91
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

1 / 26

التَّرحابُ بِالشَّهادَةِ

۱۶۰۹.تاريخ الطبري عن غلام لعبد الرحمن بن عبد ربّه الأنصاري :كُنتُ مَعَ مَولايَ ، فَلَمّا حَضَرَ النّاسُ وأقبَلوا إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطٍ فَضُرِبَ ، ثُمَّ أمَرَ بِمِسكٍ فَميثَ ۱ في جَفنَةٍ عَظيمَةٍ أو صَحفَةٍ ، قالَ : ثُمَّ دَخَلَ الحُسَينُ عليه السلام ذلِكَ الفُسطاطَ ، فَتَطَلّى بِالنّورَةِ .
قالَ : ومَولايَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ رَبِّهِ وبُرَيرُ بنُ حُضَيرٍ الهَمدانِيُّ عَلى بابِ الفُسطاطِ تَحتَكُّ مَناكِبُهُما ، فَازدَحَما أيُّهُما يَطَّلي عَلى أثَرِهِ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُهازِلُ عَبدَ الرَّحمنِ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : دَعنا، فَوَاللّهِ ، ما هذِهِ بِساعَةِ باطِلٍ .
فَقالَ لَهُ بُرَيرٌ : وَاللّهِ ، لَقَد عَلِمَ قَومي أنّي ما أحبَبتُ الباطِلَ شابّا ولا كَهلاً ، ولكِن ـ وَاللّهِ ـ إنّي لَمُستَبشِرٌ بِما نَحنُ لاقونَ ، وَاللّهِ ، إن بَينَنا وبَينَ الحورِ العينِ إلّا أن يَميلَ هؤُلاءِ عَلَينا بِأَسيافِهِم ، ولَوَدِدتُ أنَّهُم قَد مالوا عَلَينا بِأَسيافِهِم .
قالَ : فَلَمّا فَرَغَ الحُسَينُ عليه السلام دَخَلنا فَاطَّلَينا . ۲

۱۶۱۰.أنساب الأشراف :أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطٍ فَضُرِبَ ، فَاطَّلى فِيهِ بِالنّورَةِ ، ثُمَّ اُتِيَ بِجَفنَةٍ أو صَحفَةٍ ، فَميثَ فيها مِسكٌ ، وتَطَيَّبَ مِنهُ ، ودَخَلَ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ فَاطَّلى بَعدَهُ ، ومَسَّ مِن ذلِكَ المِسكِ ، وتَحَنَّطَ الحُسَينُ عليه السلام وجَميعُ أصحابِهِ ، وجَعَلَتِ النّارُ تَلتَهِبُ خَلفَ بُيوتِ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ ، فَقالَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ : يا حُسَينُ ! تَعَجَّلتَ النّارَ !

1.مِثتُ الشيء ، إذا دُفته [أي خلطته] في الماء (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۸ «ميث») .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۷۸ وفيه «يزيد بن حصين» وكلاهما نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
90

فأراد أصحاب الإمام عليه السلام منعهم من إحراق الخيام ولكنّ الإمام عليه السلام خاطبهم قائلاً:
دَعوهُم فَليُحرِقوها ؛ فَإِنَّهُم لَو قَد حَرَقوها لَم يَستَطيعوا أن يَجوزوا إلَيكُم مِنها . ۱
وبذلك فقد أحرق العدوّ قسماً من خيام أصحاب الإمام عليه السلام والتي كانت تحول دون نفوذه، ولكنّهم وكما أنبأهم الإمام عليه السلام لم يستطيعوا في هذه المرّة أيضاً أن ينفذوا في الحلقة الدفاعيّة لأصحاب الإمام، وبذلك استطاع الإمام وأصحابه الأبطال والأوفياء أن يقاوموا حتّى آخر مقاتل وحتّى آخر نفس ، أمام جيش الكوفة الذي كان قد تدفّق عليهم كالسيل من كلّ جانب .
ويمكننا أن نستنتج استناداً إلى الروايات السابقة:
1 . إنّ انتشار خيام أصحاب الإمام عليه السلام كان على شكل قوس بحيث كانت خيام النساء في وسطه ، وكان ضلعاها يمتدّان من الجانبين وحتّى ساحة الحرب. ومن المحتمل أنّ هذين الضلعين كانا يمثّلان خيام أصحاب الإمام التي كانت خالية في الغالب ؛ بسبب تواجد سكّانها في ساحة القتال ، وكانوا يستخدمونها كمتاريس أو حواجز دفاعيّة ، وقد اُحرقت في نهاية المطاف بأمر عمر بن سعد.
2 . لم تكن هناك مسافة كبيرة تفصل بين خيام أصحاب الإمام عليه السلام وبين ساحة المعركة، ونحن نلاحظ هذا المعنى في روايات اُخرى أيضاً عن ساحة القتال، كالذي جاء في الرواية المتعلّقة بشهادة عليّ الأكبر عليه السلام :
فَحَمَلوهُ مِن مَصرَعِهِ حَتّى وَضَعوهُ بَينَ يَدَيِ الفُسطاطِ الَّذي كانوا يُقاتِلونَ أمامَهُ . ۲
3 . كان أهل بيت الإمام عليه السلام يشاهدون عن كَثَب شجاعة أعزّائهم وقساوة الأعداء وبطشهم، ولذلك يمكننا أن نتصوّر ما حدث للنساء والأطفال الذين رأوا باُمّ أعينهم أعزّاءَهم وهم يُقطّعون إرباً إرباً!!

1.راجع : ص۱۳۸ ح ۱۶۵۶ .

2.راجع : ص۲۹۴ ح ۱۷۶۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 155383
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي