229
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

حَيٍّ التَّيمِيُّ مِن تَيمِ اللّهِ بنِ ثَعلَبَةَ فَقَتَلاهُ ، وكانَ القَتيلَ الثّانِيَ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام ... .
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ : ... وخَرَجَتِ امرَأَةُ الكَلبِيِّ تَمشي إلى زَوجِها حَتّى جَلَسَت عِندَ رَأسِهِ تَمسَحُ عَنهُ التُّرابَ وتَقولُ : هَنيئا لَكَ الجَنَّةُ ، فَقالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ لِغُلامٍ يُسَمّى رُستَمَ : اِضرِب رَأسَها بِالعَمودِ ، فَضَرَبَ رَأسَها فَشَدَخَهُ ۱ فَماتَت مَكانَها . ۲

۱۷۲۹.أنساب الأشراف :خَرَجَ يَسارٌ مَولى زِيادٍ وسالِمٌ مَولَى ابنِ زِيادٍ فَدَعَوا إلَى المُبارَزَةِ ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ : أبا عَبدِ اللّهِ ـ رَحِمَكَ اللّهُ ـ ائذَن لي أخرُج إلَيهِما ، فَخَرَجَ رَجُلٌ آدَمُ طُوالٌ شَديدُ السّاعِدَينِ بَعيدُ ما بَينَ المَنكِبَينِ ، فَشَدَّ عَلَيهِما فَقَتَلَهُما ، وهُوَ يَقولُ :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِحَسبي بَيتي في كُلَيبٍ حَسبي
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِبِالطَّعنِ فيهِم مُقدِما وَالضَّربِ
ضَربِ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِّ
فَأَقبَلَت إلَيهِ امرَأَتُهُ فَقالَت : قاتِل بِأَبي أنتَ واُمّي عَنِ الحُسَينِ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله . فَأَقبَلَ يَرُدُّها نَحوَ النِّساءِ ... .
وحَمَلَ شِمرٌ فِي المَيسَرَةِ فَثَبَتوا لَهُ وطاعَنوهُ ، ونادى أصحابَهُ فَحَمَلَ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، وقُتِلَ عَبدُ اللّهِ بنُ عُمَيرٍ الكَلبِيُّ ، فَجَعَلَتِ

1.شدَختُ رأسه : كسَرتُه (المصباح المنير : ص ۳۰۷ «شدخ») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۹ ـ ۴۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۴ ـ ۵۶۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۸ وفيه من «فلمّا دنا» إلى «فضربه حتّى قتله» وكلاهما نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
228

حَتّى بَرَدَ ، فَإِنَّهُ لَمُشتَغِلٌ بَهَ يَضرِبُهُ بِسَيفِهِ إذ شَدَّ عَلَيهِ سالِمٌ ، فَصاحَ [أيِ النّاسُ] بِهِ : قَد رَهِقَكَ ۱ العَبدُ ، قالَ : فَلَم يَأبَه لَهُ حَتّى غَشِيَهُ فَبَدَرَهُ الضَّربَةَ ، فَاتَّقاهُ الكَلبِيُّ بِيَدِهِ اليُسرى ، فَأَطارَ أصابِعَ كَفِّهِ اليُسرى ، ثُمَّ مالَ عَلَيهِ الكَلبِيُّ فَضَرَبَهُ حَتّى قَتَلَهُ .
وأقبَلَ الكَلبِيُّ مُرتَجِزا وهُوَ يَقولُ ، وقَد قَتَلَهُما جَميعا :


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ كَلبِحَسبي بَيتي في عُلَيمٍ حَسبي
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ۲وعَصبِ۳ولَستُ بِالخَوّارِ۴عِندَ النَّكبِ
إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِبِالطَّعنِ فيهِم مُقدِما وَالضَّربِ
ضَربِ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِّ
فَأَخَذَت اُمُّ وَهبٍ امرَأَتُهُ عَمودا ، ثُمَّ أقبَلَت نَحوَ زَوجِها تَقولُ لَهُ : فِداكَ أبي واُمّي ! قاتِل دونَ الطَّيِّبينَ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَأَقبَلَ إلَيها يَرُدُّها نَحوَ النِّساءِ ، فَأَخَذَت تُجاذِبُ ثَوبَهُ ، ثُمَّ قالَت : إنّي لَن أدَعَكَ دونَ أن أموتَ مَعَكَ .
فَناداها حُسَينٌ عليه السلام فَقالَ : جُزيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيرا ، ارجِعي رَحِمَكِ اللّهُ إلَى النِّساءِ فَاجلِسي مَعَهُنَّ ، فَإِنَّهُ لَيسَ عَلَى النِّساءِ قِتالٌ . فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ... . قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الحُسَينُ بنُ عُقبَةَ المُرادِيُّ : قالَ الزُّبَيدِيُّ : ... وحَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ فِي المَيسَرَةِ عَلى أهلِ المَيسَرَةِ ، فَثَبَتوا لَهُ فَطاعَنوهُ وأصحابَهُ ، وحُمِلَ عَلى حُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَقُتِلَ الكَلبِيُّ ، وقَد قَتَلَ رَجُلَينِ بَعدَ الرَّجُلَينِ الأَوَّلَينِ ، وقاتَلَ قِتالاً شَديدا ، فَحَمَلَ عَلَيهِ هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ الحَضرَمِيُّ وبُكَيرُ بنُ

1.رهق فلانٌ فلانا : تبعه فقاربَ أن يلحقه (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۲۹ «رهق») .

2.المِرَّة : القُوّة والشِّدَّةُ (النهاية : ج ۴ ص ۳۱۶ «مرر») .

3.العَصَبةُ : الأقارب من جهة الأب ، لأنّهم يُعصّبونه ويعتصب بهم (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۵ «عصب») .

4.خار يَخورُ : إذا ضعفت قوّته ووهت (النهاية : ج ۲ ص ۸۷ «خور») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 161133
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي