113
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

عِبادَ اللّهِ ! إنّي عُذتُ بِرَبّي ورَبِّكُم أن تَرجُمونِ ، وأعوذُ بِرَبّي ورَبِّكُم مِن كُلِّ مُتَكَبِّرٍ لا يُؤمِنُ بِيَومِ الحِسابِ .
فَقالَ لَهُ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : يا حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ، أنَا أعبُدُ اللّهَ عَلى حَرفٍ إن كُنتُ أدري ما تَقولُ ، فَسَكَتَ الحُسَينُ عليه السلام .
فَقالَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ لِلشِّمرِ : يا عَدُوَّ اللّهِ وعَدُوَّ رَسولِ اللّهِ ، إنّي لَأَظُنُّكَ تَعبُدُ اللّهَ عَلى سَبعينَ حَرفا ، وأنَا أشهَدُ أنَّكَ لا تَدري ما يَقولُ ؛ فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ و تَعالى قَد طَبَعَ عَلى قَلبِكَ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : حَسبُكَ يا أخا بَني أسَدٍ ، فَقَد قُضِيَ القَضاءُ ، وجَفَّ القَلمُ ، وَاللّهُ بالِغٌ أمرَهُ ، وَاللّهِ ، إنّي لَأَشوَقُ إلى جَدّي وأبي واُمّي وأخي وأسلافي مِن يَعقوبَ إلى يوسُفَ وأخيهِ ، ولي مَصرَعٌ أنَا لاقيهِ . ۱

۱۶۲۷.تذكرة الخواصّ :قالَ هِشامُ بنُ مُحَمَّدٍ : لَمّا رَآهُمُ الحُسَينُ عليه السلام مُصِرّينَ عَلى قَتلِهِ ، أخَذَ المُصحَفَ ونَشَرَهُ وجَعَلَهُ عَلى رَأسِهِ ، ونادى : بَيني وبَينَكُم كِتابُ اللّهِ وجَدّي مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّهِ ، يا قَومِ ، بِمَ تَستَحِلّونَ دَمي ؟ ألَستُ ابنَ بِنتِ نَبِيِّكُم ؟ ألَم يَبلُغكُم قَولُ جَدّي فِيَّ وفي أخي : «هذانِ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ» ؟ إن لَم تُصَدِّقوني فَاسأَلوا جابِرا وزَيدَ بنَ أرقَمَ وأبا سَعيدٍ الخُدرِيَّ ، ألَيسَ جَعفَرٌ الطَّيّارُ عَمّي ؟
فَناداهُ شِمرٌ : السّاعَةَ تَرِدُ الهاوِيَةَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : اللّهُ أكبَرُ ! أخبَرَني جَدّي رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : رَأَيتُ كَأَنَّ كَلبا وَلَغَ في دِماءِ أهلِ بَيتي ، وما أخالُكَ إلّا إيّاهُ .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۵۲ وراجع : مثيرالأحزان : ص۵۱ وكشف الغمّة : ج۲ ص۲۲۵ وص ۲۶۷ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
112

أسخَطتُمُ اللّهَ فيهِ عَلَيكُم ، فَأَعرَضَ بِوَجهِهِ الكَريمِ عَنكُم ، وأحَلَّ بِكُم نَقِمَتَهُ ، وجَنَّبَكُم رَحمَتَهُ ؛ فَنِعمَ الرَّبُّ رَبُّنا ، وبِئسَ العَبيدُ أنتُم ، أقرَرتُم بِالطّاعَةِ ، وآمَنتُم بِالرَّسولِ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ إنَّكُم زَحَفتُم إلى ذُرِّيَّتِهِ تُريدونَ قَتلَهُم! لَقَدِ استَحوَذَ ۱ عَلَيكُمُ الشَّيطانُ ، فَأَنساكُم ذِكرَ اللّهِ العَظيمِ ، فَتَبّا لَكُم ولِما ۲ تُريدونَ ؛ إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، هؤُلاءِ قَومٌ كَفَروا بَعدَ إيمانِهِم ؛ فَبُعدا لِلقَومِ الظّالِمينَ .
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : وَيلَكُم كَلِّموهُ فَإِنَّهُ ابنُ أبيهِ ، وَاللّهِ ، لَو وَقَفَ فيكُم هكَذا يَوما جَديدا لَما قَطَعَ ولَما حَصَرَ ، فَكَلِّموهُ ، فَتَقَدَّمَ إلَيهِ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَقالَ : يا حُسَينُ ، ما هذَا الَّذي تَقولُ ؟ أفهِمنا حَتّى نَفهَمَ؟
فَقالَ عليه السلام : أقولُ لَكُم : اِتَّقُوا اللّهَ رَبَّكُم ولا تَقتُلونِ ؛ فَإِنَّهُ لا يَحِلُّ لَكُم قَتلي ولَا انتِهاكُ حُرمَتي ، فَإِنِّي ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ، وجَدَّتي خَديجَةُ زَوجَةُ نَبِيِّكُم ؛ ولَعَلَّهُ قَد بَلَغَكُم قَولُ نَبِيِّكُم مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله : الحَسَنُ وَالحُسَينُ سَيِّدا شَبابِ أهلِ الجَنَّةِ ما خَلَا النَّبِيّينَ وَالمُرسَلينَ ، فَإن صَدَّقتُموني بِما أقولُ ، وهُوَ الحَقُّ ، فَوَاللّهِ ما تَعَمَّدتُ كَذِبا مُنذُ عَلِمتُ أنَّ اللّهَ يَمقُتُ عَلَيهِ أهلَهُ ، وإن كَذَّبتُموني فَإِنَّ فيكُم مِنَ الصَّحابَةِ مِثلَ : جابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ ، وسَهلِ بنِ سَعدٍ ، وزَيدِ بنِ أرقَمَ ، وأنَسِ بنِ مالِكٍ ، فَاسأَلوهُم عَن هذا ؛ فَإِنَّهُم يُخبِرونَكُم أنَّهُم سَمِعوهُ مِن رَسولِ اللّهِ ، فَإِن كُنتُم في شَكٍّ مِن أمري ، أفَتَشُكّونَ أنِّي ابنُ بِنتِ نَبِيِّكُم ، فَوَاللّهِ ، ما بَينَ المَشرِقَينِ وَالمَغرِبَينِ ابنُ بِنتِ نَبِيٍّ غَيري .
وَيلَكُم ! أتَطلُبُونّي بِدَمِ أحَدٍ مِنكُم قَتَلتُهُ ، أو بِمالٍ استَملَكتُهُ ، أو بِقِصاصٍ مِن جِراحاتٍ استَهلَكتُهُ ؟ فَسَكَتوا عَنهُ لا يُجيبونَهُ .
ثُمَّ قالَ عليه السلام : وَاللّهِ ، لا اُعطيهِم يَدي إعطاءَ الذَّليلِ ، ولا أفِرُّ فِرارَ العَبيدِ .

1.استحوذ عليهم الشيطان : أي استولى عليهم وحواهم إليه (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۷ «حوذ») .

2.في المصدر : «وما» ، والأصحّ ما أثبتناه كما في بحارالأنوار : ج ۴۵ ص ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155511
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي