93
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4

فَقالَ بُرَيرٌ : وَاللّهِ ، ما أحبَبتُ الباطِلَ قَطُّ ، وإنَّما فَعَلتُ ذلِكَ استِبشارا بِما نَصيرُ إلَيهِ ۱ . ۲

1.وفي كتاب الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه : قد استشكل بعض المؤرّخين ممّن عاصرناه في التنوير والطلي مع عدم وجود الماء في ليلة عاشوراء أو تاسوعاء ، وأنّه لا يمكن التنوير والطلي إلّا بالماء ! وأجاب بما حاصله : إمكان التدبير في أجزاء النورة بحيث يزيل الشعر ، ولا يحترق ، ولا يحتاج إلى الماء . وما ذكره وإن كان ممكنا ، بل واقعا ، كما شاهدنا في علم الصنعة ، أنّ اختلاط جسم يابس كالملح مع جسم يابس آخر كالزّاج يولّد رطوبة ، بل يكون كالخمير باصطلاحهم ، بل مزاج الروح والنوشادر والسليمانيّ يصيّر الأرض ذائبا مائعا بلا ماء ولا نار ، بل وشاهدنا أنّ امتزاج مقدار اليمسو والشعر وعرق الكبريت ، يحترق بنفسه احتراقا ، ويشتعل اشتعالاً كالنار الموقدة بدون ملاقاة الحرارة والنار ، وأمثال ذلك كثير . ويمكن أن يكون المسك بعد مزجه بالنورة يجعل النورة مائعا . إلّا أنّ الذي يُسهل الخطْب ، أنّ في ليلة عاشوراء وإن لم يكن ماء للشرب إلّا أنّ الظاهر وجود ماء البئر لغير الشرب وسائر الحوائج كما مرّ بيانه ، بل ويمكن وجود الماء العذب بناءً على ما مرّ آنفا من إرسال الحسين عليه السلام عليّا ابنه وإتيانه بالماء (الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه : ج ۱ ص ۲۶۰) . ونحن أيضا نضيف نقطة اُخرى ؛ وهي أنّ النصوص التي تنقل هذه القضيّة قد نسبتها إلى الإمام عليه السلام واثنين أو ثلاثة آخرين من أصحابه ، لا جميعهم ، وعلى هذا فإنّهم لم يكونوا بحاجة إلى كثيرٍ من الماء .

2.مثير الأحزان : ص ۵۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
92

فَقالَ : أنتَ تَقولُ هذا يَابنَ راعِيَةِ المِعزى ! أنتَ ـ وَاللّهِ ـ أولى بِها صِلِيّا .
فَقالَ مُسلِمُ بنُ عَوسَجَةَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ! ألا أرميهِ بِسَهمٍ ؟ فَإِنَّهُ قَد أمكَنَني .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لا تَرمِهِ ، فَإِنّي أكرَهُ أن أبدَأَهُم . ۱

۱۶۱۱.الملهوف :فَلَمّا كانَ الغَداةُ أمَرَ الحُسَينُ عليه السلام بِفُسطاطِهِ فَضُرِبَ ، وأمَرَ بِجَفنَةٍ فيها مِسكٌ كَثيرٌ ، وجُعِلَ فيها نورَةٌ ، ثُمَّ دَخَلَ لِيَطَّلِيَ .
فَرُوِيَ أنَّ بُرَيرَ بنَ حُصَينٍ الهَمدانِيَّ وعَبدَ الرَّحمنِ بنَ عَبدِ رَبِّهِ الأَنصارِيَّ وَقَفا عَلى بابِ الفُسطاطِ لِيَطَّلِيا بَعدَهُ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُضاحِكُ عَبدَ الرَّحمنِ ، فَقالَ لَهُ عَبدُ الرَّحمنِ : يا بُرَيرُ ، أتَضحَكُ ؟! ما هذِهِ ساعَةُ ضِحكٍ ولا باطِلٍ .
فَقالَ بُرَيرٌ : لَقَد عَلِمَ قَومي أنّي ما أحبَبتُ الباطِلَ كَهلاً ولا شابّا ، وإنَّما أفعَلُ ذلِكَ استِبشارا بِما نَصيرُ إلَيهِ ، فَوَاللّهِ ، ما هُوَ إلّا أن نَلقى هؤُلاءِ القَومَ بِأَسيافِنا نُعالِجُهُم بِها ساعَةً ، ثُمَّ نُعانِقُ الحورَ العينَ . ۲

۱۶۱۲.رجال الكشّي : لَقَد مَزَحَ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ الأَسَدِيُّ ، فَقالَ لَهُ يَزيدُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّـ وكانَ يُقالُ لَهُ سَيِّدُ القُرّاءِ ـ :يا أخي ، لَيسَ هذِهِ بِساعَةِ ضِحكٍ ! قالَ : فَأَيُّ مَوضِعٍ أحَقُّ مِن هذا بِالسُّرورِ ؟ وَاللّهِ ، ما هُوَ إلّا أن تَميلَ عَلَينا هذِهَ الطَّغامُ بِسُيوفِهِم ، فَنُعانِقَ الحورَ العينَ . ۳

۱۶۱۳.مثير الأحزان :دَخَلَ [الحُسَينُ] عليه السلام لِيَطَّلِيَ ، ووَقَفَ عَلى بابِ الفُسطاطِ بُرَيرُ بنُ خُضَيرٍ الهَمدانِيُّ وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ عَبدِ رَبِّهِ الأَنصارِيُّ ، فَجَعَلَ بُرَيرٌ يُضاحِكُ عَبدَ الرَّحمنِ ، فَقالَ : يا بُرَيرُ ، ما هذِهِ ساعَةُ باطِلٍ .

1.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۳۹۵ .

2.الملهوف : ص ۱۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱ .

3.رجال الكشّي : ج ۱ ص ۲۹۳ ح ۱۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۹۳ ح ۳۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 188989
الصفحه من 444
طباعه  ارسل الي