61
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

السّاعَةَ جَدّي مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله وأبي عَلِيّا واُمّي فاطِمَةَ وأخِي الحَسَنَ عليهم السلام ، وهُم يَقولونَ : يا حُسَينُ ، إنَّكَ رائِحٌ إلَينا عَن قَريبٍ ، وفي بَعضِ الرِّواياتِ : غَدا .
قالَ الرّاوي : فَلَطَمَت زَينَبُ عليهاالسلام وَجهَها ، وصاحَت ، فَقالَ لَهَا الحُسَينُ عليه السلام : مَهلاً! لا تُشمِتِي القَومَ بِنا . ۱

۱۵۷۶.مثير الأحزان :فَلَمّا كانَ التّاسِعُ مِنَ المُحَرَّمِ دَعاهُم عُمَرُ بنُ سَعدٍ إلَى المُحارَبَةِ ، فَأَرسَلَ الحُسَينُ عليه السلام العَبّاسَ عليه السلام يَلتَمِسُ مِنهُم تَأخيرَ تِلكَ اللَّيلَةِ ، فَقالَ عُمَرُ لِشِمرٍ : ما تَقولُ ؟ قالَ : أمّا أنَا لَو كُنتُ الأَميرَ لَم اُنظِرهُ . فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ بنِ سَلَمَةَ بنِ عَبدِ يَغوثَ الزُّبَيدِيُّ : سُبحانَ اللّهِ! وَاللّهِ ، لَو كانَ مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوكَ عَن هذا ما كانَ لَكَ أن تَمنَعَهُم حينَئِذٍ ، أمهِلهُم .
فَكانَ لَهُم في تِلكَ اللَّيلَةِ دَوِيٌّ كَالنَّحلِ مِنَ الصَّلاةِ وَالتِّلاوَةِ ، فَجاءَ إلَيهِم جَماعَةٌ مِن أصحابِ عُمَرَ بنِ سَعدٍ . ۲

۱۵۷۷.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :قَدِمَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ الضِّبابِيُّ عَلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ بِما أمَرَهُ بِهِ عُبَيدُ اللّهِ ، عَشِيَّةَ الخَميسِ ، لِتِسعٍ خَلَونَ مِنَ المُحَرَّمِ ، سَنَةَ إحدى وسِتّينَ بَعدَ العَصرِ ، فَنودِيَ فِي العَسكَرِ فَرَكِبوا ، وحُسَينٌ عليه السلام جالِسٌ أمامَ بَيتِهِ مُحتَبِيا ، فَنَظَرَ إلَيهِم قَد أقبَلوا .
فَقالَ لِلعَبّاسِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام : اِلقَهُم فَاسأَلهُم ما بَدا لَهُم ؟ فَسَأَلَهُم ، فَقالوا : أتانا كِتابُ الأَميرِ يَأمُرُنا أن نَعرِضَ عَلَيكَ أن تَنزِلَ عَلَى حُكمِهِ ، أو نُناجِزَكَ !
فَقالَ : اِنصَرِفوا عَنَّا العَشِيَّةَ حَتّى نَنظُرَ لَيلَتَنا هذِهِ فيما عَرَضتُم ، فَانصَرَفَ عُمَرُ . ۳

1.الملهوف : ص ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۹۱ .

2.مثير الأحزان : ص ۵۲ .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۶۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۰۱ نحوه وليس فيه صدره إلى «العسكر» .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
60

شاءَ اللّهُ تَعالى .
قالَ : فَخَبَّرَ القَومُ بِهذا أميرَهُم عُمَرَ بنَ سَعدٍ ، فَقالَ لِلشِّمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : ما تَرى مِنَ الرَّأيِ ؟ فَقالَ : أرى رَأيَكَ أيُّهَا الأَميرُ ! فَقالَ عُمَرُ : إنَّني أحبَبتُ أن لا أكونَ أميرا ، قالَ : ثُمَّ إنّي اُكرِهتُ .
قالَ : وأقبَلَ عُمَرُ عَلى أصحابِهِ ، فَقالَ : مَا الَّذي عِندَكُم في هذَا الرَّأيِ ؟ فَقالَ رَجُلٌ مِن أصحابِهِ يُقالُ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : سُبحانَ اللّهِ العَظيمِ ! لَو كانوا مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا هذِهِ المَنزِلَةَ لَقَد كانَ حَقّا عَلَينا أن نُجيبَهُم إلى ذلِكَ ، وكَيفَ وهُم آلُ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وأهلُهُ ؟!
فَقالَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ : إنّا قَد أجَّلناهُم في يَومِنا هذا . قالَ : فَنادى رَجُلٌ مِن أصحابِ عُمَرَ : يا شيعَةَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ! قَد أجَّلناكُم يَومَكُم هذا إلى غَدٍ ، فَإِنِ استَسلَمتُم ونَزَلتُم عَلى حُكمِ الأَميرِ وَجَّهنا بِكُم إلَيهِ ، وإن أبَيتُم ناجَزناكُم .
قالَ : فَانصَرَفَ الفَريقانِ بَعضُهُم مِن بَعضٍ . ۱

۱۵۷۵.الملهوف :لَمّا رَأَى الحُسَينُ عليه السلام حِرصَ القَومِ عَلى تَعجيلِ القِتالِ وقِلَّةَ انتِفاعِهِم بِالوَعظِ وَالمَقالِ ، قالَ لِأَخيهِ العَبّاسِ عليه السلام : إنِ استَطَعتَ أن تَصرِفَهُم عَنّا في هذَا اليَومِ فَافعَل ؛ لَعَلَّنا نُصَلّي لِرَبِّنا في هذِهِ اللَّيلَةِ ، فَإِنَّهُ يَعلَمُ أنّي اُحِبُّ الصَّلاةَ لَهُ وتِلاوَةَ كِتابِهِ .
قالَ الرّاوي : فَسَأَلَهُمُ العَبّاسُ عليه السلام ذلِكَ ، فَتَوَقَّفَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ الزُّبَيدِيُّ : وَاللّهِ ، لَو أنَّهُم مِنَ التُّركِ وَالدَّيلَمِ وسَأَلوا ذلِكَ لَأَجَبناهُم ، فَكَيفَ وهُم آلُ مُحَمَّدٍ ؟! فَأَجابوهُم إلى ذلِكَ .
قالَ الرّاوي : وجَلَسَ الحُسَينُ عليه السلام فَرَقَدَ ، ثُمَّ استَيقَظَ وقالَ : يا اُختاه إنّي رَأَيتُ

1.الفتوح : ج ۵ ص ۹۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۲۴۹ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 188991
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي