۲۳۷۹.المناقب لابن شهرآشوب :قالَ الطَّبَرِيُّ وَالبَلاذُرِيُّ وَالكوفِيُّ : لَمّا وُضِعَتِ الرُّؤوسُ بَينَ يَدَي يَزيدَ ، جَعَلَ يَضرِبُ بِقَضيبِهِ عَلى ثَنِيَّتِهِ ، ثُمَّ قالَ : يَومٌ بِيَومِ بَدرٍ ... .
قالَ أبو بَرزَةَ : اِرفَع قَضيبَكَ يا فاسِقُ ، فَوَاللّه ِ رَأَيتُ شَفَتَي رَسولِ اللّه ِ مَكانَ قَضيبِكَ يُقَبِّلُهُ ! فَرَفَعَ وهُوَ يَتَدَمَّرُ مُغضَبا عَلَى الرَّجُلِ . ۱
7 / 8
المُشادَّةُ بَينَ زَينَبَ عليها السلام ويَزيدَ
۲۳۸۰.الإرشاد عن فاطمة بنت الحُسَينِ :لَمّا جَلَسنا بَينَ يَدَي يَزيدَ رَقَّ لَنا ، فَقامَ إلَيهِ رَجُلٌ مِن أهلِ الشّامِ أحمَرُ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ، هَب لي هذِهِ الجارِيَةَ ـ يَعنيني ـ وكُنتُ جارِيَةً وَضيئَةً ، فَاُرعِدتُ وظَنَنتُ أنَّ ذلِكَ جائِزٌ لَهُم ، فَأَخَذتُ بِثِيابِ عَمَّتي زَينَبَ ، وكانَت تَعلَمُ أنَّ ذلِكَ لا يَكونُ .
فَقالَت عَمَّتي لِلشّامِيِّ : كَذَبتَ وَاللّه ِ ولَؤُمتَ ، وَاللّه ِ ما ذلِكَ لَكَ ولا لَهُ .
فَغَضِبَ يَزيدُ وقالَ : كَذَبتِ ، إنَّ ذلِكِ لي ، ولَو شِئتُ أن أفعَلَ لَفَعَلتُ .
قالَت : كَلّا وَاللّه ِ ، ما جَعَلَ اللّه ُ لَكَ ذلِكَ ، إلّا أن تَخرُجَ مِن مِلَّتِنا وتَدينَ بِغَيرِها .
فَاستَطارَ يَزيدُ غَضَبا ، وقالَ : إيّايَ تَستَقبِلينَ بِهذا ؟ ! إنَّما خَرَجَ مِنَ الدّينِ أبوكِ وأخوكِ .
قالَت زَينَبُ : بِدينِ اللّه ِ ودينِ أبي ودينِ أخِي اهتَدَيتَ أنتَ وجَدُّكَ وأبوكَ إن كُنتَ مُسلِما .
قالَ : كَذَبتِ يا عَدُوَّةَ اللّه ِ .
قالَت لَهُ : أنتَ أميرٌ تَشتُمُ ظالِما وتَقهَرُ بِسُلطانِكَ .
فَكَأَنَّهُ استَحيا وسَكَتَ . فَعادَ الشّامِيُّ فَقالَ : هَب لي هذِهِ الجارِيَةَ !
فَقالَ لَهُ يَزيدُ : اُغرُب ، وَهَبَ اللّه ُ لَكَ حَتفا قاضِيا . ۲
1.المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۱۱۴ وراجع : تذكرة الخواصّ : ص ۲۶۲ وقد ذكرت بعض المصادر قضيّة احتجاج أبي برزة على أنّها وقعت بينه وبين عبيداللّه بن زياد في الكوفة ، حيث أورد الشجري في أماليه (ج ۱ ص ۱۹۳) عن أبي العالية البراء : «لمّا قُتل الحُسَينُ بن عليّ عليه السلام اُتي عبيداللّه بن زياد برأسه ، فأرسل إلى أبي برزة ، وكان في أبي برزة بعض العظم ـ كذا قال السيّد وأظنّه بعض القصر ـ قال له عبيداللّه : أيّ محمّديكم هذا الدحداح ؟ قال أبو برزة : إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ، ما كنت أحسب أن أعيش حتّى يعيّرني إنسان بصحبة محمّد صلى الله عليه و آله . قال عبيداللّه : كيف ترى شأني وشأن الحسين يوم القيامة ؟ قال : اللّه أعلم ، وما علمي بذلك ؟ قال : إنّما سألتك عن رأيك ؟ قال : إن سألتني عن رأيي ، فإنّ حسينا يشفع له يوم القيامة أبوه ويشفع لك زياد . قال : اُخرج فلولا ما جعلت لك لضربت عنقك ، حتّى إذا بلغ باب الدار قال : ردّوه ، فقال : لئن لم تغدو عليَّ وتروح لأضربنّ عنقك» (راجع : الحدائق الورديّة : ج ۱ ص ۱۲۳ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۴ وبغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۳۳) .
2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۲۱ ، الأمالي للصدوق : ص ۲۳۱ الرقم ۲۴۲ عن فاطمة بنت عليّ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۱۳۱ ، روضة الواعظين : ص ۲۱۱ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۳۶ ؛ تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۶۱ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۳ ، تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۷۷ والثلاثة الأخيرة عن فاطمة بنت عليّ نحوه .