179
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

ثمّ قال:
وأنا واللّه الذي لا إله إلّا هو، على مثل ما هذا عليه . ۱
وبدأت بيعة الناس لمسلم بعد كلام هذين الشخصين. ۲ وكان لحبيب دور فعّال في أخذ البيعة من أهل الكوفة . ۳
وبعد التحاقه بالإمام عليه السلام بذل جهوداً كثيرة من أجل استقطاب الأفراد والمقاتلين من قبيلة بني أسد إلى عسكر الإمام عليه السلام ۴ ومجابهة الأعداء . ۵
تولّى حبيب في يوم عاشوراء قيادة ميسرة عسكر الإمام عليه السلام ، ۶ وكان يتمتّع بالسكينة بشكل عال ، وكان مسرورا عند اقترابه من الشهادة ، وفي نقلٍ أنّه كان يداعب أصحابه، ۷ وحينما قال له برير :
يا أخي! لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ !
أجاب:
فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ، وَاللّهِ ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهِ الطَّغامُ بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقُ الحورَ العينَ . ۸
وحمل على جيش العدوّ وهو يرتجز هذه الأبيات :
أنَا حَبيبٌ وأبي مُظاهِرُفارِسُ هَيجاءَ وحَربٍ تُسعَرُ
أنتُم أعَدُّ عُدَّةً وأكثَرُونَحنُ أوفى مِنكُمُ وأصبَرُ
ونَحنُ أعلى حُجَّةً وأظهَرُحَقّا وأتقى مِنكُمُ وأعذَرُ۹
وهكذا قاتل حتّى التحق بموكب شهداء كربلاء.
وكانت شهادته مؤلمة جدّاً للإمام الحسين عليه السلام ، لذا فإنّه قال عند شهادته :
أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي . ۱۰
وجاء في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ الأَسَدِيِّ . ۱۱
كما ذكر اسمه في الزيارة الرجبيّة أيضا . ۱۲

1.راجع : ج ۳ ص ۵۷ (القسم السابع / الفصل الرابع / قدوم مسلم الكوفة وبيعة أهلها له) .

2.نفس المصدر .

3.الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۷۲ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۱.

4.راجع : ص ۴۱ (الفصل الأوّل / جهود حبيب بن مظاهر لنصرة الإمام عليه السلام في السادس من المحرّم).

5.راجع : ص ۵۵ (الفصل الأوّل / استمهال ليلة للصلاة والدعاء والاستغفار) و ص ۱۰۶ (الفصل الثاني / احتجاجات الإمام عليه السلام على جيش الكوفة) و ص ۱۳۹ (صلاة الجماعة بإمامة الحسين عليه السلام في ظهر عاشوراء).

6.راجع : ص ۹۵ (الفصل الثاني / المواجهة بين جيش الهدى وجيش الضلالة).

7.راجع : ص ۹۱ (الفصل الأوّل / الترحاب بالشهادة).

8.راجع: ص ۱۸۲ ح ۱۶۸۷ .

9.راجع: ص ۱۸۳ ح ۱۶۹۰ .

10.راجع : ص ۱۸۴ ح ۱۶۹۰ .

11.راجع: ج ۸ ص ۲۳۶ ح ۳۵۷۵ .

12.راجع: ج ۸ ص ۱۶۵ ح ۳۵۲۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
178

حبيب بن مظهّر ۱ الفقعسيّ ۲ أيضاً ، من خاصّة أصحاب الإمام عليّ والإمام الحسن والإمام الحسين عليهم السلام ، ۳ بل استناداً إلى قول ابن حجر ، فإنّه أدرك عصر رسول اللّه صلى الله عليه و آله أيضاً . ۴
كان في عصر حكم الإمام عليّ عليه السلام أحدَ أعضاء جيشه الخاصّ ، والذي كان يسمّى بـ «شرطة الخميس» . ۵
إنّ حديث حبيب بن مظاهر مع ميثم التمّار ورشيد الهجري حول أحداث المستقبل ، تدلّ على أنّهم كانوا من أصحاب سرّ الإمام عليّ عليه السلام ، وممّن يتمتّعون بكمالات معنويّة رفيعة ، وكانوا على معرفة بعلم المنايا والبلايا . ۶
كان من أوائل الذين دعوا الإمام الحسين عليه السلام للمجيء إلى الكوفة ، ۷ وبعد دخول مسلم عليه السلام الكوفة وقراءة كتاب الإمام عليه السلام على أهلها، قام عابس فأظهر نوعا من الشكّ بشأن صدق أهل الكوفة، وأقسم بأنّه يلبّي دعوة الإمام عليه السلام وسفيره ، ويحارب في سبيل اللّه أعداءهما حتّى يلقى اللّه ، وقام بعده حبيبٌ وقال: رحمك اللّه ! قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك .

1.جمهرة النسب : ص ۱۷۰ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۲ ، الأخبار الطوال : ص ۲۵۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۲ وفيهما «مطهر» ؛ الاختصاص : ص ۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۰۱ ص ۳۴۰ و راجع : هذه الموسوعة : ج ۴ ص ۱۸۲ ح ۱۶۸۸ .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۵۵ ، الإصابة : ج ۲ ص ۱۴۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۳۴ وراجع : جمهرة النسب : ص ۱۷۰.

3.رجال الطوسي : ص ۶۰ و ۹۳ و ۱۰۰ ، الاختصاص : ص ۳ و ۷ و۸ ، ورجال البرقي : ص ۴ و ۷ ، رجال ابن داوود : ص ۷۰.

4.الإصابة : ج ۲ ص ۱۴۲ وفيه «حتيت بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن جحوان بن فقعس الكندي ثمّ الفقعسي ، له إدراك ، وعُمّر حتى قُتل مع الحسين بن علي عليه السلام » .

5.راجع : رجال البرقي : ص ۴.

6.راجع : ص ۱۸۱ ح ۱۶۸۷ .

7.راجع : ج ۳ ص ۲۷ (القسم السابع/الفصل الثالث/كتب أهل الكوفة إلى الإمام عليه السلام يدعونه فيها للقيام).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 188788
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي