلَطَ في كلامه ، وإذا هذى (النهاية : ج ۵ ص ۲۴۵ «هجر») .

4.الفَتك ، أن يأتي الرجل صاحبه وهو غارٌّ غافلٌ فيشُدّ عليه فيقتله (النهاية : ج ۳ ص ۴۰۹ «فتك») .

5.وزاد في الكامل في التاريخ: «بمؤمن».

6.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۶۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۷ وفيه «عمارة بن عبد السلولي» و«حدّثه عليّ عليه السلام » بدل «حدّثه الناس» ، مقاتل الطالبيّين : ص ۱۰۱ وليس فيه ذيله من «ولكن كرهت» وكلاهما نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۴۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 175154
الصفحه من 458
طباعه  ارسل الي