161
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

۲۲۹۴.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم :لَمّا دُخِلَ بِرَأسِ حُسَينٍ عليه السلام وصِبيانِهِ وأخَواتِهِ ونِسائِهِ عَلى عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، لَبِسَت زَينَبُ ابنَةُ فاطِمَةَ عليهاالسلام أرذَلَ ثِيابِها ، وتَنَكَّرَت ، وحَفَّت بِها إماؤُها ، فَلَمّا دَخَلَت جَلَسَت ، فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ : مَن هذِهِ الجالِسَةُ ؟ فَلَم تُكَلِّمهُ ، فَقالَ ذلِكَ ثَلاثا ، كُلَّ ذلِكَ لا تُكَلِّمُهُ ، فَقالَ بَعضُ إمائِها : هذِهِ زَينَبُ ابنَةُ فاطِمَةَ عليهاالسلام .
قالَ : فَقالَ لَها عُبَيدُ اللّه ِ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي فَضَحَكُم وقَتَّلَكُم وأكذَبَ اُحدوثَتَكُم !
فَقالَت : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي أكرَمَنا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله وطَهَّرَنا تَطهيرا ، لا كَما تَقولُ أنتَ ، إنَّما يَفتَضِحُ الفاسِقُ ، ويُكَذَّبُ الفاجِرُ .
قالَ : فَكَيفَ رَأَيتِ صُنعَ اللّه ِ بِأَهلِ بَيتِكِ ؟
قالَت : كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ ، فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهِم ، وسَيَجمَعُ اللّه ُ بَينَكَ وبَينَهُم ، فَتَحاجّونَ إلَيهِ ، وتَخاصَمونَ عِندَهُ .
قالَ : فَغَضِبَ ابنُ زِيادٍ وَاستَشاطَ ، قالَ : فَقالَ لَهُ عَمرُو بنُ حُرَيثٍ : أصلَحَ اللّه ُ الأَميرَ ! إنَّما هِيَ امرَأَةٌ ، وهَل تُؤاخَذُ المَرأَةُ بِشَيءٍ مِن مَنطِقِها ؟ إنَّها لا تُؤاخَذُ بِقَولٍ ، ولا تُلامُ عَلى خَطَلٍ . ۱
فَقالَ لَهَا ابنُ زِيادٍ : قَد أشفَى اللّه ُ نَفسي مِن طاغِيَتِكِ ، وَالعُصاةِ المَرَدَةِ مِن أهلِ بَيتِكِ .
قالَ : فَبَكَت ، ثُمَّ قالَت : لَعَمري لَقَد قَتَلتَ كَهلي ، وأبَرتَ ۲ أهلي ، وقَطَّعتَ فَرعي ، وَاجتَثَثتَ أصلي ، فَإِن يَشفِكَ هذا فَقَدِ اشتَفَيتَ .
فَقالَ لَها عُبَيدُ اللّه ِ : هذِهِ شَجاعَةٌ ۳ ، قَد لَعَمري كانَ أبوكَ شاعِرا شُجاعا .
قالَت : ما لِلمَرأَةِ وَالشَّجاعَةَ ! إنَّ لي عَنِ الشَّجاعَةِ لَشُغُلاً ، ولكِنَّ نَفثي ۴ ما أقولُ . ۵

1.الخَطَلُ : المنطق الفاسد (النهاية : ج ۲ ص ۵۰ «خطل») .

2.أبَرَ القَومَ : أهْلَكَهُم (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۶۱ «أبر») .

3.في الإرشاد وإعلام الورى وكشف الغمّة : «سجاعة» بدل «شجاعة» في هذا المورد وما بعده ، والظاهر أنّه الصواب، ويؤيّده السّياق والنقل التالي له . قال الفيّومي : سَجَعَ الرجل كلامه : نظمه إذ جعل لكلامه فواصل كقوافي الشعر ولم يكن موزونا (المصباح المنير : ص ۲۶۷ «سجع») .

4.نَفَثَ في رُوْعي : أي أوحى وألقى (النهاية : ج ۵ ص ۸۸ «نفث») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۵۷ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۷۴ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۳ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۵ كلّها نحوه وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۵۸ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
160

۲۲۹۱.صحيح البخاري عن محمد عن أنس بن مالك :اُتِيَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ زِيادٍ بِرَأسِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَجُعِلَ في طَستٍ ، فَجَعَلَ يَنكُتُ ، وقالَ في حُسنِهِ شَيئا .
فَقالَ أنَسٌ : كانَ أشبَهَهُم بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وكانَ مَخضوبا بِالوَسمَةِ ۱ . ۲

۲۲۹۲.سنن الترمذي عن أنس بن مالك :كُنتُ عِندَ ابنِ زِيادٍ فَجيءَ بِرَأسِ الحُسَينِ ، فَجَعَلَ يَقولُ ۳ بِقَضيبٍ لَهُ في أنفِهِ ويَقولُ : ما رَأَيتُ مِثلَ هذا حُسنا .
قالَ : قُلتُ : أما إنَّهُ كان مِن أشبَهِهِم بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله . ۴

6 / 10

مُواجَهَةُ ابنِ زِيادٍ وزَينَبَ عليهاالسلام

۲۲۹۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :قُدِمَ بِهِم [أيِ الأَسرى] عَلى عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، فَقالَ عُبَيدُ اللّه ِ : مَن هذِهِ ؟
فَقالوا : زَينَبُ بِنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ! فَقالَ : فَكَيفَ رَأَيتَ اللّه َ صَنَعَ بِأَهلِ بَيتِكَ ؟
قالَت : كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ فَبَرَزوا إلى مَضاجِعِهِم ، وسَيَجمَعُ اللّه ُ بَينَنا وبَينَكَ وبَينَهُم .
قالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي قَتَلَكُم وأكذَبَ حَديثَكُم .
قالَت : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي أكرَمَنا بِمُحَمَّدٍ وطَهَّرَنا تَطهيرا . ۵

1.الوَسِمَة : هي ـ بكسر السين وقد تُسَكَّن ـ ، نبت ، وقيل : شجر باليمن يُخضَبُ بورقه الشَّعر ، أسوَد (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۵ «وسم») .

2.صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۳۷۰ الرقم ۳۵۳۸ ، مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۵۲۰ الرقم ۱۳۷۵۰ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۶ عن محمّد بن سيرين عن أنس ، الردّ على المتعصّب العنيد : ص ۴۱ عن محمّد بن سيرين ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۰ ؛ العمدة : ص ۳۹۶ الرقم ۷۹۸ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۳ .

3.العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال وتطلقه على غير الكلام واللسان ، فتقول: قال بيده (النهاية : ج ۴ ص ۱۲۴ «قول») .

4.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۵۹ الرقم ۳۷۷۸ ، المعجم الكبير : ج ۳ ص ۱۲۵ الرقم ۲۸۷۹ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۲۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۵ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۷۳ الرقم ۳۷۷۱۸ نقلاً عن أبي نعيم ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۹۳ ، الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۳ نحوه .

5.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۸۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 178623
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي