129
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

5 / 3

إسلامُ رَجُلٍ يَهودِيٍّ

۲۲۵۵.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :إنَّ رَأسَ الحُسَينِ عليه السلام لَمّا حُمِلَ إلَى الشّامِ جَنَّ عَلَيهِمُ اللَّيلُ ، فَنَزَلوا عِندَ رَجُلٍ مِنَ اليَهودِ ، فَلَمّا شَرِبوا وسَكِروا ، قالوا لَهُ : عِندَنا رَأسُ الحُسَينِ .
فَقالَ لَهُم : أروني إيّاهُ ، فَأَرَوهُ إيّاهُ بِصُندوقٍ يَسطَعُ مِنهُ النّورُ إلَى السَّماءِ ، فَعَجِبَ اليَهودِيُّ ، وَاستَودَعَهُ مِنهُم ، فَأَودَعوهُ عِندَهُ .
فَقالَ اليَهودِيُّ لِلرَّأسِ وقَد رَآهُ بِذلِكَ الحالِ : اِشفَع لي عِندَ جَدِّكَ . فَأَنطَقَ اللّه ُ الرَّأسَ ، وقالَ : إنَّما شَفاعَتي لِلمُحَمَّدِيّينَ ولَستَ بِمُحَمَّدِيٍّ ، فَجَمَعَ اليَهودِيُّ أقرِباءَهُ ، ثُمَّ أخَذَ الرَّأسَ ووَضَعَهُ في طَستٍ ، وصَبَّ عَلَيهِ ماءَ الوَردِ ، وطَرَحَ فيهِ الكافورَ وَالمِسكَ وَالعَنبَرَ .
ثُمَّ قالَ لِأَولادِهِ وأقرِبائِهِ : هذا رَأسُ ابنِ بِنتِ مُحَمَّدٍ ، ثُمَّ قالَ : وا لَهفاه ! لَم أجِد جَدَّكَ مُحَمَّدا فَاُسلِمَ عَلى يَدَيهِ ، ثُمَّ وا لَهفاه لَم أجِدكَ حَيّا فَاُسلِمَ عَلى يَدَيكَ واُقاتِلَ دونَكَ ، فَلَو أسلَمتُ الآنَ أتَشفَعُ لي يَومَ القِيامَةِ ؟
فَأَنطَقَ اللّه ُ الرَّأسَ ، فَقالَ بِلِسانٍ فَصيحٍ : إن أسلَمتَ فَأَنَا لَكَ شَفيعٌ . قالَها ثَلاثَ مَرّاتٍ وسَكَتَ ؛ فَأَسلَمَ الرَّجُلُ وأقرِباؤُهُ . ۱

1.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۰۲ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۷۲ ح ۲۰ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
128

۲۲۵۴.المناقب لابن شهر آشوب :لَمّا جاؤوا بِرَأسِ الحُسَينِ عليه السلام ونَزَلوا مَنزِلاً يُقالُ لَهُ قِنَّسرينَ ، ۱ اطَّلَعَ راهِبٌ مِن صَومَعَتِهِ ۲ إلَى الرَّأسِ ، فَرَأى نورا ساطِعا يَخرُجُ مِن فيهِ ، ويَصعَدُ إلَى السَّماءِ ، فَأَتاهُم بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ ، وأخَذَ الرَّأسَ ، وأدخَلَهُ صَومَعَتَهُ ، فَسَمِعَ صَوتا ولَم يَرَ شَخصا ، قالَ : طوبى لَكَ ، وطوبى لِمَن عَرَفَ حُرمَتَهُ ، فَرَفَعَ الرّاهِبُ رَأسَهُ ، وقالَ : يا رَبِّ ، بِحَقِّ عيسى تَأمُرُ هذَا الرَّأسَ بِالتَّكَلُّمِ مَعي .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، وقالَ : يا راهِبُ ، أيَّ شَيءٍ تُريدُ ؟ قالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : أنَا ابنُ مُحَمَّدٍ المُصطَفى ، وأنَا ابنُ عَلِيٍّ المُرتَضى ، وأنَا ابنُ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وأنَا المَقتولُ بِكَربَلاءَ ، أنَا المَظلومُ ، أنَا العَطشانُ ، فَسَكَتَ .
فَوَضَعَ الرّاهِبُ وَجهَهُ عَلى وَجهِهِ ، فَقالَ : لا أرفَعُ وَجهي عَن وَجهِكَ حَتّى تَقولَ : أنَا شَفيعُكَ يَومَ القِيامَةِ .
فَتَكَلَّمَ الرَّأسُ ، فَقالَ : اِرجِع إلى دينِ جَدّي مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ الرّاهِبُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّه ِ ، فَقَبِلَ لَهُ الشَّفاعَةَ .
فَلَمّا أصبَحوا أخَذوا مِنهُ الرَّأسَ وَالدَّراهِمَ ، فَلَمّا بَلَغُوا الوادِيَ نَظَرُوا الدَّراهِمَ قَد صارَت حِجارَةً . ۳

1.كانت قِنَّسْرين مدينة [في الشام] بينها وبين حلب مرحلة من جهة حمص بقرب العواصم ، وما زالت عامرةً آهلة إلى أن كانت سنة ۳۵۱ هـ . ق وغلبت الروم على مدينة حلب وقتلت جميع ما كان بربضها ، فخاف أهل قنّسرين ، وتفرّقوا في البلاد (معجم البلدان : ج ۴ ص ۴۰۴) و راجع : الخريطة رقم ۵ في آخر هذا المجلّد .

2.الصَّومَعَةُ : بيت للنصارى ومَنار للراهب (تاج العروس : ج ۱۱ ص ۲۸۱ «صمع») .

3.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۰ نقلاً عن النطنزي في الخصائص ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۰۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 178605
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي