153
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

6 / 7

خُطبَةُ الإِمامِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام في أهلِ الكوفَةِ

۲۲۸۱.الملهوف :إنَّ زَينَ العابِدينَ عليه السلام أومَأَ إلَى النّاسِ أنِ اسكُتوا ، فَسَكَتوا ، فَقامَ قائِما ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، وذَكَرَ النَّبِيَّ بِما هُوَ أهلُهُ فَصَلّى عَلَيهِ ، ثُمَّ قالَ :
أيُّهَا النّاسُ ! مَن عَرَفَني فَقَد عَرَفَني ، ومَن لَم يَعرِفني فَأَنَا اُعَرِّفُهُ بِنَفسي : أنَا عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، أنَا ابنُ المَذبوحِ بِشَطِّ الفُراتِ مِن غَيرِ ذَحلٍ ولا تِراتٍ ، أنَا ابنُ مَنِ انتُهِكَ حَريمُهُ وسُلِبَ نَعيمُهُ وَانتُهِبَ مالُهُ وسُبِيَ عِيالُهُ ، أنَا ابنُ مَن قُتِلَ صَبرا وكَفى بِذلِكَ فَخرا .
أيُّهَا النّاسُ ! ناشَدتُكُمُ اللّه َ ، هَل تَعلَمونَ أنَّكُم كَتَبتُم إلى أبي وخَدَعتُموهُ ، وأعطَيتُموهُ مِن أنفُسِكُمُ العَهدَ وَالميثاقَ وَالبَيعَةَ وقاتَلتُموهُ وخَذَلتُموهُ ؟ ! فَتَبّا لِما قَدَّمتُم لِأَنفُسِكُم وسوءا لِرَأيِكُم ، بِأَيَّةِ عَينٍ تَنظُرونَ إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إذ يَقولُ لَكُم : قَتَلتُم عِترَتي وَانتَهَكتُم حُرمَتي فَلَستُم مِن اُمَّتي ؟ !
قالَ الرّاوي : فَارتَفَعَت أصواتُ النّاسِ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، ويَقولُ بَعضُهُم لِبَعضٍ : هَلَكتُم وما تَعلَمونَ .
فَقالَ عليه السلام : رَحِمَ اللّه ُ امرَأً قَبِلَ نَصيحَتي وحَفِظَ وَصِيَّتي فِي اللّه ِ وفي رَسولِهِ وأهلِ بَيتِهِ ، فَإِنَّ لَنا في رَسولِ اللّه ِ اُسوَةً حَسَنَةً .
فَقالوا بِأَجمَعِهِم : نَحنُ كُلُّنا يَابنَ رَسولِ اللّه ِ سامِعونَ مُطيعونَ ، حافِظونَ لِذِمامِكَ ۱ غَيرَ زاهِدينَ فيكَ ولا راغِبينَ عَنكَ ، فَأمُرنا بِأَمرِكَ يَرحَمُكَ اللّه ُ ، فَإِنّا حَربٌ لِحَربِكَ وسِلمٌ لِسِلمِكَ ، لَنَأخُذَنَّ يَزيدَ ونَبرَأُ مِمَّن ظَلَمَكَ وظَلَمَنا .
فَقالَ عليه السلام : هَيهاتَ هَيهاتَ ! أيُّهَا الغَدَرَةُ المَكَرَةُ ، حيلَ بَينَكُم وبَينَ شَهَواتِ أنفُسِكُم ، أتُريدونَ أن تَأتوا إلَيَّ كَما أتَيتُم إلى أبي مِن قَبلُ ؟ ! كَلّا ورَبِّ الرّاقِصاتِ ، فَإِنَّ الجُرحَ لَمّا يَندَمِل ، قُتِلَ أبي صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ بِالأَمسِ وأهلُ بَيتِهِ مَعَهُ ، ولَم يُنسِني ثُكلَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وثُكلَ أبي وبَني أبي ، ووَجدُهُ بَينَ لَهَواتي ، ومَرارَتُهُ بَينَ حَناجِري وحَلقي ، وغُصَصُهُ تَجري في فِراشِ صَدري ، ومَسأَلَتي أن لا تَكونوا لَنا ولا عَلَينا .
ثُمَّ قالَ :
لا غَروَ إن قُتِلَ الحُسَينُ وشَيخُهُقَد كانَ خَيرا مِن حُسَينٍ وأكرَما
فَلا تَفرَحوا يا أهلَ كوفانَ بِالَّذيأصابَ حُسَينا كانَ ذلِكَ أعظَما
قَتيلٌ بِشَطِّ النَّهرِ روحي فِداؤُهُجَزاءُ الَّذي أرداهُ نارُ جَهَنَّما
ثُمَّ قالَ عليه السلام : رَضينا مِنكُم رَأسا بِرَأسٍ ، فَلا يَومَ لَنا ولا عَلَينا . ۲

1.الذِّمَّةُ والذِّمامُ : وهما بمعنى العهد ، والأمانُ ، والضمانُ ، والحُرمة والحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۱۶۸ «ذمم») .

2.الملهوف : ص ۱۹۹ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۱۷ ح ۱۷۱ عن حذيم بن شريك الأسدي ، مثير الأحزان : ص ۸۹ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۲ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۱۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
152

6 / 6

خُطبَةُ اُمِّ كُلثومٍ في أهلِ الكوفَةِ ۱

۲۲۸۰.الملهوف عن زيد بن موسى :حَدَّثَني أبي عَن جَدِّي [الصّادِقِ] عليهماالسلام : خَطَبَت اُمُّ كُلثومٍ ابنَةُ عَلِيٍّ عليه السلام في ذلِكَ اليَومِ مِن وَراءِ كِلَّتِها ، رافِعَةً صَوتَها بِالبُكاءِ ، فَقالَت :
يا أهلَ الكوفَةِ ، سوءا لَكُم ، ما لَكُم خَذَلتُم حُسَينا وقَتَلتُموهُ ، وَانتَهَبتُم أموالَهُ ووَرِثتُموهُ ، وسَبَيتُم نِساءَهُ ونَكَبتُموهُ ؟ ! فَتَبّا لَكُم وسُحقا .
وَيلَكُم ، أتَدرونَ أيُّ دَواهٍ دَهَتكُم ؟ وأيَّ وِزرٍ عَلى ظُهورِكُم حَمَلتُم ؟ وأيَّ دِماءٍ سَفَكتُموها ؟ وأيَّ كَريمَةٍ اهتَضَمتُموها ۲ ؟ وأيَّ صِبيَةٍ سَلَبتُموها ؟ وأيَّ أموالٍ نَهبَتُموها ؟ قَتَلتُم خَيرَ رِجالاتٍ بَعدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ونُزِعَتِ الرَّحمَةُ مِن قُلوبِكُم ، ألا إنَّ حِزبَ اللّه ِ هُمُ الغالِبونَ ، وحِزبَ الشَّيطانِ هُمُ الخاسِرونَ .
ثُمَّ قالَت :
قَتَلتُم أخي صَبرا فَوَيلٌ لِاُمِّكُمُسَتُجزَونَ نارا حَرُّها يَتَوَقَّدُ
سَفَكتُم دِماءً حَرَّمَ اللّه ُ سَفكَهاوحَرَّمَهَا القُرآنُ ثُمَّ مُحَمَّدُ
ألا فَابشِروا بِالنّارِ إنَّكُم غَدالَفي قَعرِ نارٍ حَرُّها يَتَصَعَّدُ
وإنّي لَأَبكي في حَياتي عَلى أخيعَلى خَيرِ مَن بَعدَ النَّبِيِّ سَيولَدُ
بِدَمعٍ غَزيرٍ مُستَهَلٍّ مُكَفكَفٍعَلَى الخَدِّ مِنّي دائِبٌ لَيسَ يُحمَدُ۳
قالَ الرّاوي : فَضَجَّ النّاسُ بِالبُكاءِ وَالنَّحيبِ وَالنَّوحِ ، ونَشَرَ النِّساءُ شُعورَهُنَّ ، وحَثَينَ التُّرابَ عَلى رُؤوسِهِنَّ ، وخَمَشنَ ۴ وُجوهَهُنَّ ، ولَطَمنَ خُدودَهُنَّ ، ودَعَونَ بِالوَيلِ وَالثُّبورِ ، وبَكَى الرِّجالُ ونَتَفوا لِحاهُم ، فَلَم يُرَ باكِيَةٌ وباكٍ أكثَرَ مِن ذلِكَ اليَومِ . ۵

1.ثمّة غموض يكتنف شخصية امّ كلثوم التي كانت في كربلاء ، وهل أنّها هي نفس السيّدة زينب ، أو أنّها بنت اُخرى للإمام عليّ وفاطمة عليهماالسلام ، أو أنّها من بناته من غير فاطمة عليهاالسلام، آراء اختُلف فيها، راجع : ص ۱۹۱ (كلام حول الأسرى ومن تبقّى بعد واقعة كربلاء / اُمّ كلثوم عليهاالسلام بنت أميرالمؤمنين عليه السلام ) .

2.هضَمَهُ : دفَعَهُ عن موضعه ، وقيل : كسَرَهُ ، وهَضَمَهُ حقّه : نقصه (المصباح المنير : ص ۶۳۸ «هضمه») .

3.في بحار الأنوار : «ذائبا ليس يجمد» بدل «دائب ليس يحمد» .

4.في المصدر : «وخمش» ، والتصويب من بحار الأنوار .

5.الملهوف : ص ۱۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۸۸ نحوه من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 185940
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي