301
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

فَصاحَ الحُسَينُ عليه السلام : قَتَلَ اللّهُ قَوماً قَتَلوكَ! يا بُنَيَّ، ما أجرَأَهُم عَلَى اللّهِ ، وعَلَى انتِهاكِ حُرمَةِ رَسولِ اللّهِ! عَلَى الدُّنيا بَعدَكَ العَفا.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: لَكَأَنّي أنظُرُ إلَى امرَأَةٍ خَرَجَت مُسرِعَةً كَأَنَّهَا الشَّمسُ طالِعَةً، تُنادي بِالوَيلِ وَالثُّبورِ، تَصيحُ: وَاحَبيباه! وَاثَمَرَةَ فُؤاداه! وانورَ عَيناه! فَسَأَلتُ عَنها فَقيلَ: هِيَ زَينَبُ بِنتُ عَلِيٍّ.
ثُمَّ جاءَت حَتَّى انكَبَّت عَلَيهِ، فَجاءَ إلَيهَا الحُسَينُ عليه السلام حَتّى أخَذَ بِيَدِها ورَدَّها إلَى الفُسطاطِ . ثُمَّ أقبَلَ مَعَ فِتيانِهِ إلَى ابنِهِ، فَقالَ: اِحمِلوا أخاكُم ، فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى وَضَعوهُ عِندَ الفُسطاطِ الَّذي يُقاتِلونَ أمامَهُ . ۱

۱۷۷۰.تاريخ الطبري عن هشام :قُتِلَ عَلِىُّ بنُ الحُسَينِ ـ واُمُّهُ لَيلى ابنَةُ أبي مُرَّةَ بنِ عُروَةً بنِ مَسعودِ بنِ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيِّ، واُمُّها مَيمونَةُ ابنَةُ أبي سُفيانَ بنِ حَربٍ ـ قَتَلَهُ مُرَّةُ بنُ مُنقِذِ بنِ النُّعمانِ العَبدِيُّ . ۲

راجع : ج 1 ص 207 (القسم الأوّل / الفصل الخامس / ليلى)
و ص 227 (القسم الأوّل / الفصل السادس / عليّ الأكبر) .

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي: ج ۲ ص ۳۰، الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۴ نحوه وليس فيه ذيله من «وجعل يقاتل» وفيه «من عصبة جدّ أبيهم النبيّ» بدل «نحن وبيت اللّه أولى بالنبيّ»، بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۴۲ .

2.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۶۸، تاريخ خليفة بن خيّاط: ص ۱۷۹ عن أبي عبيدة وأبي الحسن وفيه «اُمّه ليلى أو لُبنى بنت أبي مُرّة بن عروة بن مسعود بن عامر بن معتب الثقفي»، الكامل في التاريخ: ج ۲ ص ۵۸۱ وفيه «اُمّه ليلى ، ابنة أبي مُرّة ابن عروة الثقفي»، تذكرة الخواصّ: ص ۲۵۴ عن هشام بن محمّد وفيه «قُتل عليّ بن الحسين بن عليّ، وهو عليّ الأكبر ، واُمّه ليلى بنت مُرّة الثقفيّة ، قتله مُرّة بن سعد العبديّ» فقط؛ الاختصاص: ص ۸۲ وليس فيه ذيله من «ابن معتب» وراجع : تاريخ الطبري: ج ۶ ص ۶۴ وأنساب الأشراف: ج ۳ ص ۴۰۶ والأخبار الطوال: ص ۲۵۶ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
300

ثُمَّ حَمَلَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ وهُوَ يَقولُ:


أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيّنَحنُ وبَيتِ اللّهِ أولى بِالنَّبِيّ
وَاللّهِ لا يَحكُمُ فينَا ابنُ الدَّعِيّأطعَنُكُم بِالرُّمحِ حَتّى يَنثَني
أضرِبُكُم بِالسَّيفِ حَتّى يَلتَويضَربَ غُلامٍ هاشِمِيٍّ عَلَوِيّ
فَلَم يَزَل يُقاتِلُ حَتّى ضَجَّ أهلُ الكوفَةِ لِكَثرَةِ مَن قَتَلَ مِنهُم، حَتّى أنَّهُ رُوِيَ أنَّهُ عَلى عَطَشِهِ قَتَلَ مِئَةً وعِشرينَ رَجُلاً، ثُمَّ رَجَعَ إلى أبيهِ وقَد أصابَتهُ جِراحاتٌ كَثيرَةٌ، فَقالَ: يا أبَه! العَطَشُ قَد قَتَلَني، وثِقلُ الحَديدِ قَد أجهَدَني، فَهَل إلى شَربَةٍ مِن ماءٍ سَبيلٌ ، أتَقَوّى بِها عَلَى الأَعداءِ؟
فَبَكَى الحُسَينُ عليه السلام وقالَ: يا بُنَيَّ! عَزَّ عَلى مُحَمَّدٍ وعَلى عَلِيٍّ وعَلى أبيكَ أن تَدعُوَهُم فَلا يُجيبونَكَ، وتَستَغيثَ بِهِم فَلا يُغيثونَكَ، يا بُنَيَّ! هاتِ لِسانَكَ ، فَأَخَذَ لِسانَهُ فَمَصَّهُ، ودَفَعَ إلَيهِ خاتَمَهُ، وقالَ لَهُ: خُذ هذَا الخاتَمَ في فيكَ، وَارجِع إلى قِتالِ عَدُوِّكَ، فَإِنّي أرجو أن لا تُمسِيَ حَتّى يَسقِيَكَ جَدُّكَ بِكَأسِهِ الأَوفى شَربَةً لا تَظمَأُ بَعدَها أبَداً. فَرَجَعَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إلَى القِتالِ ، وحَمَلَ وهُوَ يَقولُ:


الحَربُ قَد بانَت لَها حَقائِقُوظَهَرَت مِن بَعدِها مَصادِقُ
وَاللّهِ رَبِّ العَرشِ لا نُفارِقُجُموعَكُم أو تُغمَدُ البَوارِقُ
وجَعَلَ يُقاتِلُ حَتّى قَتَلَ تَمامَ المِئَتَينِ، ثُمَّ ضَرَبَهُ مُنقِذُ بنُ مُرَّةَ العَبدِيُّ عَلى مَفرِقِ رَأسِهِ ضَربَةً صَرَعَهُ فيها، وضَرَبَهُ النّاسُ بِأَسيافِهِم، فَاعتَنَقَ الفَرَسُ فَحَمَلَهُ الفَرَسُ إلى عَسكَرِ عَدُوِّهِ، فَقَطَّعوهُ بِأَسيافِهِم إرباً إرباً، فَلَمّا بَلَغَت روحُهُ التَّراقِيَ ، نادى بِأَعلى صَوتِهِ: يا أبَتاه! هذا جَدّي رَسولُ اللّهِ، قَد سَقاني بِكَأسِهِ الأَوفى شَربَةً لا أظمَأُ بَعدَها أبَداً، وهُوَ يَقولُ لَكَ: العَجَلَ! فَإِنَّ لَكَ كَأساً مَذخورَةً.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 189156
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي