253
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

ما أشَدَّ صَولَتَكَ ؟ ثُمَّ أمَرَ فَضُرِبَ عُنُقُهُ ورُمِيَ بِرَأسِهِ إلى عَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخَذَت اُمُّهُ الرَّأسَ فَقَبَّلَتهُ ؛ ثُمَّ شَدَّت بِعَمودِ الفُسطاطِ ، فَقَتَلَت بِهِ رَجُلَينِ .
فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : اِرجِعي اُمَّ وَهبٍ ، فَإِنَّ الجِهادَ مَرفوعٌ عَنِ النِّساءِ ، فَرَجَعَت وهِيَ تَقولُ : إلهي لا تَقطَع رَجائي ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : لا يَقطَعُ اللّهُ رَجاءَكَ يا اُمَّ وَهبٍ ، أنتِ ووَلَدُكِ مَعَ رَسولِ اللّه وذُرِّيَّتِهِ فِي الجَنَّةِ . ۱

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۲ ، الفتوح : ج ۵ ص ۱۰۴ نحوه وفيه «وهب بن عبد اللّه بن عمير الكلبي» وليس فيه ذيله من «فجاءت» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
252

فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : جُزِيتُم مِن أهلِ بَيتٍ خَيرا ، ارجِعي إلَى النِّساءِ يَرحَمُكِ اللّهِ ، فَانصَرَفَت إلَيهِنَّ ، ولَم يَزَلِ الكَلبِيُّ يُقاتِلُ حَتّى قُتِلَ رِضوانُ اللّه عَلَيهِ . ۱

۱۷۵۳.المناقب لابن شهرآشوب :بَرَزَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللّهِ الكَلبِيُّ وهُوَ يَرتَجِزُ .


إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِسَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِاُدرِكُ ثَأري بَعدَ ثَأرِ۲صَحبي
وأدفَعُ الكَربَ أمامَ الكَربِلَيسَ جِهادي فِي الوَغى۳بِاللَّعبِ
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ مِنهُم جَماعَةً ، ثُمَّ قالَ لِاُمِّهِ : يا اُمّاه أرَضيتِ أم لا ؟
فَقالَت : ما أرضى أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ الحُسَينِ عليه السلام .
فَرَجَعَ قائِلاً :


إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِبِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ
ضَربِ غُلامٍ موقِنٍ بِالرَّبِّحَتّى يَذوقَ القَومُ مُرَّ الحَربِ
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وغَضبِحَسبي إلهي مِن عُلَيمٍ حَسبي
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ تِسعَةَ عَشَرَ فارِسا وَاثنَي عَشَرَ راجِلاً ، ثُمَّ قُطِعَت يَمينُهُ واُخِذَ أسيراً . ۴

۱۷۵۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :خَرَجَ وَهبُ بنُ عَبدِ اللّهِ بنِ جَنابٍ الكَلبِيُّ ، وكانَت مَعَهُ اُمُّهُ ، فَقالَت لَهُ : قُم يا بُنَيَّ فَانصُرِ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللّهِ ، فَقالَ : أفعَلُ يا اُمّاه ، ولا اُقَصِّرُ إن شاءَ اللّهُ ، ثُمَّ بَرَزَ وهُوَ يَقولُ :
إن تُنكِروني فَأَنَا ابنُ الكَلبِيسَوفَ تَرَوني وتَرَونَ ضَربي
وحَملَتي وصَولَتي فِي الحَربِاُدرِكُ ثاري بَعدَ ثارِ صَحبي
وأدفَعُ الكَربَ بِيَومِ الكَربِفَما جِلادي فِي الوَغى بِاللَّعبِ
ثُمَّ حَمَلَ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ جَماعَةً ، فَرَجَعَ إلى اُمِّهِ وَامرَأَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيهِما ، فَقالَ : يا اُمّاه ! أرَضيتِ عَنّي ؟ فَقالَت : ما رَضيتُ ، أو تُقتَلَ بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالَت لَهُ امرَأَتُهُ : أسأَلُكَ بِاللّهِ أن لا تُفجِعَني بِنَفسِكَ .
فَقالَت لَهُ اُمُّهُ : لا تَسمَع قَولَها ، وَارجِع فَقاتِل بَينَ يَدَيِ ابنِ بِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؛ لِيَكونَ غَدا شَفيعَكَ عِندَ رَبِّكَ . فَتَقَدَّمَ وهُوَ يَقولُ :


إنّي زَعيمٌ لَكِ اُمَّ وَهبِبِالطَّعنِ فيهِم تارَةً وَالضَّربِ
فِعلَ غُلامٍ مُؤمِنٍ بِالرَّبِّحَتّى يُذيقَ القَومَ مُرَّ الحَربِ
إنِّي امرُؤٌ ذو مِرَّةٍ وعَصبِولَستُ بِالخَوّارِ عِندَ النَّكبِ
حَسبي بِنَفسي مِن عُلَيمٍ حَسبيإذَا انتَمَيتُ فِي كِرامِ العُربِ
ولَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت يَمينُهُ ، فَلَم يُبالِ ، وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى قُطِعَت شِمالُهُ ، ثُمَّ قُتِلَ ؛ فَجاءَت إلَيهِ اُمُّهُ تَمسَحُ الدَّمَ عَن وَجهِهِ ، فَأَبصَرَها شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ، فَأَمَرَ غُلاما لَهُ فَضَرَبَها بِالعَمودِ حَتّى شَدَخَها وقَتَلَها ، فَهِيَ أوَّلُ امرَأَةٍ قُتِلَت في حَربِ الحُسَينِ عليه السلام .
ذَكَرَ مَجدُ الأَئِمَّةِ السرخسكيُّ عَن أبي عَبدِ اللّهِ الحَدّادِ أنَّ وَهبَ بنَ عَبدِ اللّهِ هذا كانَ نَصرانِيّا ، فَأَسلَمَ هُوَ واُمُّهُ عَلى يَدِ الحُسَينِ عليه السلام ، وأنَّهُ قَتَلَ فِي المُبارَزَةِ أربَعَةً وعِشرينَ رَجُلاً ۵ وَاثنَي عَشَرَ فارِسا ، فَاُخِذَ أسيرا واُتِيَ بِهِ عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ :

1.الملهوف : ص ۱۶۱ ، مثير الأحزان : ص ۶۲ نحوه .

2.في المصدر : «ثأري» ، والتصويب من بحار الأنوار .

3.الوغى : الحرب (لسان العرب : ج ۱۵ ص ۳۹۸ «وغي») .

4.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۰۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۶ .

5.هكذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «راجلاً» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 188783
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي