347
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

العابدين عليه السلام في بيان أحداث ليلة عاشوراء:
فقال له القاسم ... يا عمّ! وأنا اُقتل؟ فأشفق عليه، ثمّ قال عليه السلام : يابن أخي! كيف الموت عندك؟ قال: يا عمّ أحلى من العسل! قال: إي واللّه فذلك أحلى... . ۱
والجدير بالذكر أنّ ما يشبه هذه الرواية جاء في كتاب مدينة المعاجز أيضاً ، ۲ ولم نذكرها في النصّ بسبب عدم اعتبار مصدر الرواية. كما ذكرت بعض المعلومات في كتاب روضة الشهداء ۳
والمنتخب للطريحي ۴ وغيرهما حول مصائب القاسم عليه السلام وعرسه، ولكنّها غير صحيحة وغير قابلة للاعتماد . ۵
2. هل داست الخيل بحوافرها جسد القاسم؟
جاء في مقتل القاسم أنّه لمّا اُصيب وسقط على الأرض، نادى عمّه، فأقبل عليه الإمام عليه السلام مسرعاً، وضرب ضارب القاسم بالسيف، وقطع يده. وهجم جيش العدوّ لإنقاذ الضارب .
وتفيد المقاتل القديمة والمشهورة، بأنّ قاتل القاسم ديس تحت أقدام الجيش في هذا الهجوم وهلك؛ ولكن ذكر في بعض الكتب المتأخّرة وتناقلت الألسن تبعاً لها أنّ القاسم قُتل تحت أرجل الجند. ويبدو أنّ مصدر هذا الخطأ كتاب بحار الأنوار، وأنّه انتقل بعد البحار ، إلى كتب مثل : ناسخ التواريخ ، مخزن البكاء ، مهيّج الأحزان ، وأسرار الشهادات . وقد جاء في نصّ بحار الأنوار :
وحملت خيلُ أهل الكوفة ليستنقذوا عَمراً من الحسين، فاستقبلته بصدورها

1.الهداية الكبرى: ص ۲۰۴.

2.مدينة المعاجز : ج ۴ ص ۲۱۵.

3.روضة الشهداء: ص ۳۲۱ ـ ۳۲۹.

4.المنتخب للطريحي: ص ۳۶۵.

5.راجع : ج۱ ص ۸۸ (المدخل / المصادر غير الصالحة للاعتماد) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
346

كانت قطرات الدموع تسيل على خدّيه، حمل على صفوف العدوّ وهو يرتجز :


إن تُنكِروني فَأَنَا فَرعُ الحَسَنْسِبطُ النَّبِيِّ المُصطَفى وَالمُؤتَمَنْ
هذا حُسَينٌ كَالأَسيرِ المُرتَهَنْبَينَ اُناسٍ لا سُقوا صَوبَ المُزَنْ۱
وبعد أن أهلك عدداً من عسكر ابن سعد ، التحق بركب الشهداء. وقد ورد اسمه في الزيارة الرجبية ۲ ، وجاء في زيارة الناحية المقدّسة أيضاً :
السَّلامُ عَلَى القاسِمِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ ، المَضروبِ عَلى هامَتِهِ ، المَسلوبِ لامَتُهُ ۳ ، حينَ نادَى الحُسَينَ عَمَّهُ ، فَجَلا ۴ عَلَيهِ عَمُّهُ كَالصَّقرِ ، وهُوَ يَفحَصُ ۵ بِرِجلَيهِ التُّرابَ ، وَالحُسَينُ يَقولُ : «بُعدا لِقَومٍ قَتَلوكَ ! ومَن خَصمُهُم يَومَ القِيامَةِ جَدُّكَ وأبوكَ» . ثُمَّ قالَ : «عَزَّ وَاللّهِ عَلى عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ ، أو أن يُجيبَكَ وأنتَ قَتيلٌ جَديلٌ ۶ فَلا يَنفَعَكَ ، هذا وَاللّهِ يَومٌ كَثُرَ واتِرُهُ ۷ وقَلَّ ناصِرُهُ» ، جَعَلَنِيَ اللّهُ مَعَكُما يَومَ جَمعِكُما ، وبَوَّأَني مُبَوَّأَكُما ، ولَعَنَ اللّهُ قاتِلَكَ عُمَرَ بنَ سَعدِ بنِ عُروَةَ بنِ نُفَيلٍ الأَزدِيَّ ، وأصلاهُ جَحيما وأعَدَّ لَهُ عَذابا أليما . ۸

ملاحظتان

1. روي في كتاب الهداية الكبرى، للحسين بن حمدان الخصيبي ، ۹ عن الإمام زين

1.راجع: ص ۳۵۰ ح ۱۸۳۷.

2.راجع : ج ۸ ص ۱۵۹ ح ۳۵۲۴ .

3.اللّأْمة ـ بهمزة ساكنة ويجوز تخفيفها ـ : الدِّرْعُ (المصباح المنير : ص ۵۶۰ «لوم») .

4.جلا : علا (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۱۳ «جلا») .

5.الفحص : البحث والكشف (النهاية : ج ۳ ص ۴۱۵ «فحص») .

6.مجدّل : أي ملقى على الأرض قتيلا (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۰۴ «جدل») .

7.الوتر : هي الجناية (النهاية : ج ۵ ص ۱۴۸ «وتر») .

8.راجع : ج ۸ ص ۲۳۰ ح ۳۵۷۵ .

9.الحسين بن حمدان الخصيبي معروف بالغلوّ، قال النجاشي فيه: «كان فاسد المذهب» (رجال النجاشي: ج ۱ ص ۱۸۷) وقال ابن الغضائري فيه: «كذّاب فاسد المذهب. صاحب مقالة ملعونة لا يُلتفت إليه» (الرجال لابن الغضائري: ص ۵۴).

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 189108
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي