377
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

الفصل التاسع : مَقتَلُ سَيِّدِ الشُّهَداءِ عليه السلام

9 / 1

الإِمامُ عليه السلام يَطلُبُ ثَوبا لا يُرغَبُ فيهِ

۱۸۸۴.الملهوف :قالَ الحُسَينُ عليه السلام : اِيتوني بِثَوبٍ لا يُرغَبُ فيهِ ؛ أجعَلهُ تَحتَ ثِيابي لِئَلّا اُجَرَّدَ مِنهُ ، فَاُتِيَ بِتُبّانٍ ۱ ، فَقالَ : لا ، ذاكَ لِباسُ مَن ضُرِبَت عَلَيهِ الذِّلَّةُ . فَأَخَذَ ثَوبا خَلَقا ۲ فَخَرَقَهُ وجَعَلَهُ تَحتَ ثِيابِهِ . فَلَمّا قُتِلَ جَرَّدوهُ مِنهُ عليه السلام .ثُمَّ استَدعى عليه السلام بِسَراويلَ مِن حِبَرَةٍ ۳ فَفَرَزَها ۴ ولَبِسَها ، وإنَّما فَرَزَها لِئَلّا يُسلَبَها ، فَلَمّا قُتِلَ سَلَبَها بَحرُ بنُ كَعبٍ لَعَنَهُ اللّهُ وتَرَكَ الحُسَينَ عليه السلام مُجَرَّدا .فَكانَت يَدا بَحرٍ بَعدَ ذلِكَ تَيبَسانِ فِي الصَّيفِ كَأَنَّهُما عودانِ يابِسانِ ، وتَتَرَطَّبانِ فِي الشِّتاءِ فَتَنضَحانِ قَيحا ودَما ، إلى أن أهلَكَهُ اللّهُ تَعالى . ۵

1.التُبّان : سراويل صغير مقدار شبر يستر العورة المغلّظة فقط ، يكون للملّاحين (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۸۶ «تبن») .

2.ثَوبٌ خَلَقٌ : بالٍ (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۸۹ «خلق») .

3.الحِبَرَةُ : ثوب يصنع باليمن من قطن أو كتّان مخطّط (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۵۱ «حَبر») .

4.هكذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «ففزرها» وهو الصحيح . فَزَرَ الثَّوبَ : شَقَّه (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۱۰۹ «فزر») .

5.الملهوف : ص ۱۷۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۴ وفيه «أبجر بن كعب» ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۸۹ عن عمّار الدهني عن الإمام الباقر عليه السلام وفيه «ثمّ أمر بحبرة فشققها ثمّ لبسها» فقط .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
376

الحَضرَمِيِّ ، قالَ: رَأَيتُهُ جالِساً في مَجلِسِ الحَضرَمِيّينَ في زَمانِ خالِدِ بنِ عَبدِ اللّهِ ـ وهُوَ شَيخٌ كَبيرٌ ـ قالَ: فَسَمِعتُهُ وهُوَ يَقولُ:كُنتُ مِمَّن شَهِدَ قَتلَ الحُسَينِ. قالَ: فَوَاللّهِ إنّي لَواقِفٌ عاشِرَ عَشَرَةٍ ، لَيسَ مِنّا رَجُلٌ إلّا عَلى فَرَسٍ، وقَد جالَتِ الخَيلُ وتَصَعصَعَت ۱ ، إذ خَرَجَ غُلامٌ مِن آلِ الحُسَينِ وهُوَ مُمسِكٌ بِعودٍ مِن تِلكَ الأَبنِيَةِ، عَلَيهِ إزارٌ وقَميصٌ وهُوَ مَذعورٌ، يَلتَفِتُ يَميناً وشِمالاً، فَكَأَنّي أنظُرُ إلى دُرَّتَينِ في اُذُنَيهِ تَذَبذَبانِ كُلَّمَا التَفَتَ، إذ أقبَلَ رَجُلٌ يَركُضُ، حَتّى إذا دَنا مِنهُ مالَ عَن فَرَسِهِ، ثُمَّ اقتَصَدَ الغُلامَ فَقَطَّعَهُ بِالسَّيفِ .قالَ هِشامٌ: قالَ السَّكونِيُّ: هانِئُ بنُ ثُبَيتٍ هُوَ صاحِبُ الغُلامِ، فَلَمّا عُتِبَ عَلَيهِ كَنّى عَن نَفسِهِ . ۲

1.تصعصعت: أي تفرّقت. وقيل: تحرّكت واضطربت (النهاية: ج ۳ ص ۳۱ «صعصع»).

2.تاريخ الطبري: ج ۵ ص ۴۴۹، مقاتل الطالبيّين: ص ۱۱۸، البداية والنهاية: ج ۸ ص ۱۸۶ كلاهما نحوه.

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 189110
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي