29
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

وقَد زادَكُم مِئَةً مِئَةً في أعطِيَتِكُم ، فَلا يَبقَيَنَّ رَجُلٌ مِنَ العُرَفاءِ وَالمَناكِبِ وَالتُّجّارِ وَالسُّكّانِ إلّا خَرَجَ فَعَسكَرَ مَعي ، فَأَيُّما رَجُلٍ وَجَدناهُ بَعدَ يَومِنا هذا مُتَخَلِّفا عَنِ العَسكَرِ بَرِئتُ مِنهُ الذِّمَّةَ .
ثُمَّ خَرَجَ ابنُ زِيادٍ فَعَسكَرَ ، وبَعَثَ إلَى الحُصَينِ بنِ تَميمٍ ، وكانَ بِالقادِسِيَّةِ في أربَعَةِ آلافٍ ، فَقَدِمَ النُّخَيلَةَ في جَميعِ مَن مَعَهُ ، ثُمَّ دَعَا ابنُ زِيادٍ كَثيرَ بنَ شِهابٍ الحارِثِيَّ ، ومُحَمَّدَ بنَ الأَشعَثِ بنِ قَيسٍ ، وَالقَعقاعَ بنَ سُوَيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ المِنقَرِيَّ ، وأسماءَ بنَ خارِجَةَ الفَزارِيَّ ، وقالَ : طوفوا فِي النّاسِ ، فَمُروهُم بِالطّاعَةِ وَالاِستِقامَةِ ، وخَوِّفوهُم عَواقِبَ الاُمورِ وَالفِتنَةَ وَالمَعصِيَةَ ، وحُثّوهُم عَلَى العَسكَرَةِ .
فَخَرَجوا فَعَذَّروا ۱ وداروا بِالكوفَةِ ، ثُمَّ لَحِقوا بِهِ ، غَيرَ كَثيرِ بنِ شِهابٍ ؛ فَإِنَّهُ كانَ مُبالِغا يَدورُ بِالكوفَةِ يَأمُرُ النّاسَ بِالجَماعَةِ ، ويُحَذِّرُهُمُ الفِتنَةَ وَالفُرقَةَ ، ويُخَذِّلُ عَنِ الحُسَينِ عليه السلام .
وسَرَّحَ ابنُ زِيادٍ أيضا حُصَينَ بنَ تَميمٍ في الأَربَعَةِ الآلافِ الَّذينَ كانوا مَعَهُ إلَى الحُسَينِ عليه السلام بَعدَ شُخوصِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِيَومٍ أو يَومَينِ ، ووَجَّهَ أيضا إلَى الحُسَينِ عليه السلام حَجّارَ بنَ أبجَرَ العِجلِيَّ في ألفٍ ، وتَمارَضَ شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، فَبَعَثَ إلَيهِ فَدَعاهُ وعَزَمَ عَلَيهِ أن يَشخَصَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام في ألفٍ فَفَعَلَ .
وكانَ الرَّجُلُ يُبعَثُ في ألفٍ فَلا يَصِلُ إلّا في ثَلاثِمِئَةٍ أو أربَعِمِئَةٍ وأقَلَّ مِن ذلِكَ ، كَراهَةً مِنهُم لِهذَا الوَجهِ .
ووَجَّهَ أيضا يَزيدَ بنَ الحارِثِ بنِ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ في ألفٍ أو أقَلَّ ، ثُمَّ إنَّ ابنَ زِيادٍ استَخلَفَ عَلَى الكوفَةِ عَمرَو بنَ حُرَيثٍ ، وأمَرَ القَعقاعَ بنَ سُوَيدِ بنِ عَبدِ الرَّحمنِ بنِ بُجَيرٍ المِنقَرِيَّ بِالتَّطوافِ بِالكوفَةِ في خَيلٍ ، فَوَجَدَ رَجُلاً مِن هَمدانَ قَد قَدِمَ يَطلُبُ

1.عذَّروا : قصَّروا ولم يبالغوا ، من التعذير : التقصير (راجع : النهاية : ج ۳ ص ۱۹۸ «عذر») .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
28

قالَ : وكانَ عُبَيدُ اللّهِ بنُ زِيادٍ في كُلِّ وَقتٍ يَبعَثُ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ويَستَعجِلُهُ في قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام .
قالَ : وَالتَأَمَتِ العَساكِرُ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ لِسِتٍّ مَضَينَ مِنَ المُحَرَّمِ . ۱

۱۵۳۱.الأخبار الطوال :وَجَّهَ الحُصَينَ بنَ نُمَيرٍ وحَجّارَ بنَ أبجَرَ وشَبَثَ بنَ رِبعِيٍّ وشِمرَ بنَ ذِي الجَوشَنِ ، لِيُعاوِنوا عُمَرَ بنَ سَعدٍ عَلى أمرِهِ ، فَأَمّا شِمرٌ فَنَفَذَ لِما وَجَّهَهُ لَهُ ، وأمّا شَبَثٌ فَاعتَلَّ بِمَرَضٍ ، فَقالَ لَهُ ابنُ زِيادٍ : أتَتَمارَضُ ؟ إن كُنتَ في طاعَتِنا فَاخرُج إلى قِتالِ عَدُوِّنا . فَلَمّا سَمِعَ شَبَثٌ ذلِكَ خَرَجَ ، ووَجَّهَ أيضا الحارِثَ بنَ يَزيدَ بنِ رُوَيمٍ .
قالوا : وكانَ ابنُ زِيادٍ إذا وَجَّهَ الرَّجُلَ إلى قِتالِ الحُسَينِ عليه السلام فِي الجَمعِ الكَثيرِ ، يَصِلونَ إلى كَربَلاءَ ، ولَم يَبقَ مِنهُم إلَا القَليلُ ، كانوا يَكرَهونَ قِتالَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَيَرتَدِعونَ ويَتَخَلَّفونَ . فَبَعَثَ ابنُ زِيادٍ سُوَيدَ بنَ عَبدِ الرَّحمنِ المِنقَرِيَّ في خَيلٍ إلَى الكوفَةِ ، وأمَرَهُ أن يَطوفَ بِها ، فَمَن وَجَدَهُ قَد تَخَلَّفَ أتاهُ بِهِ .
فَبَينا هُوَ يَطوفُ في أحياءِ الكوفَةِ إذ وَجَدَ رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ قَد كانَ قَدِمَ الكُوفَةَ في طَلَبِ ميراثٍ لَهُ ، فَأَرسَلَ بِهِ إلَى ابنِ زِيادٍ ، فَأَمَرَ بِهِ فَضُرِبَت عُنُقُهُ ، فَلَمّا رَأَى النّاسُ ذلِكَ خَرَجوا . ۲

۱۵۳۲.أنساب الأشراف :قالوا : ولَمّا سَرَّحَ ابنُ زِيادٍ عُمَرَ بنَ سَعدٍ مِن حَمّامِ أعيَنَ ، أمَرَ النّاسَ فَعَسكَروا بِالنُّخَيلَةِ ، وأمَرَ أن لا يَتَخَلَّفَ أحَدٌ مِنهُم ، وصَعِدَ المِنبَرَ ، فَقَرَّظَ مُعاوِيَةَ ، وذَكَرَ إحسانَهُ ، وإدرارَهُ الأَعطِياتِ ، وعِنايَتَهُ بِاُمورِ الثُّغورِ ، وذَكَرَ اجتِماعَ الاُلفَةِ بِهِ وعَلى يَدِهِ ، وقالَ : إنَّ يَزيدَ ابنُهُ المُتَقَيِّلُ لَهُ ، السّالِكُ لِمَناهِجِهِ ، المُحتَذي لِمِثالِهِ ،

1.الفتوح : ج ۵ ص ۸۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۲ نحوه ؛ بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۸۵ .

2.الأخبار الطوال : ص ۲۵۴ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 148187
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي