347
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

۲۴۶۳.شرح الأخبار عن أبي نعيم بإسناده :أنَّها[ اُمَّ سَلَمَةَ ] لَمّا بَلَغَها مَقتَلُ الحُسَينِ عليه السلام ، ضَرَبَت قُبَّةً في مَسجِدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله جَلَسَت فيها ، ولَبِسَت سَوادا . ۱

1 / 2

عَبدُ اللّه ِ بنُ العَبّاسِ ۲

۲۴۶۴.الكامل في التاريخ عن شقيق بن سلمة :لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام ثارَ عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَدَعَا ابنَ عَبّاسٍ إلى بَيعَتِهِ ، فَامتَنَعَ ، وظَنَّ يَزيدُ أنَّ امتِناعَهُ تَمَسُّكٌ مِنهُ بَيعَتَهُ ۳ ، فَكَتَبَ إلَيهِ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد بَلَغَني أنَّ المُلحِدَ ابنَ الزُّبَيرِ دَعاكَ إلى بَيعَتِهِ ، وأنَّكَ اعتَصَمتَ بِبَيعَتِنا ، وَفاءً مِنكَ لَنا ، فَجَزاكَ اللّه ُ مِن ذي رَحِمٍ خَيرَ ما يَجزِي الواصِلينَ لِأَرحامِهِم ، الموفينَ بِعُهودِهِم ، فَما أنسَ مِنَ الأَشياءِ فَلَستُ بِناسٍ بِرَّكَ ، وتَعجيلَ صِلَتِكَ بِالَّذي أنتَ لَهُ أهلٌ ، فَانظُر مَن طَلَعَ عَلَيكَ مِنَ الآفاقِ مِمَّن سَحَرَهُمُ ابنُ الزُّبَيرِ بِلِسانِهِ ، فَأَعلِمهُم بِحالِهِ ، فَإِنَّهُم مِنكَ أسمَعُ النّاسِ ، ولَكَ أطوَعُ مِنهُم لِلمُحِلِّ .
فَكَتَبَ إلَيهِ ابنُ عَبّاسٍ :
أمّا بَعدُ ، فَقَد جاءَني كِتابُكَ ، فَأَمّا تَركي بَيعَةَ ابنِ الزُّبَيرِ فَوَاللّه ِ ما أرجو بِذلِكَ بِرَّكَ ولا حَمدَكَ ، ولكِنَّ اللّه َ بِالَّذي أنوي عَليمٌ .
وزَعَمتَ أنَّكَ لَستَ بِناسٍ بِرّي ، فَاحبِس ـ أيُّهَا الإنسانُ ـ بِرَّكَ عَنّي ، فَإِنّي حابِسٌ عَنكَ بِرّي .
وسَأَلتَ أن اُحَبِّبَ النّاسَ إلَيكَ ، واُبَغِّضَهُم واُخَذِّلَهُم لِابنِ الزُّبَيرِ ، فَلا ولا سُرورَ ، ولا كَرامَةَ ، كَيفَ وقَد قَتَلتَ حُسَينا عليه السلام وفِتيانَ عَبدِ المُطَّلِبِ ، مَصابيحَ الهُدى ، ونُجومَ الأَعلامِ ؟! غادَرَتهُم خُيولُكَ بِأَمرِكَ في صَعيدٍ واحِدٍ ، مُرَمَّلينَ ۴ بِالدِّماءِ ، مَسلوبينَ بِالعَراءِ ، مَقتولينَ بِالظِّماءِ ، لا مُكَفَّنينَ ، ولا مُوَسَّدينَ ، تَسفي ۵ عَلَيهِمُ الرِّياحُ ، ويَنشي ۶ بِهِم عُرجُ البِطاحِ ۷ !! حَتّى أتاحَ اللّه ُ بِقَومٍ لَم يَشرَكوا في دِمائِهِم ، كَفَّنوهُم وأجَنّوهُم ۸ ، وبي وبِهِم لَو عَزَّزتَ وجَلَستَ مَجلِسَكَ الَّذي جَلَستَ ، فَما أنسَ مِنَ الأَشياءِ فَلَستُ بِناسٍ إطرادَكَ حُسَينا عليه السلام مِن حَرَمِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، إلى حَرَمِ اللّه ِ ، وتَسييرَكَ الخُيولَ إلَيهِ ، فَما زِلتَ بِذلِكَ حَتّى أشخَصتَهُ إلَى العِراقِ ، فَخَرَجَ خائِفا يَتَرَقَّبُ ، فَنَزَلَت بِهِ خَيلُكَ عَداوَةً مِنكَ للّه ِِ ولِرَسولِهِ ، ولِأَهلِ بَيتِهِ الَّذينَ أذهَبَ اللّه ُ عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهَّرَهُم تَطهيرا ، فَطَلَبَ إلَيكُمُ المُوادَعَةَ ، وسَأَلَكُمُ الرَّجعَةَ ، فَاغتَنَمتُم قِلَّةَ أنصارِهِ ، وَاستِئصالَ أهلِ بَيتِهِ ، وتَعاوَنتُم عَلَيهِ ، كَأَنَّكُم قَتَلتُم أهلَ بَيتٍ مِنَ التُّركِ ۹
وَالكُفرِ ، فَلا شَيءَ أعجَبُ عِندي مِن طَلِبَتِكَ وُدّي وقَد قَتَلتَ وُلدَ أبي ، وسَيفُكَ يَقطُرُ مِن دَمي ! وأنتَ أحَدُ ثَأري! ولا يُعجِبكَ أن ظَفِرتَ بِنَا اليَومَ ، فَلنَظفَرَنَّ بِكَ يَوما ، وَالسَّلامُ . ۱۰

1.شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۷۱ ح ۱۱۱۹ .

2.راجع : ج ۳ هامش ص ۲۴۴ .

3.كذا ، والأنسب : «ببيعته» .

4.رمَّلَهُ بالدم : أي تَلَطّخَ (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۱۳ «رمل») .

5.سفت الريح التُرابَ : ذَرّتْهُ أو حَمَلَتْهُ (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۳۴۳ «سفت») . في بعض النقول ـ كما يأتي ـ : «عُرجُ الضِّباع» ؛ أي القطيع من الضّباع . والعَرجاء : الضَّبُع ؛ خِلقَة فيها ، والجمع عُرْج ، وعُرْجُ الضِّباع يجعلونها بمنزلة القبيلة (تاج العروس : ج ۳ ص ۴۳۱ «عرج»).

6.نشى ريحا طيِّبَةً : شَمَّها. و نَشِيَ بالشيءِ : عاوَدَهُ مرّةً بعد اُخرى (تاج العروس : ج ۲۰ ص ۲۴۴ «نشي»).

7.البَطْحاءُ والأَبطَحُ : مسيل واسع فيه دقاق الحصى ، والجمع : أباطح وبطاح (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۱۶ «بطح») .

8.إجنَانَهُ : أي دفْنَهُ وسَتْرَهُ (النهاية : ج ۱ ص ۳۰۷ «جنن») .

9.الأتراك الأصليّون (ساكنوا آسيا الوسطى وشمال القفقاز) لم يكونوا من المسلمين آنذاك .

10.الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۶۰۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
346

۲۴۶۱.مسند ابن حنبل عن شهر بن حوشب :سَمِعتُ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله حينَ جاءَ نَعيُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام لَعَنَت أهلَ العِراقِ ، فَقالت : قَتَلوهُ! قَتَلَهُمُ اللّه ُ ، غَرّوهُ وذَلّوهُ ! لَعَنَهُمُ اللّه ُ ، فَإِنّي رَأَيتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله جاءَتهُ فاطِمَةُ عليهاالسلام غَدِيَّةً بِبُرمَةٍ ۱ ، قَد صَنَعَت لَهُ فيها عَصيدَةً ۲ ، تَحمِلُهُ في طَبَقٍ لَها ، حَتّى وَضَعَتها بَينَ يَدَيهِ .
فَقالَ لَها : أينَ ابنُ عَمِّكِ ؟ قالَت : هُوَ فِي البَيتِ ، قالَ : فَاذهَبي فَادعيهِ ، وَائتيني بِابنَيهِ .
قالَت : فَجاءَت تَقودُ ابنَيها ، كُلَّ واحِدٍ مِنهُما بِيَدٍ ، وعَلِيٌّ عليه السلام يَمشي في أثَرِهِما ، حَتّى دَخَلوا عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَأَجلَسَهُما في حِجرِهِ ، وجَلَسَ عَلِيٌّ عليه السلام عَن يَمينِهِ ، وجَلَسَت فاطِمَةُ عليهاالسلام عَن يَسارِهِ .
قالَت اُمُّ سَلَمَةَ : فَاجتَبَذَ ۳ مِن تَحتي كِساءً خَيبَرِيّا ، كانَ بِساطا لَنا عَلَى المَنامَةِ فِي المَدينَةِ ، فَلَفَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله عَلَيهِم جَميعا ، فَأَخَذَ بِشِمالِهِ طَرَفَيِ الكِساءِ ، وألوى بِيَدِهِ اليُمنى إلى رَبِّهِ عَزَّ وجَلَّ ، قالَ : اللّهُمَّ أهلي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا ، اللّهُمَّ أهلُ بَيتي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا ، اللّهُمَّ أهلُ بَيتي ، أذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وطَهِّرهُم تَطهيرا . ۴

۲۴۶۲.مسند إسحاق بن راهويه :كانَت اُمُّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللّه ُ عَنها آخِرَ مَن ماتَ مِن اُمَّهاتِ المُؤمِنينَ ، وعَمَرَت حَتّى بَلَغَها مَقتَلُ الحُسَينِ الشَّهيدِ عليه السلام ، فَوَجَمَت لِذلِكَ ، وغُشِيَ عَلَيها ، وحَزِنَت عَلَيهِ كَثيرا ، لَم تَلبَث بَعدَهُ إلّا يَسيرا ، وَانتُقِلَت إلَى اللّه ِ . ۵

1.البُرْمَةُ : القِدْرُ (النهاية : ج ۱ ص ۱۲۱ «برم») .

2.عَصِيْدَة : هو دقيق يُلَتُّ بالسمن ويُطبخ (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۶ «عصد») .

3.جَبَذْتُ الشيء : مثل جَذَبْتُه مقلوب منه (الصحاح : ج ۲ ص ۵۶۱ «جبذ») .

4.مسند ابن حنبل : ج ۱۰ ص ۱۸۶ ح ۲۶۶۱۲ ، فضائل الصحابة لابن حنبل : ج ۲ ص ۷۸۲ ح ۱۳۹۲ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۴۲ ح ۳۴۵۱ ، شواهد التنزيل : ج ۲ ص ۱۱۰ ح ۷۴۱ ؛ العمدة : ص ۳۵ ح ۱۷ ، الطرائف : ص ۱۲۶ ح ۱۹۴ عن سهل وفيه «المثابة» بدل «المنامة» ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۷۰ ، تفسير فرات : ص ۳۳۵ ح ۴۵۶ ، المناقب للكوفي : ج ۲ ص ۱۵۱ ح ۶۲۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۹۸ ح ۳۸ .

5.مسند إسحاق بن راهويه : ج ۴ ص ۱۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۲ ص ۲۰۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 168475
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي