411
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

الحُسَينُ عليه السلام ولَبِسَ سَراويلاً ضَيِّقا ، فَأَعجَلوهُ ، فَضَرَبَهُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ عَلى رَأسِهِ بِالسَّيفِ فَسَقَطَ ، وضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ عَلى كَتِفِهِ اليُسرى فَأَبانَها ، فَجَعَلَ يَبكي ، وحَمَلَ عَلَيهِ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ فَطَعَنَهُ بِرُمحٍ في تَرقُوَتِهِ ، ثُمَّ نَزَلَ فَحَزَّ رَأسَهُ بَعدَ أن ذَبَحَهُ . ۱

۱۹۶۴.المناقب لابن شهرآشوب :قالَ شِمرٌ : ما وُقوفُكُم ؟ وما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ وقَد أثخَنَتهُ السِّهامُ ؟ اِحمِلوا عَلَيهِ ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم !فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، فَرَماهُ أبُو الحَنوقِ الجُعفِيُّ في جَبينِهِ ، وَالحُصَينُ بنُ نُمَيرٍ في فيهِ ، وأبو أيّوبَ الغَنَوِيُّ بِسَهمٍ مَسمومٍ في حَلقِهِ . فَقالَ [الحُسَينُ] عليه السلام : بِسمِ اللّهِ ، ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا بِاللّهِ ، وهذا قَتيلٌ في رِضَى اللّهِ .وكانَ ضَرَبَهُ زُرعَةُ بنُ شَريكٍ التَّميمِيُّ عَلى كَتِفِهِ الأَيسَرِ ، وعَمرُو بنُ الخَليفَةِ الجُعفِيُّ عَلى حَبلِ عاتِقِهِ ، وكانَ طَعَنَهُ صالِحُ بنُ وَهبٍ المُزَنِيُّ عَلى جَنبِهِ ، وكانَ رَماهُ سِنانُ بنُ أنَسٍ النَّخَعِيُّ في صَدرِهِ ، فَوَقَعَ عَلَى الأَرضِ ، وأخَذَ دَمَهُ بِكَفَّيهِ وصَبَّهُ عَلى رَأسِهِ مِرارا .فَدَنا مِنهُ عُمَرُ وقالَ : جَزّوا رَأسَهُ ! فَقَصَدَ إلَيهِ نَصرُ بنُ خَرَشَةَ فَجَعَلَ يَضرِبُهُ بِسَيفِهِ ، فَغَضِبَ عُمَرُ ، وقالَ لِخَولِيِّ بنِ يَزيدَ الأَصبَحِيِّ : اِنزِل فَجُزَّ رَأسَهُ ، فَنَزَلَ وجَزَّ رَأسَهُ . ۲

۱۹۶۵.الفتوح :قال : فَصاحَ الشِّمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ ـ لَعَنَهُ اللّهُ ـ بِأَصحابِهِ فَقالَ : ما وُقوفُكُم ؟ وماذا تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ وقَد أوثَقَتهُ السِّهامُ ؟ اِحمِلوا عَلَيهِ ، ثَكِلَتكُم اُمَّهاتُكُم !قالَ : فَحَمَلوا عَلَيهِ مِن كُلِّ جانِبٍ ، قالَ : وأوثَقَتهُ الجِراحُ بِالسُّيوفِ ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ

1.تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۳ وراجع : شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۴ ح ۱۰۹۲ .

2.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۱۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۵ وراجع : كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۶۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
410

قالَ : فَخَرَجتُ بَينَ الصَّفَّينِ ، فَوَقَفتُ عَلَيهِ فَإِنَّهُ لَيَجودُ بِنَفسِهِ ، فَوَاللّهِ ما رَأَيتُ قَتيلاً مُضَمَّخا بِدَمِهِ أحسَنَ مِنهُ ولا أنوَرَ وَجها ، ولَقَد شَغَلَني نورُ وَجهِهِ وجَمالُ هَيأَتِهِ عَنِ الفِكرِ في قَتلِهِ ، فَاستَسقى في تِلكَ الحالِ ماءً ، فَسَمِعتُ رَجُلاً يَقولُ لَهُ : وَاللّهِ لا تَذوقُ الماءَ حَتّى تَرِدَ الحامِيَةَ فَتَشرَبَ مِن حَميمِها . ۱ فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : لا ، بَل أرِدُ عَلى جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأسكُنُ مَعَهُ في دارِهِ ، في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ ، وأشرَبُ مِن ماءٍ غَيرِ آسِنٍ ۲ ، وأشكو إلَيهِ مَا ارتَكَبتُم مِنّي وفَعَلتُم بي .قالَ : فَغَضِبوا بِأَجمَعِهِم ، حَتّى كَأَنَّ اللّهَ لَم يَجعَل في قَلبِ أحَدٍ مِنهُم مِنَ الرَّحمَةِ شَيئا ، فَاحتَزّوا رَأسَهُ وإنَّهُ لَيُكَلِّمُهُم ، فَعَجِبتُ مِن قِلَّةِ رَحمَتِهِم ! ! وقُلتُ : وَاللّهِ لا اُجامِعُكُم عَلى أمرٍ أبَدا ! ۳

۱۹۶۲.مثير الأحزان :لَمّا اُثخِنَ [الحُسَينُ عليه السلام ] بِالجِراحِ ، ولَم يَبقَ فيهِ حَراكٌ ، أمَرَ شِمرٌ أن يَرموهُ بِالسِّهامِ ، وناداهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ : ما تَنتَظِرونَ بِالرَّجُلِ ؟ وأمَرَ سِنانَ بنَ أنَسٍ أن يَحتَزَّ رَأسَهُ ، فَنَزَلَ يَمشي إلَيهِ وهُوَ يَقولُ : أمشي إلَيكَ وأعلَمُ أنَّكَ سَيِّدُ القَومِ ، وأنَّكَ خَيرُ النّاسِ أبا واُمّا ! فَاحتَزَّ رَأسَهُ ، ورَفَعَهُ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ ، فَأَخَذَهُ فَعَلَّقَهُ في لَبَبِ ۴ فَرَسِهِ . ۵

۱۹۶۳.تذكرة الخواصّ عن هشام بن محمّد :صاحَ شِمرٌ ما تَنتَظِرونَ بِهِ ؟ اِحمِلوا عَلَيهِ ! فَتَشَدَّدَ

1.الحَمِيمُ : الماء الشديد الحرارة (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۲۵۴ «حمّ») .

2.أسنَ الماء فهو آسن : إذا تغيّرت ريحه (النهاية : ج ۱ ص ۴۹ «أسن») .

3.الملهوف : ص ۱۷۴ ، مثير الأحزان : ص ۷۵ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۷ وراجع : مروج الذهب : ج ۳ ص ۷۱ .

4.اللَّبَبُ : المنحر (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۲۷ «ألَب») .

5.مثير الأحزان : ص ۷۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 192123
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي