«وَ جَعَلْنَـهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَ يَوْمَ الْقِيَـمَةِ لَا يُنصَرُونَ »
۱ فَهُو إمامُكُ . ۲
كان مقاتلاً وراميا ماهراً ، قتل بسهامه في يوم عاشوراء عدداً من عسكر العدوّ ، فدعا له الإمام وقال:
اللّهُمَّ سَدِّد رَميَتَهُ ، وَاجعَل ثَوابَهُ الجَنَّةَ . ۳
جدير بالذكر أنّ الطبري عدّه ضمن عسكر عمر بن سعد، حيث التحق بعسكر الإمام عليه السلام كالحرّ ۴ ، إلّا أنّ هذا الكلام يتنافى مع محاججته مع رسول ابن زياد والتي رواها الطبري نفسه . ۵ لذا يبدو أنّ رواية الشيخ المفيد الذي اعتبره من مصاحبي الإمام الحسين ۶ صحيحة .
1.القصص : ۴۱ .
2.راجع : ج ۳ ص ۳۹۴ (القسم السابع / الفصل السابع / كتاب ابن زياد إلى الحرّ يأمره بتضييق الأمر على الإمام عليه السلام ) .
3.راجع: ص ۲۵۶ ح ۱۷۵۵.
4.نفس المصدر .
5.ذكر العلّامة التستري ضمن ردّه على قول الطبري : ج ۵ ص ۴۰۸ : «وكان ـ يزيد بن زياد بن المهاصر ـ ممّن خرج مع عمر بن سعد إلى الحسين عليه السلام » بأنّ هذا الكلام ينافي محاججة يزيد بن زياد مع رسول ابن زياد ، وقال :
ويمكن أن يكون قوله : «مع عمر بن سعد» محرّف «مع الحرّ بن يزيد»؛ فهما متقاربان خطّا . ولو لا أنّ كامل الجزري (ج۲ ص ۵۶۹) أيضا ذكر فقرة «وكان ممّن خرج مع عمر بن سعد» آخذا من الطبري ، لقلنا: إنّه حاشية اجتهاديّة خلطت بالمتن ، مع أنّه يمكن أن يكون وقع ذلك قديما . وكيف كان ، فقوله : «ولابن سعد تارِكٌ وهاجِرٌ» لا ينافي ما قلنا . هذا ، وخلط المجلسي فجعله نفرين ، فنقل أوّلاً عن محمّد بن أبي طالب أنّه قال : ثمّ رماهم يزيد بن زياد الشعثاء بثمانية أسهم ، ما أخطأ منهم بخمسة أسهم ، وكان كلّما رمى قال الحسين عليه السلام : اللّهُمَّ سَدّد رَمَيتَهُ وَاجعَل ثَوابَهُ الجَنَّةَ ، فحملوا عليه فقتلوه (تسلية المجالس : ج ۲ ص ۳۰۰) ونقل ثانيا عن ابن نما أنّه قال ـ بعد نقل قتل أبي عمرو النهشلي ـ : وخرج يزيد بن مهاجر فقتل خمسة من أصحاب عمر بالنشّاب ، وصار مع الحسين عليه السلام وهو يقول : «أنا يزيد وأبي المهاجر ـ كأنّني ليث بغيل خادر» (مثير الأحزان : ص ۶۱ ، بحارالأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰) . ووجه توهّمه أنّ الأوّل نقله نسبة إلى أبيه والثاني إلى جدّه ، وممّا نقلنا من الطبري ظهر أنّ قوله : «الشعثاء» في الأوّل محرّف «أبو الشعثاء» وقوله : «بثمانية» محرّف «بمئة» وقوله : «مهاجر» في الثاني محرّف : «مهاصر» . هذا ، وعنونه المناقب لابن شهرآشوب : (ج ۴ ص ۱۰۳) : «يزيد بن المهاصر الجعفي»، وقد عرفت أنّه كندي لا جعفي (قاموس المحيط : ج ۱۱ ص ۱۰۲) .
6.الإرشاد : ج ۲ ص ۸۳.