205
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

رَبِّنا ونَلحَقُ ؟
فَقالَ : رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدُّنيا وما فيها . فَقاتَلَ قِتالَ الشُّجعانِ ، وصَبَرَ عَلى مَضَضِ ۱ الطِّعانِ ، حَتّى قُتِلَ وألحَقَهُ اللّهُ بِدارِ الرِّضوانِ . ۲

3 / 15

زُهَيرُ بنُ القَينِ

كان زهير بن القين البجليّ ، ۳ أحد أبرز أصحاب سيّد الشهداء عليه السلام ، وكان يتولّى قيادة جناح الميمنة في عسكر الإمام عليه السلام ، وكان له دور مؤثّر في التصدّي لجيش الكوفة . ۴
يعتبره البلاذريّ عثمانيّ الهوى ، ۵ وقد ناداه الأعداء في عصر تاسوعاء بذلك أيضا ، وممّا يؤيّد ذلك أيضا اشتراكه في حرب بلنجر بقيادة سلمان الباهلي في عهد حكم عثمان ، ۶ وعدم وجود روايات بخصوص تواجده في الحروب التي حدثت في فترة حكم الإمام عليّ عليه السلام ، وكذلك عدم رغبة زهير للالتقاء بالإمام الحسين عليه السلام في مسيره إلى الكوفة .
وأمّا في منزل زرود، فعندما دعاه رسول الإمام عليه السلام للالتقاء به، حضر عند الإمام الحسين عليه السلام بتحريض من زوجته ، ولم يمض طويل وقت حتّى رجع إلى خيمته بوجه

1.المَضَضُ : وَجَعُ المصيبة (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۰۶ «مضض») .

2.مثير الأحزان : ص ۶۵ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۹۲ و ۴۰۴ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۷۸ ، نسب معد : ج ۱ ص ۳۴۵ ، جمهرة أنساب العرب : ص ۳۸۸ وفيهما «زهير بن القين بن الحارث بن عامر بن سعد بن مالك بن ذهل بن عمرو بن يشكر ، قتل مع الحسين بن على بالطفّ» ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۹ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۷۲ ، رجال الطوسي : ص ۱۰۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ و ۲۲۴.

4.راجع : ص ۹۵ (الفصل الثاني / المواجهة بين جيش الهدى وجيش الضلالة) .

5.راجع: ج ۳ ص ۳۳۸ (القسم السابع / الفصل السابع / دعوة الإمام عليه السلام زهير بن القين لنصرته في زرود) .

6.نفس المصدر .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
204

فَقالَ لَهُ حُسَينٌ عليه السلام : يَابنَ أسعَدَ ! رَحِمَكَ اللّهُ ! إنَّهُم قَدِ استَوجَبُوا العَذابَ حينَ رَدّوا عَلَيكَ ما دَعَوتَهُم إلَيهِ مِنَ الحَقِّ ، ونَهَضوا إلَيكَ لِيَستَبيحوكَ وأصحابَكَ ، فَكَيفَ بِهِمُ الآنَ وقَد قَتَلوا إخوانَكَ الصّالِحينَ ؟!
قالَ : صَدَقتَ جُعِلتُ فِداكَ ! أنتَ أفقَهُ مِنّي وأحَقُّ بِذلِكَ ، أفَلا نَروحُ إلَى الآخِرَةِ ونَلحَقُ بِإِخوانِنا ؟
فَقالَ : رُح إلى خَيرٍ مِنَ الدُّنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى .
فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكَ أبا عَبدِ اللّهِ ! صَلَّى اللّهُ عَلَيكَ وعلَى أهلِ بَيتِكَ ، وعَرَّفَ بَينَنا وبَينَكَ في جَنَّتِهِ . فَقالَ : آمينَ آمينَ ! فَاستَقدَمَ فَقاتَلَ حَتّى قُتِلَ . ۱

۱۷۰۶.الملهوف :جاءَ حَنظَلَةُ بنُ سَعدٍ الشِّبامِيُّ ، فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام يَقيهِ السِّهامَ وَالسُّيوفَ وَالرِّماحَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، وأخَذَ يُنادي : «يَـقَوْمِ إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ*يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ» ، يا قَومِ لا تَقتُلوا حُسَينا فَيُسحِتَكُمُ اللّهُ بِعَذابٍ «وَ قَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى» .
ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : أفَلا نَروحُ إلى رَبِّنا ونَلحَقُ بِأَصحابِنا ؟
فَقالَ لَهُ : بَل رُح إلى ما هُوَ خَيرٌ لَكَ مِنَ الدنيا وما فيها ، وإلى مُلكٍ لا يَبلى . فَتَقَدَّمَ فَقاتَلَ قِتالَ الأَبطالِ ، وصَبَرَ عَلَى احتِمالِ الأَهوالِ ، حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ . ۲

۱۷۰۷.مثير الأحزان :جاءَ حَنظَلَةُ بنُ أسعَدَ الشِّبامِيُّ فَوَقَفَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، يَقيهِ الرِّماحَ وَالسِّهامَ والسُّيوفَ بِوَجهِهِ ونَحرِهِ ، ثُمَّ التَفَتَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : أفَلا نَروحُ إلى

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۸ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۲۴ بزيادة «يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره» بعد «فقام بين يدي حسين عليه السلام » وكلاهما نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳ .

2.الملهوف : ص ۱۶۴ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۱۰۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۴ نحوه وليس فيهما من «ثمّ التفت» إلى «الأهوال» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 188666
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي