359
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

۲۴۷۶.الفتوح :جَعَلَ النّاسُ يُبايِعونَ عَبدَ اللّه ِ بنَ الزُّبَيرِ ، حَتّى بايَعَهُ خَلقٌ كَثيرٌ مِن أهلِ الحِجازِ وغَيرُهُم مِن أهلِ الأَمصارِ ، ويَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ لا يَعلَمُ بِشَيءٍ مِن ذلِكَ . حَتّى إذا عَلِمَ ابنُ الزُّبَيرِ أنَّهُ قَد قَوِيَ ظَهرُهُ بِهؤُلاءِ الخَلقِ الَّذينَ قَد بايَعوهُ ، أظهَرَ عَيبَ يَزيدَ سِّرا وجَهرا ، وجَعَلَ يَلعَنُهُ ، ويَقولُ فيهِ وفي بَني اُمَيَّةَ كُلَّ ما قَدَرَ عَلَيهِ مِنَ الكَلامِ القَبيحِ .
ثُمَّ إنَّهُ كانَ يَصعَدُ المِنبَرَ ، فَيَقولُ : أيُّهَا النّاسُ ، إنَّكُم قَد عَلِمتُم ما سارَت بِهِ فيكُم بَنو اُمَيَّةَ مِن نَبذِ الكِتابِ وَالسُّنَّةِ ، وما سارَ بِهِ مُعاوِيَةُ بنُ أبي سُفيانَ ، أنَّهُ تَأَمَّرَ عَلى هذِهِ الاُمَّةِ بِغَيرِ رِضاً ، وَادَّعى زِيادَ بنَ أبيهِ رَدّا مِنهُ عَلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «الوَلَدُ لِلفِراشِ ، ولِلعاهِرِ الحَجَرُ» ، فَادَّعى مُعاوِيَةُ زِيادا ، وزَعَمَ أنَّهُ أخوهُ ، وقَتَلَ حُجرَ بنَ عَدِيٍّ الكِندِيَّ ومَن مَعَهُ مِنَ المُسلِمينَ .
ثُمَّ إنَّهُ أخَذَ البَيعَةَ لِابنِهِ يَزيدَ في حَياتِهِ ، ونَقَضَ ما كانَ في عُنُقِهِ مِن بَيعَةِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليهماالسلام ، ثُمَّ هذا يَزيدُ بنُ مُعاوِيَةَ قَد عَلِمتُم ما فَعَلَ بِالحُسَينِ عليه السلام وإخوَتِهِ وأولادِهِ وبَني عَمِّهِ ، قَتَلَهُم كُلَّهُم ، وأسَرَ مَن بَقِيَ مِنهُم ، وحَمَلَهُم إلَى الشّامِ عَلى مَحامِلَ ، لَيسَ لَهُم وِطاءٌ ، ولا راعى فيهِم حَقَّ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وهُوَ مَشغولٌ بِلَعبِ الفُهودِ وَالقُرودِ ، وشُربِ الخَمرِ وَالمَعاصي وَالفُجورِ ... . ۱

1.الفتوح : ج ۵ ص ۱۴۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
358

1 / 7

البَراءُ بنُ عازِبٍ ۱

۲۴۷۴.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد عن الإمام عليّ عليه السلامـ لِلبَراءِ بنِ عازِبٍـ : يا بَراءُ ، أيُقتَلُ الحُسَينُ وأنتَ حَيٌّ فَلا تَنصُرُهُ ؟ فَقالَ البَراءُ : لا كانَ ذلِكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .
فَلَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام كانَ البَراءُ يَذكُرُ ذلِكَ ، ويَقولُ : أعظِم بِها حَسرَةً ، إذ لَم أشهَدهُ واُقتَل دونَهُ . ۲

راجع : ج 2 ص 325 (القسم السادس / الفصل الثالث / إنباؤه ببعض من لا ينصر الحسين عليه السلام ) .

1 / 8

عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ۳

۲۴۷۵.تاريخ الطبري عن عبد الملك بن نوفل عن أبيه :حَدَّثَني أبي ، قالَ : لَمّا قُتِلَ الحُسَينُ عليه السلام قامَ ابنُ الزُّبَيرِ في أهلِ مَكَّةَ ، وعَظَّمَ مَقتَلَهُ ، وعابَ عَلى أهلِ الكوفَةِ خاصَّةً ، ولامَ أهلَ العِراقِ عامَّةً ، فَقالَ ـ بَعدَ أن حَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ ، وصَلّى عَلى مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ـ :
إنَّ أهلَ العِراقِ غُدُرٌ فُجُرٌ إلّا قَليلاً ، وإنَّ أهلَ الكوفَةِ شِرارُ أهلِ العِراقِ ، وإنَّهُم دَعَوا حُسَينا عليه السلام لِيَنصُروهُ ويُوَلّوهُ عَلَيهِم ، فَلَمّا قَدِمَ عَلَيهِم ثاروا عَلَيهِ ۴ ، فَقالوا لَهُ : إمّا أن تَضَعَ يَدَكَ في أيدينا ، فَنَبعَثَ بِكَ إلَى ابنِ زِيادِ بنِ سُمَيَّةَ سِلما ، فَيُمضِيَ فيكَ حُكمَهُ ، وإمّا أن تُحارِبَ ! فَرَأىَ وَاللّه ِ ، أنَّهُ هُوَ وأصحابُهُ قَليلٌ في كَثيرٍ ـ وإن كانَ اللّه ُ عَزَّ وجَلَّ لَم يُطلِع عَلَى الغَيبِ أحَدا ـ أنَّهُ مَقتولٌ ، ولكِنَّهُ اختارَ المِيتَةَ الكَريمَةَ عَلَى الحَياةِ الذَّميمَةِ ، فَرَحِمَ اللّه ُ حُسَينا عليه السلام ، وأخزى قاتِلَ حُسَينٍ عليه السلام .
لَعَمري ، لَقَد كانَ مِن خِلافِهِم إيّاهُ وعِصيانِهِم ما كانَ في مِثلِهِ واعِظٌ وناهٍ عَنهُم ، ولكِنَّهُ ما حُمَّ ۵ نازِلٌ ، وإذا أرادَ اللّه ُ أمرا لَن يُدفَعَ ، أفَبَعدَ الحُسَينِ عليه السلام نَطمَئِنُّ إلى هؤُلاءِ القَومِ ، ونُصَدِّقُ قَولَهُم ، ونَقبَلُ لَهُم عَهدا ؟ لا ، ولا نَراهُم لِذلِكَ أهلاً .
أما وَاللّه ِ ، لَقَد قَتَلوهُ طَويلاً بِالَّليلِ قيامُهُ ، كَثيرا فِي النَّهارِ صِيامُهُ ، أحَقَّ بِما هُم فيهِ مِنهُم ، وأولى بِهِ فِي الدّينِ وَالفَضلِ .
أما وَاللّه ِ ، ما كانَ يُبَدِّلُ بِالقُرآنِ الغِناءَ ، ولا بِالبُكاءِ مِن خَشيَةِ اللّه ِ الحُداءَ ۶ ، ولا بِالصِّيامِ شُربَ الحَرامِ ، ولا بِالمَجالِسِ في حَلَقِ الذِّكرِ الرَّكضَ في تَطلابِ الصَّيدِ ، ـ يُعَرِّضُ بِيَزيدَ ـ فَسَوفَ يَلقَونَ غَيّاً .
فَثار إلَيهِ أصحابُهُ ، فَقالوا لَهُ : أيُّهَا الرَّجُلُ ! أظهِر بَيعَتَكَ ، فَإِنَّهُ لَم يَبقَ أحَدٌ ـ إذ هَلَكَ حُسَينٌ ـ يُنازِعُكَ هذَا الأَمرَ ، وقَد كانَ يُبايِعُ النّاسَ سِرّا ، ويُظهِرُ أنَّهُ عائِذٌ بِالبَيتِ ، فَقالَ لَهُم : لا تَعجَلوا . ۷

1.راجع : ج ۲ هامش ص ۳۲۵ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۰ ص ۱۵ ؛ بحار الأنوار : ج ۴۰ ص ۱۹۲ .

3.راجع : ج ۳ هامش ص ۲۸۸ .

4.في المصدر : «إليه» وما أثبتناه من الكامل في التاريخ ، وهو الأنسب للسياق .

5.أحمّ الشيء : إذا قرب ودنا (النهاية : ج ۱ ص ۴۴۵ «حمم») .

6.حدا بالإبل حَدوا وحداءً : إذا غنّى لها (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۳۷۶ «حدا») .

7.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۷۴ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۸۵ ، تذكرة الخواص : ص ۲۶۸ نحوه وراجع : البداية والنهاية : ج ۸ ص ۲۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 168445
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي