۲۴۴۲.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي :رُوِيَ أنَّ يَزيدَ عَرَضَ عَلَيهِم [أي عَلى سَبايا أهلِ البَيتِ ]المُقامَ بِدِمَشقَ فَأَبَوا ذلِكَ ، وقالوا : رُدَّنا إلَى المَدينَةِ لِأَنَّها مُهاجَرَةُ جَدِّنا .
فَقالَ لِلنُّعمانِ بنِ بَشيرٍ : جَهِّز هؤُلاءِ بِما يُصلِحُهُم وَابعَث مَعَهُم رَجُلاً مِن أهلِ الشّامِ أمينا صالِحا ، وَابعَث مَعَهُم خَيلاً وأعوانا .
ثُمَّ كَساهُم وحَباهُم وفَرَضَ لَهُمُ الأَرزاقَ وَالأَنزالَ . ثُمَّ دَعا بِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام فَقالَ لَهُ : لَعَنَ اللّه ُ ابنَ مَرجانَةَ ! أما وَاللّه ِ لَو كُنتُ صاحِبَهُ ما سَأَلَني خُطَّةً ۱ إلّا أعطَيتُها إيّاهُ ، ولَدَفَعتُ عَنهُ الحَتفَ بِكُلِّ ما قَدَرتُ عَلَيهِ ، ولَو بِهَلاكِ بَعضِ وُلدي ، ولكِن قَضَى اللّه ُ ما رَأَيتَ . فَكاتِبني بِكُلِّ حاجَةٍ تَكونُ لَكَ ، ثُمَّ أوصى بِهِمُ الرَّسولَ . فَخَرَجَ بِهِم الرَّسولُ يُسايِرُهُم ، فَيَكونُ أمامَهُم حَيثُ لا يَفوتونَ طَرفَهُ ، فَإِذا نَزَلوا تَنَحّى عَنهُم وتَفَرَّقَ هُوَ وأصحابُهُ كَهَيئَةِ الحَرَسِ ، ثُمَّ يَنزِلُ بِهِم حَيثُ أرادَ أحَدُهُمُ الوُضوءَ ، ويَعرِضُ عَلَيهِم حَوائِجَهُم ، ويَلطِفُ بِهِم حَتّى دَخَلُوا المَدينَةَ . ۲
۲۴۴۳.أنساب الأشراف :أعطى يَزيدُ كُلَّ امرَأَةٍ مِن نِساءِ الحُسَينِ ضِعفَ ما ذَهَبَ لَها ، وقالَ : عَجَّلَ ابنُ سُمَيَّةَ لَعنَةُ اللّه ِ عَلَيهِ .
وبَعَثَ يَزيدُ بِالنِّساءِ وَالصِّبيانِ إلَى المَدينَةِ مَعَ رَسولٍ ، وأوصاهُ بِهِم ، فَلَم يَزَل يَرفُقُ بِهِم حَتّى وَرَدُوا المَدينَةَ .
وقالَ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام : إن أحبَبتَ أن تُقيمَ عِندَنا بَرَرناكَ ووَصَلناكَ . فَاختارَ إتيانَ المَدينَةِ ، فَوَصَلَهُ وأشخَصَهُ إلَيها . ۳
۲۴۴۴.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :بَعَثَ [يَزيدُ] بِثَقَلِ الحُسَينِ عليه السلام ومَن بَقِيَ مِن نِسائِهِ وأهلِهِ ووُلدِهِ مَعَهُم ، وجَهَّزَهُم بِكُلِّ شَيءٍ ، لَم يَدَع لَهُم حاجَةً بِالمَدينَةِ إلّا أمَرَ لَهُم بِها ، وقالَ لِعَلِيِّ بنِ حُسَينٍ عليه السلام : إن أحبَبتَ أن تُقيمَ عِندَنا فَنَصِلَ رَحِمَكَ ونَعرِفَ لَكَ حَقَّكَ فَعَلتَ ، وإن أحبَبتَ أن أرُدَّكَ إلى بِلادِكَ أصِلُكَ .
قالَ : بَل تَرُدُّني إلى بِلادي .
فَرَدَّهُ إلَى المَدينَةِ ووَصَلَهُ ، وأمَرَ الرُّسُلَ الَّذينَ وَجَّهَهُم مَعَهُم أن يَنزِلوا بِهِم حَيثُ شاؤوا ومَتى شاؤوا . وبَعَثَ بِهِم مَعَ مُحرِزِ بنِ حُرَيثٍ الكَلبِيِّ ورَجُلٍ مِن بَهراءَ ، وكانا مِن أفاضِلِ أهلِ الشّامِ . ۴
1.كذا في المصدر ، وفي بحار الأنوار : «خلّة» ، وهو الأنسب .
2.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۷۴ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۴۵ .
3.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۱۷ .
4.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۹۰ وراجع : تاريخ دمشق : ج ۵۷ ص ۷۹ .