25
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

سَعدٍ ، أتَترُكُ أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ يَموتونَ عَطَشا ، وحُلتَ بَينَهُم وبَينَ الفُراتِ أن يَشرَبوهُ وتَزعُمُ أنَّكَ تَعرِفُ اللّهَ ورَسولَهُ ؟!
قالَ : فَأَطرَقَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ساعَةً إلَى الأَرضِ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ وقالَ : إنّي ـ وَاللّهِ ـ أعلَمُهُ يا بُرَيرُ عِلما يَقينا ، أنَّ كُلَّ مَن قاتَلَهُم وغَصَبَهُم عَلى حُقوقِهِم فِي النّارِ لا مَحالَةَ ، ولكِن وَيحَكَ يا بُرَيرُ ! أتُشيرُ عَلَيَّ أن أترُكَ وِلايَةَ الرَّيِّ فَتَصيرَ لِغَيري ؟ ما أجِدُ نَفسي تُجيبُني إلى ذلِكَ أبَدا ، ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :


دَعاني عُبَيدُ اللّهِ مِن دونِ قَومِهِإلى خِطَّةٍ فيها خَرَجتُ لِحيني
فَوَاللّهِ لا أدري وإنّي لَواقِفٌعَلى خَطَرٍ بعظمٍ عليّ وسيني۱
أأترُكُ مُلكَ الرَّيِّ وَالرَّيُّ رَغبَةٌأمَ ارجِعُ مَذموما بِثَأرِ حُسَينِ۲
وفي قَتلِهِ النّارُ الَّتي لَيس دونَهاحِجابٌ ومُلكُ الرَّيِّ قُرَّةُ عَيني
قالَ : فَرَجَعَ بُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ : يَابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ، إنَّ عُمَرَ بنَ سَعدٍ قَد رَضِيَ أن يَقتُلَكَ بِمُلكِ الرَّيِّ! ۳

۱۵۲۹.مطالب السؤول :كَتَبَ عُبَيدُ اللّهِ كِتابا إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ يَحُثُّهُ عَلى مُناجَزَةِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَعِندَها ضَيَّقَ الأَمرَ عَلَيهِم ، وَاشتَدَّ بِهِمُ العَطَشُ ، فَقالَ إنسانٌ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام يُقالُ لَهُ يَزيدُ بنُ حُصَينٍ الهَمدانِيُّ ـ وكانَ زاهِدا ـ لِلحُسَينِ عليه السلام : إيذَن لي يَابنَ رَسولِ اللّهِ لِاتِيَ ابنَ سَعدٍ فَاُكَلِّمَهُ في أمرِ الماءِ عَساهُ يَرتَدِعُ ، فَقالَ لَهُ : ذلِكَ إلَيكَ .
فَجاءَ الهَمدانِيُّ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَدَخَلَ عَلَيهِ ولَم يُسَلِّم ، قالَ : يا أخا هَمدانَ ، ما مَنَعَكَ مِنَ السَّلامِ عَلَيَّ ؟ ألَستُ مُسلِما أعرِفُ اللّهَ ورَسولَهُ ؟

1.هكذا في المصدر ، ولكن في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «اُفكّر في أمري على خطرين» .

2.في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : «أم ارجع مأثوماً بقتل الحسين» .

3.الفتوح : ج ۵ ص ۹۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۸ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
24

وحَيّاهُ ۱ ، ودَفَعَ إلَيهِ أربَعَةَ آلافِ فارِسٍ ، وقالَ لَهُ : سِر حَتّى تَنزِلَ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ۲ .

۱۵۲۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :فَوَجَّهَ إلَيهِ [أي إلَى الحُسَينِ عليه السلام ]عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ أبي وَقّاصٍ في أربَعَةِ آلافٍ ، وقَد كانَ استَعمَلَهُ قَبلَ ذلِكَ عَلَى الرَّيِّ وهَمذانَ ، وقَطَعَ ذلِكَ البَعثَ مَعَهُ ، فَلَمّا أمَرَهُ بِالمَسيرِ إلى حُسَينٍ عليه السلام تَأَبّى ذلِكَ وكَرِهَهُ وَاستَعفى مِنهُ .
فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : اُعطِي اللّهَ عَهدا لَئِن لَم تَسِر إلَيهِ وتُقدِم عَلَيهِ ، لَأَعزِلَنَّكَ عَن عَمَلِكَ ، وأهدِمُ دارَكَ ، وأضرِبُ عُنُقَكَ ! فَقالَ : إذَن أفعَلُ .
فَجاءَتهُ بَنو زُهرَةَ ، قالوا : نَنشُدُكَ اللّهَ أن تَكونَ أنتَ الَّذي تَلي هذا مِن حُسَينٍ ، فَتَبقى عَداوَةٌ بَينَنا وبَينَ بني هاشِمٍ ، فَرَجَعَ إلى عُبَيدِ اللّهِ فَاستَعفاهُ فَأَبى أن يُعفِيَهُ ، فَصَمَّمَ وسارَ إلَيهِ . ومَعَ حُسَينٍ عليه السلام يَومَئِذٍ خَمسونَ رَجُلاً ، وأتاهُم مِنَ الجَيشِ عِشرونَ رَجُلاً ، وكانَ مَعَهُ مِن أهلِ بَيتِهِ تِسعَةَ عَشَرَ رَجُلاً .
فَلَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام عُمَرَ بنَ سَعدٍ قَد قَصَدَ لَهُ في مَن مَعَهُ قالَ : يا هؤُلاءِ ، اسمَعوا يَرحَمُكُمُ اللّهُ ! ما لَنا ولَكُم ؟ ! ما هذا بِكُم يا أهلَ الكوفَةِ ؟ ! قالوا : خِفنا طَرحَ العَطاءِ ، قالَ : ما عِندَ اللّهِ مِنَ العَطاءِ خَيرٌ لَكُم . ۳

۱۵۲۸.الفتوح :أرسَلَ إلَيهِ [أي إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ] الحُسَينُ عليه السلام بُرَيرا ، فَقالَ بُرَيرٌ : يا عُمَرَ بنَ

1.هكذا في المصدر ، ولا يبعد صحّتها ، ويحتمل أيضا أن تكون «وحَباه» بالباء الموحّدة .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۸۵ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۳۹ وراجع : مطالب السؤول : ص ۷۵ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۵۹ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۴ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۰ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۳ ، تاريخ دمشق : ج ۴۵ ص ۵۵ وليس فيه ذيله من «فجاءته بنو زهرة» وكلّها نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 148462
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي