105
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

قالَ : ثُمَّ أقبَلَ عَلَى النّاسِ رافِعا صَوتَهُ ، فَقالَ : عِبادَ اللّهِ ! لا يَغُرَّنَّكُم مِن دينِكُم هذَا الجِلفُ ۱ الجافي ۲ وأشباهُهُ ! فَوَاللّهِ ، لا تَنالُ شَفاعَةُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قَوما هَراقوا ۳ دِماءَ ذُرِّيَّتِهِ وأهلِ بَيتِهِ ، وقَتَلوا مَن نَصَرَهُم وذَبَّ عَن حَريمِهِم.
قالَ : فَناداهُ رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ : إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ لَكَ : أقبِل ، فَلَعَمري لَئِن كانَ مُؤمِنُ آلِ فِرعَونَ نَصَحَ لِقَومِهِ وأبلَغَ فِي الدُّعاءِ ، لَقَد نَصَحتَ لِهؤُلاءِ وأبلَغتَ لَو نَفَعَ النُّصحُ وَالإِبلاغُ . ۴

۱۶۲۱.تاريخ اليعقوبي :خَرَجَ زُهَيرُ بنُ القَينِ عَلى فَرَسٍ لَهُ ، فَنادى : يا أهلَ الكوفَةِ ! نَذارِ لَكُم مِن عَذابِ اللّهِ نَذارِ! عِبادَ اللّهِ ، وَلَدُ فاطِمَةَ عليهاالسلام أحَقُّ بِالوُدِّ وَالنَّصرِ مِن وَلَدِ سُمَيَّةَ ، فَإِن لَم تَنصُروهُم فَلا تُقاتِلوهُم .
أيُّهَا النّاسُ! إنَّهُ ما أصبَحَ عَلى ظَهرِ الأَرضِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ إلَا الحُسَينُ عليه السلام ، فَلا يُعينُ أحَدٌ عَلى قَتلِهِ ولَو بِكَلِمَةٍ إلّا نَغَّصَهُ ۵ اللّهُ الدُّنيا ، وعَذَّبَهُ أشَدَّ عَذابِ الآخِرَةِ . ۶

2 / 4

كَلِمَةُ بُرَيرِ بنِ خُضَيرٍ لِجَيشِ الكوفَةِ

۱۶۲۲.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جده [زين العابدين] عليهم السلامـ في ذِكرِ أحداثِ يَومِ عاشوراءَـ :بَلَغَ العَطَشُ مِنَ الحُسَينِ عليه السلام

1.الجِلْفُ : الأحمق (النهاية : ج ۱ ص ۲۸۷ «جلف») .

2.الجافي : الغليظ الخِلقَة والطبع (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۴۸ «جفا») .

3.هَراقَ الماء يهريقه : صَبّه ، وأصله : أراقه يُريقه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۹۰ «هراق») .

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۲ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۰ كلاهما نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۷ .

5.نَغَّصَ اللّه عليه العيش : أي كدّره (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۵۹ «نغص») .

6.تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۴۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
104

عَذابِ اللّهِ نَذارِ ! إنَّ حَقّا عَلَى المُسلِمِ نَصيحَةُ أخيهِ المُسلِمِ ، ونَحنُ حَتَّى الآنَ إخوَةٌ ، وعَلى دينٍ واحِدٍ ومِلَّةٍ واحِدَةٍ ، ما لَم يَقَع بَينَنا وبَينَكُمُ السَّيفُ ، وأنتُم لِلنَّصيحَةِ مِنّا أهلٌ ، فَإِذا وَقَعَ السَّيفُ انقَطَعَتِ العِصمَةُ ، وكُنّا اُمَّةً وأنتُم اُمَّةً ، إنَّ اللّهَ قَدِ ابتَلانا وإيّاكُم بِذُرِّيَّةِ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، لِيَنظُرَ ما نَحنُ وأنتُم عامِلونَ ، إنّا نَدعوكُم إلى نَصرِهِم وخِذلانِ الطّاغِيَةِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ؛ فَإِنَّكُم لا تُدرِكونَ مِنهُما إلّا بِسوءِ عُمُرِ سُلطانِهِما كُلِّهِ ، لَيَسمُلانِّ أعيُنَكُم ، ويَقطَعانِّ أيدِيَكُم وأرجُلَكُم ، ويُمَثِّلانِّ بِكُم ، ويَرفَعانِّكُم عَلى جُذوعِ النَّخلِ ، ويُقَتِّلانِّ أماثِلَكُم وقُرّاءَكُم ، أمثالَ حُجرِ بنِ عَدِيٍّ وأصحابِهِ ، وهانِئِ بنِ عُروَةَ وأشباهِهِ .
قالَ : فَسَبّوهُ وأثنَوا عَلى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، ودَعَوا لَهُ ، وقالوا : وَاللّهِ ، لا نَبرَحُ حَتّى نَقتُلَ صاحِبَكَ ومَن مَعَهُ ، أو نَبعَثَ بِهِ وبِأَصحابِهِ إلَى الأَميرِ عُبَيدِ اللّهِ سِلما .
فَقالَ لَهُم : عِبادَ اللّهِ! إنَّ وَلَدَ فاطِمَةَ رِضوانُ اللّهِ عَلَيها أحَقُّ بِالوُدِّ وَالنَّصرِ مِنِ ابنِ سُمَيَّةَ ، فَإِن لَم تَنصُروهُم فَاُعيذُكُم بِاللّهِ أن تَقتُلوهُم ، فَخَلّوا بَينَ الرَّجُلِ وبَينَ ابنِ عَمِّهِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، فَلَعَمري إنَّ يَزيدَ لَيَرضى مِن طاعَتِكُم بِدونِ قَتلِ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَرَماهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ بِسَهمٍ ، وقالَ : اُسكُت ، أسكَتَ اللّهُ نَأمَتَكَ ۱ ، أبرَمتَنا ۲ بِكَثرَةِ كَلامِكَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : يَابنَ البَوّالِ عَلى عَقِبَيهِ ، ما إيّاكَ اُخاطِبُ ، إنَّما أنتَ بَهيمَةٌ ، وَاللّهِ ما أظُنُّكَ تُحكِمُ مِن كِتابِ اللّهِ آيَتَينِ ! فَأَبشِر بِالخِزيِ يَومَ القِيامَةِ وَالعَذابِ الأَليمِ .
فَقالَ لَهُ شِمرٌ : إنَّ اللّهَ قاتِلُكَ وصاحِبَكَ عَن ساعَةٍ .
قالَ : أفَبِالمَوتِ تُخَوِّفُني ؟ فَوَاللّهِ ، لَلمَوتُ مَعَهُ أحَبُّ إلَيَّ مِنَ الخُلدِ مَعَكُم .

1.النَّأمة : الصوت (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۳۸ «نأم») .

2.بَرِمَ به ـ بالكسر ـ يبرَمُ بَرَما ـ بالتحريك ـ : إذا سئمه وملّه (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155412
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي