59
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

مِن عِندِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ يَأمُرُنا أن نَعرِضَ عَلَيكُم أن تَنزِلوا عَلى أمرِ عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، أو نُلحِقَكُم بِمَن سَلَفَ !
فَقالَ لَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام : لا تَعجَلوا حَتّى أرجِعَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام فَاُخبِرَهُ بِذلِكَ .
قالَ : فَوَقَفَ القَومُ في مَواضِعِهِم ، ورَجَعَ العَبّاسُ إلَى الحُسَينِ عليهماالسلام ، فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ ، فَأَطرَقَ الحُسَينُ عليه السلام ساعَةً ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ بَينَ يَدَيهِ ، وأصحابُ الحُسَينِ عليه السلام يُخاطِبونَ أصحابَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ .
فَقالَ لَهُم حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : أما وَاللّهِ ، لَبِئسَ القَومُ يَقدَمونَ غَدا عَلَى اللّهِ عز و جلوعَلى رَسولِهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وقَد قَتَلوا ذُرِّيَّتَهُ وأهلَ بَيتِهِ المُجتَهِدينَ بِالأَسحارِ ، الذّاكِرينَ اللّهَ كَثيرا بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، وشيعَتَهُ الأَتقِياءَ الأَبرارَ .
قالَ : فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ يُقالُ لَهُ عَزرَةُ ۱ بنُ قَيسٍ : يابنَ مُظاهِرٍ ، إنَّكَ لَتُزَكّي نَفسَكَ مَا استَطَعتَ !
فَقالَ لَهُ زُهَيرٌ : اِتَّقِ اللّهَ يابنَ قَيسٍ ، ولا تَكُن مِنَ الَّذينَ يُعينونَ عَلَى الضَّلالِ ، ويَقتُلونَ النُّفوسَ الزَّكِيَّةَ الطّاهِرَةَ عِترَةَ خَيرِ الأَنبِياءِ .
فَقالَ لَهُ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ : إنَّكَ لَم تَكُن عِندَنا مِن شيعَةِ أهلِ البَيتِ ، إنَّما كُنتَ عُثمانِيّا نَعرِفُكَ !
هؤُلاءِ فِي المُخاطَبَةِ ، وَالحُسَينُ عليه السلام مُفَكِّرٌ في أمرِ نَفسِهِ وأمرِ الحَربِ ، وَالعَبّاسُ عليه السلام واقِفٌ في حَضرَتِهِ .
قالَ : وأقبَلَ العَبّاسُ عليه السلام عَلَى القَومِ وهُم وُقوفٌ ، فَقالَ : يا هؤُلاءِ ، إنَّ أبا عَبدِ اللّهِ يَسأَ لُكُمُ الاِنصِرافَ عَنهُ في هذَا اليَومِ حَتّى يَنظُرَ في هذَا الأَمرِ ، ثُمَّ يَلقاكُم غَدا إن

1.في المصدر : «عروة بن قيس» وفي الموضع الثاني بُعيد هذا «عمرو بن قيس» وكلاهما تصحيف، وصحّحناه من تاريخ الطبري .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
58

يُسمَعُ الصَّوتُ ، فَقالَ : إنّا قَد أجَّلناكُم إلى غَدٍ ، فَإِنِ استَسلَمتُم سَرَّحنا بِكُم إلى أميرِنا عُبَيدِ اللّهِ بنِ زِيادٍ ، وإن أبَيتُم فَلَسنا تارِكيكُم . ۱

۱۵۷۴.الفتوح :إذَا المُنادي يُنادي مِن عَسكَرِ عُمَرَ : يا جُندَ اللّهِ اركَبوا .
قالَ : فَرَكِبَ النّاسُ وساروا نَحوَ مُعَسكَرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وَالحُسَينُ عليه السلام في وَقتِهِ ذلِكَ جالِسٌ قَد خَفَقَ رَأسُهُ عَلى رُكبَتَيهِ ، وسَمِعَت اُختُهُ زَينَبُ رَضِيَ اللّهُ عَنهَا الصَّيحَةَ وَالضَّجَّةَ ، فَدَنَت مِن أخيها وحَرَّكَتهُ ، فَقالَت : يا أخي ، ألا تَسمَعُ الأَصواتَ قَدِ اقتَرَبَت مِنّا ؟!
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ ، وقالَ : يا اُختاه ، إنّي رَأَيتُ جَدّي فِي المَنامِ وأبي عَلِيّا وفاطِمَةَ اُمّي وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، فَقالوا : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وقَد وَاللّهِ يا اُختاه دَنَا الأَمرُ في ذلِكَ ، لا شَكَّ .
قالَ : فَلَطَمَت زَينَبُ عليهاالسلام وَجهَها ، وصاحَت واخَيبَتاه ! فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً ! اُسكُتي ولا تَصيحي ، فَتَشمَتَ بِنَا الأَعداءُ .
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى أخيهِ العَبّاسِ عليه السلام ، فَقالَ : يا أخي ، اركَب وتَقَدَّم إلى هؤُلاءِ القَومِ ، وسَلهُم عَن حالِهِم ، وَارجِع إلَيَّ بِالخَبَرِ .
قالَ : فَرَكِبَ العَبّاسُ عليه السلام في إخوَتِهِ ـ رَضِيَ اللّهُ عَنهُم ـ ومَعَهُ أيضا عَشَرَةُ فَوارِسَ حَتّى دَنا مِنَ القَومِ ، ثُمَّ قالَ : ما شَأنُكُم وما تُريدونَ ؟ فَقالوا : نُريدُ أنَّهُ قَد جاءَ الأَمرُ

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۶ ، أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۱ وليس فيه من «إذ خفق» إلى «رحمك الرحمن»، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۷ وليس فيه من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «وحقّ رسوله صلى الله عليه و آله » ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۵۸ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۶ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۸۹ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۵۴ كلّها نحوه وليس في الأربعة الأخيرة من «فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين» إلى «في هذا الأمر» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ و راجع : تجارب الاُمم : ج ۲ ص ۷۳ وروضة الواعظين : ص ۲۰۲ والمناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۹۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 189040
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي