۲۳۴۸.الاحتجاج عن ديلم بن عمر :كُنتُ بِالشّامِ حَتّى اُتِيَ بِسَبايا آلِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَاُقيموا علَى بابِ المَسجِدِ حَيثُ تُقامُ السَّبايا ، وفيهِم عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَتاهُم شَيخٌ مِن أشياخِ أهلِ الشّامِ ، فَقالَ : الحَمدُ للّه ِِ الَّذي قَتَلَكُم وأهلَكَكُم ، وقَطَعَ قَرنَ الفِتنَةِ . فَلَم يَألُ عَن سَبِّهِم وشَتمِهِم .
فَلَمَّا انقَضى كَلامُهُ ، قالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : إنّي قَد أنصَتُّ لَكَ حَتّى فَرَغتَ مِن مَنطِقِكَ ، وأظهَرتَ ما في نَفسِكَ مِنَ العَداوَةِ وَالبَغضاءِ ، فَأَنصِت لي كَما أنصَتُّ لَكَ .
فَقالَ لَهُ : هاتِ .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أما قَرَأتَ كِتابَ اللّه ِ عز و جل ؟
قالَ : نَعَم .
فَقالَ لَهُ عليه السلام : أما قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ «قُل لَا أَسْئلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى» ؟
قالَ : بَلى .
فَقالَ لَهُ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : فَنَحنُ اُولئِكَ ، فَهَل تَجِدُ لَنا في سورَةِ بَني إسرائيلَ حَقّاً خاصَّةً دونَ المُسلِمينَ ؟
فَقالَ : لا .
فَقالَ عليه السلام : أما قَرَأتَ هذِهِ الايَةَ : «وَ ءَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ» ؟
قالَ : نَعَم .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَنَحنُ اُولئِكَ الَّذينَ أمَرَ اللّه ُ عز و جل نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله أن يُؤتِيَهُم حَقَّهُم .
فَقالَ الشّامِيُّ : إنَّكُم لَأَنتُم هُم ؟!
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ عليه السلام : نَعَم نَحنُ هُم ، فَهَل قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى» ؟
فَقالَ لَهُ الشّامِيُّ : بَلى .
فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَنَحنُ ذُو القُربى ، فَهَل تَجِدُ لَنا في سورَةِ الأَحزابِ حَقّا خاصَّةً دونَ المُسلِمينَ ؟
فَقالَ : لا .
فَقالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام : أما قَرَأتَ هذِهِ الآيَةَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » ؟
قالَ : فَرَفَعَ الشّامِيُّ يَدَهُ إلَى السَّماءِ ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنّي أتوبُ إلَيكَ ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ اللّهُمَّ إنّي أتوبُ إلَيكَ مِن عَداوَةِ آلِ مُحَمَّدٍ ، وأبرَأُ إلَيكَ مِمَّن قَتَلَ أهلَ بَيتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ولَقَد قَرَأتُ القُرآنَ مُنذُ دَهرٍ فَما شَعَرتُ بِهذا قَبلَ اليَومِ . ۱