۲۳۴۱.قرب الإسناد عن عبد اللّه بن ميمون عن جعفر بن محمد عن أبيه [الباقر] عليهماالسلام :لَمّا قُدِمَ عَلى يَزيدَ بِذَرارِيِّ الحُسَينِ ، اُدخِلَ بِهِنَّ نَهارا مَكشوفاتٍ وُجوهُهُنَّ ، فَقالَ أهلُ الشَّامِ الجُفاةُ : ما رَأَينا سَبيا أحسَنَ مِن هؤُلاءِ ، فَمَن أنتُم ؟
فَقالَت سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ : نَحنُ سَبايا آلِ مُحَمَّدٍ . ۱
۲۳۴۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن زيد عن أبيه [زين العابدين] عليه السلام :إنَّ سَهلَ بنَ سَعدٍ ۲ قال : خَرَجتُ إلى بَيتِ المَقدِسِ حَتّى تَوَسَّطتُ الشّامَ ، فَإِذا أنَا بِمَدينَةٍ مُطَّرِدَةِ الأَنهارِ كَثيرَةِ الأَشجارِ ، قَد عَلَّقُوا السُّتورَ وَالحُجُبَ وَالدّيباجَ ۳ ، وهُم فَرِحونَ مُستَبشِرونَ ، وعِندَهُم نِساءٌ يَلعَبنَ بِالدُّفوفِ وَالطُّبولِ ، فَقُلتُ في نَفسي : لَعَلِّ لِأَهلِ الشّامِ عيدا لا نَعرِفُهُ نَحنُ ، فَرَأَيتُ قَوما يَتَحَدَّثونَ ، فَقُلتُ : يا هؤُلاءِ ! ألَكُم بِالشّامِ عيدٌ لا نَعرِفُهُ نَحنُ ؟ !
قالوا : يا شَيخُ! نَراكَ غَريبا .
فَقُلتُ : أنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ ، قَد رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وحَمَلتُ حَديثَهُ .
فَقالوا : يا سَهلُ! ما أعجَبَكَ السَّماءُ لا تَمطُرُ دَما ! وَالأَرضُ لا تَخسِفُ بِأَهلِها ! قُلتُ : ولِمَ ذاكَ ؟ فَقالوا هذا رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام عِترَةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، يُهدى مِن أرضِ العِراقِ إلَى الشّامِ ، وسَيَأتِي الآنَ .
قُلتُ : وا عَجَباه ! يُهدى رَأسُ الحُسَينِ عليه السلام وَالنّاسُ يَفرَحونَ ؟ ! فَمِن أيِّ بابٍ يُدخَلُ ؟ فَأَشاروا إلى بابٍ يُقالُ لَهُ : بابُ السّاعاتِ ، فَسِرتُ نَحوَ البابِ ، فَبَينَما أنَا هُنالِكَ ، إذ جاءَتِ الرّاياتُ يَتلو بَعضُها بَعضا ، وإذا أنَا بِفارِسٍ بِيَدِهِ رُمحٌ مَنزوعُ السِّنانِ ، وعَلَيهِ رَأسُ مَن أشبَهُ النّاسِ وَجها بِرَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وإذا بِنِسوَةٍ مِن وَرائِهِ عَلى جِمالٍ بِغَيرِ وِطاءٍ .
فَدَنَوتُ مِن إحداهُنَّ فَقُلتُ لَها : يا جارِيَةُ مَن أنتِ ؟
فَقالَت : سُكَينَةُ بِنتُ الحُسَينِ .
فَقُلتُ لَها : ألَكِ حاجَةٌ إلَيَّ ؟ فَأَنَا سَهلُ بنُ سَعدٍ مِمَّن رَآى جَدَّكِ وسَمِعَ حَديثَهُ .
قالَت : يا سَهلُ ! قُل لِصاحِبِ الرَّأسِ أن يَتَقَدَّمَ بِالرَّأسِ أمامَنا ، حَتّى يَشتَغِلَ النّاسُ بِالنَّظَرِ إلَيهِ فَلا يَنظُرونَ إلَينا ، فَنَحنُ حَرَمُ رَسولِ اللّه ِ .
قالَ : فَدَنَوتُ مِن صاحِبِ الرَّأسِ وقُلتُ لَهُ : هَل لَكَ أن تَقضِيَ حاجَتي وتَأخُذَ مِنّي أربَعَمِئَةِ دينارٍ ؟ ! قالَ : وما هِيَ ؟ قُلتُ : تَقَدَّم بِالرَّأسِ أمامَ الحَرَمِ . فَفَعَلَ ذلِكَ وَدَفعتُ لَهُ ما وَعَدتُهُ . ۴
1.قرب الإسناد : ص ۲۶ ح ۸۸ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۳۰ ح ۲۴۲ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۰ كلاهما من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۵۵ و ص ۱۶۹ ح ۱۵ .
2.سهل بن سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة الأنصاري الساعدي، أبو العبّاس الأنصاري المدنيّ، و قيل أبو يحيى ، كان من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأمير المومنين عليه السلام ، كان اسمه حزنا فغيّره النبيّ صلى الله عليه و آله . وكان ممّن شهد لعليّ بحديث الغدير في سبعة عشر رجلاً. استشهده الحسين ـ في خطبته يوم عاشوراء ـ في جماعة على حديث النبيّ صلى الله عليه و آله أنّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة. عمّر سهل حتّى أدرك الحجّاج وامتحن به في سنة (۷۴ ه) ، وكان ممّن ختمه الحجّاج في عنقه؛ ليذلّهم كيلا يسمع الناس من رأيهم. توفّي سنة ثمان وثمانين وهو ابن ستّ وتسعين أو إحدى وتسعين أو مئة سنة. يقال : إنّه آخر من توفّي من الصحابة في المدينة (راجع:التاريخ الكبير: ج ۴ ص ۹۷ وأنساب الأشراف: ج ۱ ص ۲۸۹ واُسد الغابة: ج ۲ ص ۵۷۵والإصابة: ج ۳ ص ۱۶۷ والأخبار الطوال : ص ۳۲۸ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي:ج ۲ ص ۶۰ و رجال الطوسي: ص ۴۰ وص۶۶ وقاموس الرجال: ج ۵ ص ۳۶۲) .
3.الديباجُ : الثياب المُتَّخَذة من الإبريسَم (النهاية : ج ۲ ص ۹۷ «دبج») .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۶۰ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۲۷ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۶۰ .