185
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

3 / 12

الحَجّاجُ بنُ مَسروقٍ

الحجّاج بن مسروق الجعفي، ۱ والذي سُمّي في بعض المصادر بالحجّاج بن مسرور ، ۲ هو أحد الأصحاب الأوفياء لسيّد الشهداء عليه السلام ، والذي نال شرف الشهادة في عاشوراء.
وهو الذي بعثه الإمام الحسين عليه السلام إلى عبيد اللّه بن الحرّ الجعفي كي يأتي لنصرته. ۳ وهو الذي أذّن الظهر بإذن الإمام عند تصدّي جيش الحرّ بن يزيد له عليه السلام . ۴ وقد ذكرته بعض المصادر بوصفه مؤذّناً للإمام الحسين عليه السلام . ۵
حمل على صفوف العدوّ وهو ينشد هذه الأشعار حتّى التحق بربّه :


أقدِم هُديتَ هادِيا مَهدِيّافَاليَومَ تَلقى جَدَّكَ النَّبِيّا
ثُمَّ أباكَ ذَا النَّدى۶عَلِيّاذاكَ الَّذي نَعرِفُهُ وَصِيّا
وَالحَسَنَ الخَيرَ التَّقِي الوَفِيّاوذَا الجَناحَينِ الفَتَى الكَمِيّا۷
وأسَدَ اللّهِ الشَّهيدَ الحَيّا۸

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۱ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۵ ، نسب معد : ج ۱ ص ۳۱۶ ، الاشتقاق : ص ۴۰۹ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ، المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ وراجع: زيارة الناحية والزيارة الرجبية وهذه الموسوعة : ج۴ ص۱۸۶ ح۱۶۹۱ .

2.الإرشاد : ج ۲ ص ۷۸.

3.راجع : ج ۳ ص ۳۸۵ (القسم السابع / الفصل السابع / استنصاره بعبيد اللّه بن الحرّ).

4.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۰۰ .

5.راجع : ج ۳ ص ۳۶۲ (القسم السابع / الفصل السابع / سدّ الحرّ الطريق على الإمام عليه السلام ) .

6.فلان نديُّ الكفّ : إذا كان سخيّا (الصحاح : ج ۶ ص ۲۵۰۶ «ندا») .

7.الكميُّ : الشجاع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۴۷۷ «كمى») .

8.الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ۴ ص ۱۰۳ وليس فيه من «والحسن» إلى «الحيّا» وفيه «فقتل خمسا وعشرين رجلاً» بدل «ثمّ حمل ...» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
184

قالَ : فَأَبى عَلَيهِ ، فَأَصلَحَ قَومُهُ فيما بَينَهُما عَلى هذا ، فَدَفَعَ إلَيهِ رَأسَ حَبيبِ بنِ مُظاهِرٍ ، فَجالَ بِهِ فِي العَسكَرِ قَد عَلَّقَهُ في عُنُقِ فَرَسِهِ ، ثُمَّ دَفَعَهُ بَعدَ ذلِكَ إلَيهِ .
فَلَمّا رَجَعوا إلَى الكوفَةِ أخَذَ الآخِرُ رَأسَ حَبيبٍ فَعَلَّقَهُ في لَبانِ ۱ فَرَسِهِ ، ثُمَّ أقبَلَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ فِي القَصرِ فَبَصُرَ بِهِ ابنُهُ القاسِمُ بنُ حَبيبٍ ، وهُوَ يَومَئِذٍ قَد راهَقَ ، فَأَقبَلَ مَعَ الفارِسِ لا يُفارِقُهُ ، كُلَّما دَخَلَ القَصرَ دَخَلَ مَعَهُ ، وإذا خَرَجَ خَرَجَ مَعَهُ ، فَارتابَ بِهِ ، فَقالَ : ما لَكَ يا بُنَيَّ تَتبَعُني ؟ قالَ : لا شَيءَ ، قالَ : بَلى ، يا بُنَيَّ أخبِرني ، قالَ لَهُ : إنَّ هذَا الرَّأسَ الَّذي مَعَكَ رَأسُ أبي ، أفَتُعطينيهِ حَتّى أدفِنَهُ ؟ قالَ : يا بُنَيَّ ، لا يَرضَى الأَميرُ أن يُدفَنَ ، وأنَا اُريدُ أن يُثيبَنِي الأَميرُ عَلى قَتلِهِ ثَوابا حَسَنا ، قالَ لَهُ الغُلامُ : لكِنَّ اللّهَ لا يُثيبُكَ عَلى ذلِكَ إلّا أسوَأَ الثَّوابِ ، أما وَاللّهِ لَقَد قَتَلتَ خَيرا مِنكَ ، وبَكى ، فَمَكَثَ الغُلامُ حَتّى إذا أدرَكَ لَم يَكُن لَهُ هِمَّةٌ إلَا اتِّباعُ أثَرِ قاتِلِ أبيهِ لِيَجِدَ مِنهُ غِرَّةً ۲ فَيَقتُلَهُ بِأَبيهِ .
فَلَمّا كانَ زَمانُ مُصعَبِ بنِ الزُّبَيرِ وغَزا مُصعَبٌ باجُمَيرى ۳ ، دَخَلَ عَسكَرَ مُصعَبٍ فَإِذا قاتِلُ أبيهِ في فُسطاطِهِ ۴ ، فَأَقبَلَ يَختَلِفُ في طَلَبِهِ وَالتِماسِ غِرَّتِهِ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ وهُوَ قائِلٌ نِصفَ النَّهارِ ، فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ حَتّى بَرَدَ .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني مُحَمَّدُ بنُ قَيسٍ ، قالَ : لَمّا قُتِلَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ هَدَّ ذلِكَ حُسَينا عليه السلام وقالَ عِندَ ذلِكَ : أحتَسِبُ نَفسي وحُماةَ أصحابي . ۵

1.اللبان : الصدر من ذي الحافر خاصّة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۳۷۷ «لبن») .

2.الغِرَّة : الغفلة (المصباح المنير : ص ۴۴۴ «غِرّة») .

3.باجميرى: موضع دون تكريت (معجم البلدان: ج۱ ص۳۱۴) وراجع: الخريطة رقم ۵ في آخر المجلّد ۵ .

4.الفُسطاط : بيت من الشعر (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۵ «فسط») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه وليس فيه من «اُقسم» إلى «أعذر» وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۲ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷ ـ ۱۹ ومثير الأحزان : ص ۶۲ و ص ۶۵ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155375
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي