385
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

قالَ : فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ مَكسورا قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جَأشا ولا أمضى جَنانا ولا أجرَأَ مَقدَما مِنهُ ، وَاللّهِ ما رَأَيتُ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ مِثلَهُ ، إن كانَتِ الرَّجّالَةُ لَتَنكَشِفُ مَن عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ... .قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَنِي الصَّقعَبُ بنُ زُهَيرٍ ، عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ : كانَت عَلَيهِ جُبَّةٌ مِن خَزٍّ ، وكانَ مُعتَمّا ، وكانَ مَخضوبا بِالوَسمَةِ .قالَ : وسَمِعتُهُ يَقولُ قَبلَ أن يُقتَلَ ، وهُوَ يُقاتِلُ عَلى رِجلَيهِ قِتالَ الفارِسِ الشُّجاعِ ، يَتَّقِي الرَّمِيَّةَ ، ويَفتَرِصُ ۱ العَورَةَ ، ويَشُدُّ عَلَى الخَيلِ وهُوَ يَقولُ : أعَلى قَتلي تَحاثّونَ ۲ ؟ أما وَاللّهِ لا تَقتُلونَ بَعدي عَبدا مِن عِبادِ اللّهِ ، اللّهُ أسخَطُ عَلَيكُم لِقَتلِهِ مِنّي ، وَايمُ اللّهِ ، إنّي لَأَرجو أن يُكرِمَنِيَ اللّهُ بِهَوانِكُم ، ثُمَّ يَنتَقِمُ لي مِنكُم مِن حَيثُ لا تَشعُرونَ ، أما وَاللّهِ أن لَو قَد قَتَلتُموني ، لَقَد ألقَى اللّهُ بَأسَكُم بَينَكُم ، وسَفَكَ دِماءَكُم ، ثُمَّ لا يَرضى لَكُم حَتّى يُضاعِفَ لَكُمُ العَذابَ الأَليمَ . ۳

۱۹۰۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَمّا قُتِلَ أصحابُهُ وأهلُ بَيتِهِ ، بَقِيَ الحُسَينُ عليه السلام عامَّةَ النَّهارِ لا يُقدِمُ عَلَيهِ أحَدٌ إلَا انصَرَفَ ، حَتّى أحاطَت بِهِ الرَّجّالَةُ ، فَما رَأَينا مَكثورا قَطُّ أربَطَ جَأشا مِنهُ ، إن كانَ لَيُقاتِلُهُم قِتالَ الفارِسِ الشُّجاعِ ، وإن كانَ لَيَشُدُّ عَلَيهِم فَيَنكَشِفونَ عَنهُ انكِشافَ المِعزى شَدَّ فيهَا الأَسَدُ . ۴

۱۹۰۴.مطالب السؤول :ثُمَّ دَعَا [الحُسَينُ عليه السلام ] النّاسَ إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يُقاتِلُ ويَقتُلُ كُلَّ مَن

1.فَرَصَ : انتهز فلان الفُرصة ، أي اغتنمها وفاز بها (الصحاح : ج ۳ ص ۱۰۴۸ «فرص») .

2.الحَثُّ : الإعجال في اتّصال (لسان العرب : ج ۲ ص ۱۲۹ «حثث») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۲ نحوه وراجع : أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۸ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۳۸ والبداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۸۸ .

4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۷۳ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۲ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
384

عَلَيها بِسَيفِهِ ، فَتَنكَشِفُ عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ . ۱

۱۹۰۱.الملهوف :قالَ الرّاوي : ثُمَّ إنَّ الحُسَينَ عليه السلام دَعَا النّاسَ إلَى البِرازِ ، فَلَم يَزَل يَقتُلُ كُلَّ مَن بَرَزَ إلَيهِ ، حَتّى قَتَلَ مَقتَلَةً عَظيمَةً ، وهُوَ في ذلِكَ يَقولُ :


القَتلُ أولى مِن رُكوبِ العارِوَالعارُ أولى مِن دُخولِ النّارِ
قالَ بَعضُ الرُّواةِ : وَاللّهِ ما رَأَيتُ مَكثورا قَطُّ ، قَد قُتِلَ وُلدُهُ ، وأهلُ بَيتِهِ وأصحابُهُ ، أربَطَ جأشا مِنهُ ، وإنَّ الرِّجالَ كانَت لَتَشُدُّ عَلَيهِ فَيَشُدُّ عَلَيها بِسَيفِهِ ، فَتَنكَشِفُ عَنهُ انكِشافَ المِعزى إذا شَدَّ فيهَا الذِّئبُ ، ولَقَد كانَ يَحمِلُ فيهِم وقَد تَكَمَّلوا ثَلاثينَ ألفا ، فَيُهزَمونَ بَينَ يَدَيهِ كَأَنَّهُمُ الجَرادُ المُنتَشِرُ ، ثُمَّ يَرجِعُ إلى مَركَزِهِ وهُوَ يَقولُ : لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۲

۱۹۰۲.تاريخ الطبري عن أبي مخنف عن الحجّاج عن عبد اللّه بن عمّار بن عبد يغوث البارقي :عُتِبَ عَلى عَبدِ اللّهِ ابنِ عَمّارٍ بَعدَ ذلِكَ مَشهَدُهُ قَتلَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَقالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَمّارٍ : إنَّ لي عِندَ بَني هاشِمٍ لَيَدا ، قُلنا لَهُ : وما يَدُكَ عِندَهُم ؟ قالَ : حَمَلتُ عَلى حُسَينٍ بِالرُّمحِ فَانتَهَيتُ إلَيهِ ، فَوَاللّهِ لَو شِئتُ لَطَعَنتُهُ ، ثُمَّ انصَرَفتُ عَنهُ غَيرَ بَعيدٍ ، وقُلتُ : ما أصنَعُ بِأَن أتَوَلّى قَتلَهُ ؟ يَقتُلُهُ غَيري .قالَ : فَشَدَّ عَلَيهِ رَجّالَةٌ مِمَّن عَن يَمينِهِ وشِمالِهِ ، فَحَمَلَ عَلى مَن عَن يَمينِهِ حَتَّى ابذَعَرّوا ۳ ، وعَلى مَن عَن شِمالِهِ حَتَّى ابذَعَرّوا ، وعَلَيهِ قَميصٌ لَهُ مِن خَزٍّ وهُوَ مُعتَمٌّ .

1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۱ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۶۸ ، روضة الواعظين : ص ۲۰۸ وليس فيه صدره إلى «شمالاً» وراجع : هذه الموسوعة : ج ۱ ص ۳۷۶ (القسم الثاني / الفصل الرابع / مكارم أخلاقه / الشجاعة) .

2.الملهوف : ص ۱۷۰ ، مثير الأحزان : ص ۷۲ نحوه وفيه «عبد اللّه بن عمّار بن عبد يغوث» بدل «بعض الرواة» ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۰ وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۳ ح ۱۰۹۱ .

3.اِبْذَعَرُّوا : أي تفرّقوا (الصحاح : ج ۲ ص ۵۸۸ «بذعر») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155395
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي