29
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

۲۰۴۱.الثاقب في المناقب عن الباقر عليه السلام :لَمّا أرادَ الحُسَينُ عليه السلام الخُروجَ إلَى العِراقِ بَعَثَت إلَيهِ اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّه ُ عَنها ـ وهِيَ الَّتي كانَت رَبَّتهُ ، وكانَ أحَبَّ النّاسِ إلَيها ، وكانَت أرَقَّ النّاسِ عَلَيهِ ، وكانَت تُربَةُ الحُسَينِ عليه السلام عِندَها في قارورَةٍ دَفَعَها إلَيها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ـ فَقالَت : يا بُنَيَّ ، أتُريدُ أن تَخرُجَ ؟
فَقالَ لَها : يا اُمَّه ، اُريدُ أن أخرُجَ إلَى العِراقِ .
فَقالَت : إنّي اُذَكِّرُكَ اللّه َ تَعالى أن تَخرُجَ إلَى العِراقِ .
قالَ : ولِمَ ذلِكِ يا اُمَّه ؟
قالَت : سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «يُقتَلُ ابنِيَ الحُسَينُ بِالعِراقِ» ، وعِندي يا بُنَيَّ تُربَتُكَ في قارورَةٍ مَختومَةٍ دَفَعَها إلَيَّ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
فَقال : يا اُمّاه ، وَاللّه ِ ، إنّي لَمَقتولٌ ، وإنّي لا أفِرُّ مِنَ القَدَرِ وَالمَقدورِ ، وَالقَضاءِ المَحتومِ ، وَالأَمرِ الواجِبِ مِنَ اللّه ِ تَعالى .
فَقالَت : وا عَجَباه ! فَأَينَ تَذهَبُ وأنتَ مَقتولٌ ؟
فَقالَ : يا اُمَّه ، إن لَم أذهَبِ اليَومَ ذَهَبتُ غَدا ، وإن لَم أذهَب غَدا لَذَهَبتُ بَعدَ غَدٍ ، وما مِنَ المَوتِ ـ وَاللّه ِ يا اُمَّه ـ بُدٌّ ، وإنّي لَأَعرِفُ اليَومَ وَالمَوضِعَ الَّذي اُقتَلُ فيهِ ، وَالسّاعَةَ الَّتي اُقتَلُ فيها ، وَالحُفرَةَ الَّتي اُدفَنُ فيها ، كَما أعرِفُكِ ، وأنظُرُ إلَيها كَما أنظُرُ إلَيكِ .
قالَت : قَد رَأَيتَها ؟ قالَ : إن أحبَبتِ أن اُرِيَكِ مَضجَعي ومَكاني ومَكانَ أصحابي فَعَلتُ .
فَقالَت : قَد شِئتُها . فَما زادَ أن تَكَلَّمَ بِسمِ اللّه ِ ، فَخَفِضَت لَهُ الأَرضُ حَتّى أراها مَضجَعَهُ ، ومَكانَهُ ومَكانَ أصحابِهِ ، وأعطاها مِن تِلكَ التُّربَةِ ، فَخَلَطَتها مَعَ التُّربَةِ الَّتي كانَت عِندَها ، ثُمَّ خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام ، وقَد قالَ لَها : إنّي مَقتولٌ يَومَ عاشوراءَ .
فَلَمّا كانَت تِلكَ اللَّيلَةُ الَّتي صَبيحَتَها قُتِلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام فيها ، أتاها رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِي المَنامِ أشعَثَ ۱ باكِيا مُغبَرّا . فَقالَت : يا رَسولَ اللّه ِ ، ما لي أراكَ باكِيا مُغبَرّا أشعَثَ ؟
فَقالَ : «دَفَنتُ ابنِيَ الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ السّاعَةَ» .
فَانتَبَهَت اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّه ُ عَنها ، فَصَرَخَت بِأَعلى صَوتِها ، فَقالَت : وَا ابناه ! فَاجتَمَعَ أهلُ المَدينَةِ ، وقالوا لَها : مَا الَّذي دَهاكِ ؟
فَقالَت : قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام . فَقالوا لَها : وما عِلمُكِ بِذلِكِ ؟
قالَت : أتاني فِي المَنامِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله باكِيا أشعَثَ أغبَرَ ، فَأَخبَرَني أنَّهُ دَفَنَ الحُسَينَ وأصحابَهُ السّاعَةَ .
فَقالوا : أضغاثُ أحلامٍ ، قالَت : مَكانَكُم ! فَإِنَّ عِندي تُربَةَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَأَخرَجَت لَهُمُ القارورَةَ ، فَإِذا هِيَ دَمٌ عَبيطٌ . ۲

1.الأشعث : هو المُغبرّ الرأس (الصحاح : ج ۱ ص ۲۸۵ «شعث») .

2.الثاقب في المناقب : ص ۳۳۰ ح ۲۷۲ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
28

۲۰۳۸.سنن الترمذي عن سلمى :دَخَلتُ عَلى اُمِّ سَلمى ۱ وهِيَ تَبكي ، فَقُلتُ : مَا يُبكيكِ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ـ تَعني فِي المَنامِ ـ وعَلى رَأسِهِ ولِحيَتِهِ التُّرابُ .
فَقُلتُ : مالَكَ يا رَسولَ اللّه ِ ؟ قالَ : «شَهِدتُ قَتلَ الحُسَينِ آنِفا» . ۲

۲۰۳۹.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :إنَّ سَلمَى المَدَنِيَّةَ ، قالَت : دَفَعَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله إلى اُمِّ سَلَمَةَ قارورَةً فيها رَملٌ مِنَ الطَّفِّ ، وقالَ لَها : إذا تَحَوَّلَ هذا دَما عَبيطا ۳ فَعِندَ ذلِكَ يُقتَلُ الحُسَينُ .
قالَت سَلمى : فَارتَفَعَت واعِيَةٌ ۴ مِن حُجرَةِ اُمِّ سَلَمَةَ ، فَكُنتُ أوَّلَ مَن أتاها ، فَقُلتُ لَها : ما دَهاكِ يا اُمَّ المُؤمِنينَ ؟ قالَت : رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فِي المَنامِ وَالتُّرابُ عَلى رَأسِهِ ، فَقُلتُ : ما لَكَ ؟
قالَ : «وَثَبَ النّاسُ عَلَى ابني فَقَتَلوهُ ، وقَد شَهِدتُهُ قَتيلاً السّاعَةَ» .
فَاقشَعَرَّ جِلدي ، وَانتَبَهتُ وقُمتُ إلَى القارورَةِ ، فَوَجَدتُها تَفورُ دَما ، قالَت سَلمى : ورَأَيتُها مَوضوعَةً بَينَ يَدَيها . ۵

۲۰۴۰.شرح الأخبار عن اُمّ سلمة :رَأَيتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله في مَنامي يَبكي ، فَقُلتُ : يا رَسولَ اللّه ِ ، ما يُبكيكَ ؟
قالَ : قُتِلَ ابنِيَ الحُسَينُ . ۶

1.هكذا في المصدر ، وفي المصادر الاُخرى : «اُمّ سلمة» .

2.سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۵۷ ح ۳۷۷۱ ، المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۲۰ ح ۶۷۶۴ عن سلمان ، المعجم الكبير : ج ۲۳ ص ۳۷۳ ح ۸۸۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۳۹ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۳۸ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۱۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۳۱۶ ، اُسد الغابة : ج ۲ ص ۲۹ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۶ ؛ العمدة : ص ۴۰۴ ح ۸۳۰ عن اُمّ سلمى ، الصراط المستقيم : ج ۳ ص ۱۲۴ كلاهما نحوه ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳۲ ح ۳ .

3.العَبيطُ : الطريّ (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۴۷ «عبط») .

4.الواعية : هو الصراخ على الميّت ونعيه (النهاية : ج ۵ ص ۲۰۸ «وعا») .

5.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۹۶ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۳۲ ح ۳ .

6.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۶۷ ح ۱۱۰۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 207001
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي