119
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

۲۲۴۴.لواعج الأشجان :حَكى غَيرُ واحِدٍ مِنَ المُؤَرِّخينَ أنَّ الخَليفَةَ العَلَوِيَّ بِمِصرَ أرسَلَ إلى عَسقَلانَ ـ وهِيَ مَدينَةٌ كانَت بَينَ مِصرَ وَالشّامِ ، وَالآنَ هِيَ خَرابٌ ـ فَاستَخرَجَ رَأسا زَعَمَ أنَّهُ رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام ، وجيءَ بِهِ إلى مِصرَ ، فَدَفَنَ فيها فِي المَشهَدِ المَعروفِ الآنَ ، وهُوَ مَشهَدٌ مُعَظَّمٌ يُزارُ ، وإلى جانِبِهِ مَسجِدٌ عَظيمٌ رَأَيتُهُ في سَنَةِ إحدى وعِشرينَ بَعدَ الثَّلاثِمِئَةٍ وألفٍ ، وَالمِصرِيّونَ يَتَوافَدونَ إلى زِيارَتِهِ أفواجا رِجالاً ونِساءً ، ويَدعونَ ويَتَضَرَّعونَ عِندَهُ . وأخْذُ العَلَوِيّينَ لِذلِكَ الرَّأسِ مِن عَسقَلانَ ودَفنُهُ بِمِصرَ كَأَنَّهُ لا رَيبَ فيهِ ، لكِنَّ الشَّأنَ في كَونِهِ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام . ۱

۲۲۴۵.البداية والنهاية :اِدَّعَتِ الطّائِفَةُ المُسَمَّونَ بِالفاطِمِيّينَ ـ الَّذينَ مَلَكُوا الدِّيارَ المِصرِيَّةَ قَبلَ سَنَةِ أربَعِمِئَةٍ إلى ما بَعدَ سَنَةِ سِتّينَ وسِتِّمِئَةٍ ـ أنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام وَصَلَ إلَى الدِّيارِ المِصرِيَّةِ ، ودَفَنوهُ بِها ، وبَنَوا عَلَيهِ المَشهَدَ المَشهورَ بِهِ بِمِصرَ ، الَّذي يُقالُ لَهُ تاجُ الحُسَينِ ، بَعدَ سَنَةِ خَمسِمِئَةٍ .
وقَد نَصَّ غَيرُ واحِدٍ مِن أئِمَّةِ أهلِ العِلمِ عَلى أنَّهُ لا أصلَ لِذلِكَ ، وإنَّما أرادوا أن يُرَوِّجوا بِذلِكَ بُطلانَ مَا ادَّعَوهُ مِنَ النَّسَبِ الشَّريفِ ، وهُم في ذلِكَ كَذَبَةٌ خَوَنَةٌ ، وقَد نَصَّ عَلى ذلِكَ القاضِي الباقِلّانِيُّ وغَيرُ واحِدٍ مِن أئِمَّةِ العُلَماءِ في دَولَتِهِم في حُدودِ سَنَةِ أربَعِمِئَةٍ ، ۲ كَما سَنُبَيِّنُ ذلِكَ كُلَّهُ إذَا انتَهَينا إلَيهِ في مَواضِعِهِ إن شاءَ اللّه ُ تَعالى .
قُلتُ : وَالنّاسُ أكثَرُهُم يُرَوَّجُ عَلَيهِم مِثلُ هذا ، فَإِنَّهُم جاؤوا بِرَأسٍ ، فَوَضَعوهُ في مَكانِ هذَا المَسجِدِ المَذكورِ ، وقالوا : هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَراجَ ذلِكَ عَلَيهِم ، وَاعتَقَدوا ذلِكَ ، وَاللّه ُ أَعلَمُ . ۳

1.لواعج الأشجان : ص ۱۹۱ .

2.جدير بالذكر أنّ أوّل ردود فعل العبّاسيّين على ظهور الحكومة الفاطمية في مصر، كان إنكار نَسَب الفاطمية لهم، وقام الفقهاء والمؤرّخون المقرّبون من العبّاسيّين (من قبيل ابن كثير مؤلّف البداية والنهاية) باختيارٍ أو إكراه، وبتحقيق أو بغير تحقيق؛ بالترويج لوجهة النظر هذه.

3.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۰۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
118

4 / 12 ـ 5

مِصرُ

۲۲۴۱.معجم البلدان :بِالقاهِرَةِ مَشهَدٌ بِهِ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، نُقِلَ إلَيها مِن عَسقَلانَ ۱ لَمّا أخَذَ الفِرنَجُ عَسقَلانَ ، وهُوَ خَلفَ دارِ المَملَكَةِ يُزارُ . ۲

۲۲۴۲.مثير الأحزان :حَدَّثَني جَماعَةٌ مِن أهلِ مِصرَ أنَّ مَشهَدَ الرَّأسِ عِندَهُم يُسَمّونَهُ «مَشهَدَ الكَريمِ» ، عَلَيهِ مِنَ الذَّهَبِ شَيءٌ كَثيرٌ ، يَقصِدونَهُ فِي المَواسِمِ ويَزورونَهُ ، ويَزعُمونَ أنَّهُ مَدفونٌ هُناكَ . ۳

۲۲۴۳.سيرة الأئمّة الاثني عشر :مِمَّن رَجَّحَ دَفنَهُ في دِمَشقَ ابنُ أبِي الدّينارِ البَلاذُرِيُّ في تاريخِهِ ، وَالواقِدِيُّ أيضا ، وهؤُلاءِ بَينَ مَن ذَهَبَ إلى أنَّهُ مَدفونٌ بِبابِ الفَراديسِ ، وبَينَ مَن ذَهَبَ إلى أنَّ يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ دَفَنَهُ في قَبرِ أبيهِ ، وبَينَ مَن ذَهَبَ إلى أنَّهُ دُفِنَ فِي المَسجِدِ ، وقيلَ في سُوَرِ البَلَدِ ، وبَعدَ ذلِكَ نُقِلَ مِن دِمَشقَ إلى عَسقَلانَ بِواسِطَةِ الفاطِمِيّينَ ، وبَقِيَ بِها إلَى القَرنِ الخامِسِ الهِجرِيِّ .
ومِمَّن ذَهَبَ إلى ذلِكَ عُثمانُ مَدوخ في كِتابِهِ «العَدلُ الشّاهِدُ في تَحقيقِ المَشاهِدِ» ، فَقَد قالَ في كِتابِهِ ـ بَعدَ أن عَرَضَ هذِهِ المَراحِلَ ـ : وَالدَّليلُ عَلى ذلِكَ أنَّ بَعضَ العُلَماءِ عَمَدَ إلى مَكانٍ قَديمٍ قَريبٍ مِن بابِ الفَراديسِ ، وشَرَعَ في هَدمِهِ ؛ لِيَجعَلَهُ خِزانَةً لِحِفظِ الكُتُبِ ، فَعَثَرَ عَلى طاقٍ فِي الجِدارِ مُحكَمِ السَّدِّ بِحَجَرِ كَبيرٍ ، مَكتوبٌ عَلَيهِ بِالنَّقشِ فِي الحَجَرِ ، ما فَهِموا مِنهُ أنَّ هذا مَشهَدُ رَأسِ الحُسَينِ السِّبطِ عليه السلام ، فَرَفَعوا ذلِكَ إلى والِي الشّامِ ، فَذَهَبَ ورَأى ذلِكَ بِنَفسِهِ ، وأمَرَهُم أن لا يُحدِثوا فِي المَكانِ شَيئا ، ثُمَّ رَفَعَ الأَمرَ إلَى السُّلطانِ عَبدِ المَجيدِ خان بنِ السُّلطانِ محمود خان ، فَأَمَرَ بِكَشفِ ذلِكَ المَكانِ بِحُضورِ جُمهورٍ مِنَ العُلَماءِ وَالاُمَراءِ ووُجوهِ النّاسِ ، وكَشَفُوا الحَجَرَ الَّذي عَلَيهِ الكِتابَةُ ، فَوَجَدوا فَجوَةً خالِيَةً لَيسَ فيها شَيءٌ ، وبَعدَ أن رَآهَا الحاضِرونَ أمَرَ بِسَدِّها كَما كانَت ، ورَفَعَ ذلِكَ إلَى السُّلطانِ عَبدِ المَجيدِ ، فَأَمَرَ بِصُنعِ طَوقٍ مِنَ الفِضَّةِ حَولَ الحَجَرِ .
ومَضَى المُؤَلِّفُ يَقولُ : وكُنتُ أعلَمُ مِقدارَ وَزنِهِ ، وأظُنُّهُ سَبعَةَ آلافِ دِرهَمٍ ، وَاستَطرَدَ يَقولُ : إنَّ هذِهِ الأَمارَةَ تَدُلُّ عَلى أنَّ هذَا الرَّأسَ دُفِنَ بِدِمَشقَ ، وبَعدَها بِنَحوِ مِئَةِ عامٍ ظَهَرَ مَشهَدُ عَسقَلانَ ، وَانتُقِلَ مِن عَسقَلانَ إلَى القاهِرَةِ بِواسِطَةِ المَلِكِ الصّالِحِ طَلائِعَ ۴ في نِصفِ القَرنِ السّادِسِ . ۵

1.عَسْقَلان : هي مدينة بالشام من أعمال فلسطين على ساحل البحر بين غزّة وبيت جبرين (معجم البلدان : ج ۴ ص ۱۲۲) وراجع : الخريطة رقم ۵ في آخر هذا المجلّد .

2.معجم البلدان : ج ۵ ص ۱۴۲ .

3.مثير الأحزان : ص ۱۰۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۴ .

4.طلائع بن رُزَّيك (ت ۵۵۶ ه)، الملقّب ب «المَلك الصالح»، كان وزيرا للفاطميّين في مصر، وكان على مذهب الإمامية (الأعلام للزِّركلي: ج ۲ ص ۴۴۹).

5.سيرة الأئمّة الاثني عشر : ج ۲ ص ۸۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 206942
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي