71
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5

توضيح حول الحوادث الخارقة للعادة الواقعة بعد شهادة الإمام الحسين عليه السلام

هناك بعض الملاحظات حول الحوادث الخارقة للعادة التي روي وقوعها بعد شهادة الإمام عليه السلام ، مثل مطر السماء دماً وما إلى ذلك ، نذكرها خلال النقاط التالية :
1. لا استحالة في تحقّق هذه الاُمور من الناحية العقلية ؛ ولذا فإنّ حدوثها قابل للإثبات استناداً إلى الأدلّة النقليّة المعتبرة .
2. إنّ الحوادث الخارقة للعادة والحادثة منذ ولادة الإمام الحسين عليه السلام والمرويّة في المصادر الشيعيّة والسنّية المعتبرة ، ـ ومن جملتها الحوادث التي سبقت الإشارة إليها ـ تبلغ حدّاً من الكثرة بحيث إنّ الباحث المنصف يمكنه من خلال التأمّل فيها الاطمئنان بوقوعها بشكل إجمالي.
3. توجد الآن في منطقة زرآباد ۱ التابعة لمدينة قزوين شجرة صنار يبلغ عمرها مئات السنين، وتفيد الأخبار المتواترة أنّ سائلاً يشبه الدم يقطر من بعض أغصانها كلّ سنة في العاشر من محرّم (يوم عاشوراء)، حيث يتوجّه آلاف الأشخاص سنويّاً في عاشوراء إلى هذا المكان لمشاهدة هذه الظاهرة الخارقة للعادة .
يقول المؤلّف : رأيت أنا شخصيّاً بتاريخ 27 ربيع الثاني 1428 الشجرة المذكورة عن قرب ، وسمعت شهادة مجموعة من أهالي زرآباد بتكرّر الظاهرة المذكورة كلّ سنة ، وخاصّة أحد الشيوخ البالغ من العمر 85 عاماً، الذي شرح لي كيفيّة تكرار هذه الظاهرة سنويّاً ومن دون استثناء.
كما أنّ أحد المدرّسين المعروفين على نطاق الحوزة العلميّة في قمّ و هوالمرحوم آية اللّه وجداني فخر السرابي (1311 ـ 1375 ه ش) ، وخلال سفره إلى الحجّ قبل سنة من وفاته تقريباً، نقل لاثنين من زملائي الموثوقين (أحدهما حجّة الإسلام والمسلمين السيّد علي أكبر اُجاق نجاد) أنّ العلّامة الطباطبائي (مؤلّف الميزان في تفسير القرآن) أظهر له كيفيّة بكاء الأرض دماً في يوم عاشوراء . ۲

1.«زرآباد» قرية من قرى «ألمُوت قزوين»، وفيها قبر ابن الإمام موسى الكاظم عليّ الأصغر عليهماالسلام ، وفي قرب المقبرة شجرةٌ عظيمة تسمّى بالفارسيّة ب«چنار خونبار»، ويعتقد الناس بأنّ كلَّ سنة يوم العاشور تنكسر جذعة منها ويخرج دمٌ من موضع الكسر ، وهذا هو المعروف قديما وحديثا ، وكَتَب ذلك الأكابرُ في كتبهم ؛ منهم الحجّة آية اللّه العظمى السيّد موسى زرآبادي القزويني جامع العلوم العقليّة والنقليّة، صاحب التآليف النافعة في الفقه والاُصول والتفسير والكلام وغير ذلك، المتوفّى في سنة ۱۳۵۳ ه ، كلّ ذلك عند ابنه الحجّة السيّد جليل زرآبادي مُدّظلّه ، ومن جملة تأليفاته ما سمّاه بالكرامات ، وذكر في الكرامة السادسة ما إجماله بالعربيّة : إنّ جريان الدمّ من الشجرة يوم عاشور لم يتخلّف إلى سنة ۱۳۲۲ هـ . ثمّ نقل عن والده الحجّة السيّد عليّ قدس سره أنّه رآه قريب ثلاثين سنة ، وهو أيضا نقل عن والده الحجّة السيّد مهدي قدس سره أنّه أيضا رآه في كلّ سنة ، وهو أيضا نقل عن والده الآغا مير بزرگ أنّه أيضا رآه في كلّ سنة . ثمّ قال الحجّة السيّد موسى قدس سره : إنّا ذهبنا إلى قرية «زرآباد» في سنة ۱۳۱۶ هـ مع جمع من العلماء، منهم: السيّد إبراهيم التنكابني ، والآخوند ملّا عليّ الطارمي، والآخوند ملّا محمّد زين آبادي ، وجمع من الطلّاب والكسبة، ورأينا جريان الدم من الشجرة قريب الظهر من العاشور . وأرسل السيّد ابراهيم أحدا ليأخذ الدمّ بالقطن وجاء به ، وكان معطّرا جدّا . ثمّ نقل أحد المعمّرين ـ وهو الحاج حسن السيمياري ـ أنّه قال لي : إنّي تشرّفت إلى الزيارة مع جدّكم السيّد مهدي رحمه الله إذ سمعنا صوتا كصوت كسر البندق ، وخرج دمٌ عن موضع الكسر كخروجه من العِرق حين الفَصد. ثمّ قال : عميت عيناي لو كذبت في ذلك (إيضاح الحجّة في شرح العروة : ج ۲ ص ۲۰۸) .

2.نقل آية اللّه وجداني فخر للسيّد علي أكبر اُجاق نجاد قائلاً: كنت في أحد أيّام عاشوراء أمرّ بالقرب من «مقبرة نو» (أيالمقبرة الجديدة) في قم، فرأيت اُستاذي العلّامة الطباطبائي، وبعد أن سلّمت عليه وسألته عن حاله، قال لي: هل تعلم أيّ يوم هذا؟ فقلت: نعم. فقال: هل تعلم أنّ الأرض والسماء تبكيان على الإمام الحسين عليه السلام ؟ فقلت: نعم، فقال: هل تعلم أنّ الطيور في البراري تبكي عليه؟ فقلت: نعم، فقال: هل تعلم أنّ الأحجار فيالصحراء تبكي عليه؟ فقلت: نعم (وبالطبع فقد كنت اُصدّق كلّ ما كان الاُستاذ يقوله لي احتراماً له)، ثمّ مدّ يده والتقط حجراً من الأرض وكسره بيديه كما تكسر قطعة الجبن، ثمّ أراني قطرة دم فيه وقال: هكذا!


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
70
  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
عدد المشاهدين : 168488
الصفحه من 414
طباعه  ارسل الي