227
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

لِيُسَرَّحوا ۱ إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : فَسَأَلَ عَنهُم ، فَقيلَ لَهُ : يُسَرَّحونَ إلى حُسَينِ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ : وَاللّهِ لَقَد كُنتُ عَلى جِهادِ أهلِ الشِّركِ حَريصا ، وإنّي لَأَرجو ألّا يَكونَ جِهادُ هؤُلاءِ الَّذينَ يَغزونَ ابنَ بِنتِ نَبِيِّهِم أيسَرَ ثَوابا عِندَ اللّهِ مِن ثَوابِهِ إيّايَ في جِهادِ المُشرِكينَ ، فَدَخَلَ إلَى امرَأَتِهِ فَأَخبَرَها بِما سَمِعَ ، وأعلَمَها بِما يُريدُ ، فَقالَت : أصَبتَ أصابَ اللّهُ بِكَ أرشَدَ اُمورِكَ ، افعَل وأخرِجني مَعَكَ .
قالَ : فَخَرَجَ بِها لَيلاً حَتّى أتى حُسَينا عليه السلام ، فَأَقامَ مَعَهُ ، فَلَمّا دَنا مِنهُ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ورَمى بِسَهمٍ ارتَمَى النّاسُ ، فَلَمَّا ارتَمَوا خَرَجَ يَسارٌ مَولى زِيادِ بنِ أبي سُفيانَ وسالِمٌ مَولى عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، فَقالا : مَن يُبارِزُ ؟ لِيَخرُج إلَينا بَعضُكُم .
قالَ : فَوَثَبَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ وبُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ، فَقالَ لَهُما حُسَينٌ عليه السلام : اِجلِسا ، فَقامَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ فَقالَ : أبا عَبدِ اللّهِ ، رَحِمَكَ اللّهُ ، ائذَن لي فَلأَخرُج إلَيهِما ، فَرَأى حُسَينٌ عليه السلام رَجُلاً آدَمَ ۲ طَويلاً شَديدَ السّاعِدَينِ بَعيدَ ما بَينَ المَنكِبَينِ .
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : إنّي لَأَحسَبُهُ لِلأَقرانِ قَتّالاً ، اخرُج إن شِئتَ ، قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِما ، فَقالا لَهُ : مَن أنتَ ؟ فَانتَسَبَ لَهُما ، فَقالا : لا نَعرِفُكَ ، لِيَخرُج إلَينا زُهَيرُ بنُ القَينِ أو حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ أو بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ ، ويَسارٌ مُستَنتِلٌ ۳ أمامَ سالِمٍ .
فَقالَ لَهُ الكَلبِيُّ : يَابنَ الزّانِيَةِ ، وبِكَ رَغبَةٌ عَن مُبارَزَةِ أحَدٍ مِنَ النّاسِ ؟ وما يَخرُجُ إلَيكَ أحَدٌ مِنَ النّاسِ إلّا وهُوَ خَيرٌ مِنكَ ، ثُمَّ شَدَّ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ بِسَيفِهِ

1.سرّحت فلانا إلى موضع كذا إذا أرسلته (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۷۹ «سرح») .

2.الآدم من الناس : الأسمر (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۹ «أدم») .

3.اسْتَنتَلَ : أي تقدّم (النهاية : ج ۵ ص ۱۳ «نتل») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
226

أصحاب الإمام علي عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام . ۱
كان يعيش في الكوفة ، وحينما علم بأنّ الناس يستعدّون لحرب الإمام الحسين عليه السلام ، عزم على الذهاب إلى كربلاء لنصرة الإمام عليه السلام ، وفاتح زوجته بشأن قراره هذا، فأيّدت قرار زوجها ، وقالت له : خذني معك . وأوصلا أنفسهما إلى كربلاء ليلاً . ۲
كان مقاتلاً باسلاً شجاعا ، وقد اختاره الإمام الحسين عليه السلام ليكون أوّل مبارز يبارز العدوّ ؛ فقام بمبارزة اثنين من شجعانهم وأرداهما قتيلين ، وقام بقتل اثنين أيضا في الهجوم الجماعي للعدوّ لينال بعدها وسام الشهادة ، وكان الثاني من أصحاب الإمام عليه السلام الذين التحقوا برَكب الشهداء .
وبعد شهادة عبد اللّه أخذت زوجته بالبكاء على جنازته ، فضربها غلام شمر واسمه رستم ، فالتحقت بموكب الشهداء. ۳
وقد ورد في الزيارة الرجبيّة ۴ وزيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلى عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَيرٍ الكَلبِيِّ . ۵

۱۷۲۸.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن أبي جناب :كانَ مِنّا رَجُلٌ يُدعى عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَيرٍ ، مِن بَني عُلَيمٍ ، كانَ قَد نَزَلَ الكوفَةَ ، وَاتَّخَذَ عِندَ بِئرِ الجَعدِ مِن هَمدانَ دارا ، وكانَت مَعَهُ امرَأَةٌ لَهُ مِنَ النَّمِرِ بنِ قاسِطٍ ، يُقالُ لَها : اُمُّ وَهبٍ بِنتُ عَبدٍ ، فَرَأَى القَومَ بِالنُّخَيلَةِ ۶ يُعرَضونَ

1.رجال الطوسي : ص ۷۸ و ۱۰۴ .

2.راجع : ص ۲۲۷ ح ۱۷۲۸ .

3.نفس المصدر .

4.راجع : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

5.راجع : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

6.النُّخَيلة : موضع قرب الكوفة على سمت الشام (معجم البلدان : ج ۵ ص ۲۷۸) وراجع : الخريطة رقم ۴ في آخر المجلّد ۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 161136
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي