111
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

في كُلِّ شِدَّةٍ ، وأنتَ فيما نَزَلَ بي ثِقَةٌ ، وأنتَ وَلِيُّ كُلِّ نِعمَةٍ ، وصاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ .
وقالَ لِعُمَرَ وجُندِهِ : لا تَعجَلوا ، وَاللّهِ ، ما أتَيتُكُم حَتّى أتَتني كُتُبُ أماثِلِكُم بِأَنَّ السُّنَّةَ قَد اُميتَت ، وَالنِّفاقَ قَد نَجَمَ ۱ ، وَالحُدودَ قَد عُطِّلَت ، فَاقدَم لَعَلَّ اللّهَ يَصلُحُ بِكَ الاُمَّةَ ، فَأَتَيتُ ، فَإِذ كَرِهتُم ذلِكَ ، فَأَنَا راجِعٌ ، فَارجِعوا إلى أنفُسِكُم ، هَل يَصلُحُ لَكُم قَتلي ، أو يَحِلُّ دَمي ؟
ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم وَابنَ ابنِ عَمِّهِ ؟ أوَ لَيسَ حَمزَةُ وَالعَبّاسُ وجَعفَرٌ عُمومَتي ؟ ألَم يَبلُغكُم قَولُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله فِيَّ وفي أخي : «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ» ؟
فَقالَ شِمرٌ ، هُوَ يَعبُدُ اللّهَ عَلى حَرفٍ إن كانَ يَدري ما يَقولُ !
فَقالَ عُمَرُ : لَو كانَ أمرُكَ إلَيَّ لَأَجَبتُ .
وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يا عُمَرُ ! لَيَكونَنَّ لِما تَرى يَومٌ يَسوؤُكَ ، اللّهُمَّ إنَّ أهلَ العِراقِ غَرّوني وخَدَعوني ، وصَنَعوا بِأَخي ما صَنَعوا ، اللّهُمَّ شَتِّت عَلَيهِم أمرَهُم ، وأحصِهِم عَدَدا . ۲

۱۶۲۶.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :تَقَدَّمَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى وَقَفَ قُبالَةَ القَومِ ، وجَعَلَ يَنظُرُ إلى صُفوفِهِم كَأَنَّهَا السَّيلُ ، ونَظَرَ إلَى ابنِ سَعدٍ واقِفا في صَناديدِ ۳ الكوفَةِ ، فَقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي خَلَقَ الدُّنيا فَجَعَلَها دارَ فَناءٍ وزَوالٍ ، مُتَصَرِّفَةً بِأَهلِها حالاً بَعدَ حالٍ ، فَالمَغرورُ مَن غَرَّتهُ ، وَالشَّقِيُّ مَن فَتَنَتهُ ، فَلا تَغُرَّنَّكُم هذِهِ الدُّنيا ؛ فَإِنَّها تَقطَعُ رَجاءَ مَن رَكَنَ إلَيها ، وتُخَيِّبُ طَمَعَ مَن طَمِعَ فيها ، وأراكُم قَدِ اجتَمَعتُم عَلى أمرٍ قَد

1.نجمَ النَّبْتُ : إذا طلع ، وكلُّ ما طلع وظهر فقد نجمَ (النهاية : ج ۵ ص ۲۴ «نجم») .

2.سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ ، الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۸ نحوه وليس فيه ذيله من «فقال عمر» .

3.صناديد القوم : أشرافهم وعظماؤهم ورؤساؤهم (النهاية : ج ۳ ص ۵۵ «صند») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
110

أخبِروني ، أتَطلُبُونّي بِقَتيلٍ مِنكُم قَتَلتُهُ ، أو مالٍ لَكُمُ استَهلَكتُهُ ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحَةٍ ؟ قالَ : فَأَخَذوا لا يُكَلِّمونَهُ ، قالَ : فَنادى : يا شَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ ، ويا حَجّارَ بنَ أبجَرَ ، ويا قَيسَ بنَ الأَشعَثِ ، ويا يَزيدَ بنَ الحارِثِ ، ألَم تَكتُبوا إلَيَّ : أن قَد أينَعَتِ ۱ الثِّمارُ ، وَاخضَرَّ الجَنابُ ، وطَمَّتِ ۲ الجِمامُ ۳ ، وإنَّما تَقدَمُ عَلى جُندٍ لَكَ مُجَنَّدٍ ، فَأَقبِل ؟
قالوا لَهُ : لَم نَفعَل ، فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ ! بَلى وَاللّهِ ، لَقَد فَعَلتُم .
ثُمَّ قالَ : أيُّهَا النّاسُ ! إذ كَرِهتُموني فَدَعوني أنصَرِف عَنكُم إلى مَأمَني مِنَ الأَرضِ .
قالَ : فَقالَ لَهُ قَيسُ بنُ الأَشعَثِ : أوَلا تَنزِلُ عَلى حُكمِ بَني عَمِّكَ ؟ فَإِنَّهُم لَن يُروكَ إلّا ما تُحِبُّ ، ولَن يَصِلَ إلَيكَ مِنهُم مَكروهٌ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أنتَ أخو أخيكَ ، ۴ أتُريدُ أن يَطلُبَكَ بَنو هاشِمٍ بِأَكثَرَ مِن دَمِ مُسلِمِ بنِ عَقيلٍ ؟ لا وَاللّهِ ، لا اُعطيهِم بِيَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا اُقِرُّ إقرارَ العَبيدِ .
عِبادَ اللّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ، أعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ .
قالَ : ثُمَّ إنَّهُ أناخَ راحِلَتَهُ ، وأمَرَ عُقبَةَ بنَ سِمعانَ ، فَعَقَلَها ، وأقبَلوا يَزحَفونَ نَحوَهُ . ۵

۱۶۲۵.سير أعلام النبلاء :لَمّا أصبَحوا قالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهُمَّ أنتَ ثِقَتي في كُلِّ كَربٍ ، ورَجائي

1.يَنَعَ الثَّمَرُ : حان قطافه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۰۲ «ينع») .

2.طَمّ الماء : علا وغمر (لسان العرب : ج ۱۲ ص ۳۷۰ «طمم») .

3.الجُمّة : هو المكان الذي يجتمع فيه ماؤه وجمعه جِمام (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۱۷ «جمم») .

4.هذه إشارة من الإمام عليه السلام إلى محمّد بن الأشعث أخي «قيس» الذي شارك في استشهاد مسلم عليه السلام .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۸ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۹۷ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۸ وفيهما «لا أفرّ فرار» بدل «أقرّ إقرار» وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۶ وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۶ والمنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ وتذكرة الخواصّ : ص ۲۵۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155538
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي