351
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

فَضَرَبَ عَمراً بِالسَّيفِ فَاتَّقاهُ بِيَدِهِ، فَأَطَنَّها مِنَ المِرفَقِ فَصاحَ، ثُمَّ تَنَحّى عَنهُ، فَحَمَلَت خَيلُ أهلِ الكوفَةِ لِيَستَنقِذوهُ، فَاستَقبَلَتهُ بِصُدورِها ووَطِئَتهُ بِحَوافِرِها، فَماتَ .
وَانجَلَتِ الغَبرَةُ فَإِذا بِالحُسَينِ عليه السلام قائِمٌ عَلى رَأسِ الغُلامِ وهُوَ يَفحَصُ بِرِجلَيهِ، وَالحُسَينُ يَقولُ: عَزَّ وَاللّهِ عَلى عَمِّكَ أن تَدعُوَهُ فَلا يُجيبَكَ، أو يُجيبَكَ فَلا يُعينَكَ، أو يُعينَكَ فَلا يُغنِيَ عَنكَ، بُعداً لِقَومٍ قَتَلوكَ، الوَيلُ لِقاتِلِكَ!
ثُمَّ احتَمَلَهُ ، فَكَأَنّيأنظُرُ إلى رِجلَيِ الغُلامِ تَخُطّانِ الأَرضَ، وقَد وَضَعَ صَدرَهُ إلى صَدرِهِ، فَقُلتُ في نَفسي، ماذا يَصنَعُ بِهِ؟ فَجاءَ بِهِ حَتّى ألقاهُ مَعَ القَتلى مِن أهلِ بَيتِهِ، ثُمَّ رَفَعَ طَرفَهُ إلَى السَّماءِ وقالَ: اللّهُمَّ أحصِهِم عَدَداً، ولا تُغادِر مِنهُم أحَداً، ولا تَغفِر لَهُم أبَداً! صَبراً يا بَني عُمومَتي صَبراً يا أهلَ بَيتي، لا رَأَيتُم هَواناً بَعدَ هذَا اليَومِ أبَداً . ۱

۱۸۳۸.المحن عن أبي معشر عن بعض مشيخته:رَأى رَجُلٌ مِن أهلِ الكوفَةِ عَبدَ اللّهِ بنَ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ عَلى فَرَسٍ، وكانَ عَبدُ اللّهِ أجمَلَ خَلقِ اللّهِ، فَقالَ الكوفِيُّ: لَأَقتُلَنَّ هذَا الفَتى، فَقالَ لَهُ رَجُلٌ: وَيحَكَ ما تَصنَعُ بِهذا؟ دَعهُ، فَأَبى ، فَحَمَلَ عَلَيهِ فَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ. قالَ: ولَمّا أصابَتهُ الضَّربَةُ قالَ: يا عَمّاه ! فَأَجابَهُ الحُسَينُ عليه السلام قالَ: لَبَّيكَ، صَوتٌ قَلَّ ناصِرُهُ ، وكَثُرَ واتِرُهُ! وحَمَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى قاتِلِهِ فَضَرَبَهُ فَقَطَعَ يَدَهُ، ثُمَّ ضَرَبَهُ اُخرى فَقَتَلَهُ . ۲

۱۸۳۹.الأمالي للصدوق عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد بن على بن الحسين عن أبيه عن جدّه [زين العابدين] عليهم السلام :بَرَزَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ]القاسِمُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبيطالِبٍ وهُوَ يَقولُ:
لا تَجزَعي نَفسي فَكُلٌّ فانِاليَومَ تَلقَينَ ذُرَى الجِنانِ
فَقَتَلَ مِنهُم ثَلاثَةً ، ثُمَّ رُمِيَ عَن فَرَسِهِ . ۳

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :ج ۲ ص ۲۷؛ بحار الأنوار: ج ۴۵ ص ۳۴ وراجع : الفتوح: ج ۵ ص ۱۱۲ والمناقب لابن شهرآشوب: ج ۴ ص ۱۰۶ و ۱۰۷ .

2.المحن: ص ۱۴۷ ، جواهر المطالب : ج ۲ ص ۲۶۹ عن أبي عبيدة وفيه «الشام» بدل «الكوفة» وراجع : الإمامة والسياسة : ج ۲ ص ۱۲ .

3.الأمالي للصدوق: ص ۲۲۶ ح ۲۳۹ ، روضة الواعظين: ص ۲۰۸ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
350

۱۸۳۷.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:خَرَجَ مِن بَعدِهِ [أي بَعدِ عَونِ بنِ عَبدِ اللّهِ بنِ جَعفَرٍ] عَبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ في بَعضِ الرِّواياتِ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ ۱ القاسِمُ بنُ الحَسَنِ ـ وهُوَ غُلامٌ صَغيرٌ لَم يَبلُغِ الحُلمَ ـ فَلَمّا نَظَرَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام اعتَنَقَهُ، وجَعَلا يَبكِيانِ حَتّى غُشِيَ عَلَيهِما، ثُمَّ استَأذَنَ الغُلامُ لِلحَربِ فَأَبى عَمُّهُ الحُسَينُ عليه السلام أن يَأذَنَ لَهُ، فَلَم يَزَلِ الغُلامُ يُقَبِّلُ يَدَيهِ ورِجلَيهِ ويَسأَلُهُ الإِذنَ حَتّى أذِنَ لَهُ، فَخَرَجَ ودُموعُهُ عَلى خَدَّيهِ وهُوَ يَقولُ:


إن تُنكِروني فَأَنَا فَرعُ الحَسَنْسِبطُ النَّبِيِّ المُصطَفى وَالمُؤتَمَنْ
هذا حُسَينٌ كَالأَسيرِ المُرتَهَنْبَينَ اُناسٍ لا سُقوا صَوبَ المُزَنْ۲
وحَمَلَ وكَأَنَّ وَجهَهُ فِلقَةُ قَمَرٍ، وقاتَلَ فَقَتَلَ ـ عَلى صِغَرِ سِنِّهِ ـ خَمسَةً وثَلاثينَ رَجُلاً.
قالَ حُمَيدُ بنُ مُسلِمٍ: كُنتُ في عَسكَرِ ابنِ سَعدٍ، فَكُنتُ أنظُرُ إلَى الغُلامِ وعَلَيهِ قَميصٌ وإزارٌ ونَعلانِ قَدِ انقَطَعَ شِسعُ إحداهُما ـ ما أنسى أنَّهُ كانَ شِسعَ اليُسرى ـ فَقالَ عَمرُو بنُ سَعدٍ الأَزدِيُّ : وَاللّهِ لَأَشُدَّنَّ عَلَيهِ! فَقُلتُ: سُبحانَ اللّهِ! ما تُريدُ بِذلِكَ؟ فَوَاللّهِ لَو ضَرَبَني ما بَسَطتُ لَهُ يَدي، يَكفيكَ هؤُلاءِ الَّذينَ تَراهُم قَدِ احتَوَشوهُ. قالَ: وَاللّهِ لَأَفعَلَنَّ! وشَدَّ عَلَيهِ، فَما وَلّى حَتّى ضَرَبَ رَأسَهُ بِالسَّيفِ، فَوَقَعَ الغُلامُ لِوَجهِهِ وصاحَ: يا عَمّاه!
فَانقَضَّ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام كالصَّقرِ، وتَخَلَّلَ الصُّفوفَ، وشَدَّ شِدَّةَ اللَّيثِ الحَرِبِ ، ۳

1.وهو المشهور المعتمد .

2.المُزنُ : السحاب ، الواحدة مُزنة (المصباح المنير : ص ۵۷۱ «مزن») .

3.حَرِبَ الرّجلُ : اشتدّ غضبه (لسان العرب : ج ۱ ص ۳۰۴ «حرب») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155449
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي