۲۱۵۳.الإرشاد :لَمّا رَحَلَ ابنُ سَعدٍ خَرَجَ قَومٌ مِن بَني أسَدٍ ، كانوا نُزولاً بِالغاضِرِيَّةِ إلَى الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَحمَةُ اللّه ِ عَلَيهِم ، فَصَلّوا عَلَيهِم ، ودَفَنُوا الحُسَينَ عليه السلام حَيثُ قَبرُهُ الآنَ ، ودَفَنُوا ابنَهُ عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ الأَصغَرَ عليه السلام ۱ عِندَ رِجلَيهِ ، وحَفَروا لِلشُّهَداءِ مِن أهلِ بَيتِهِ وأصحابِهِ الَّذينَ صُرِعوا حَولَهُ مِمّا يَلي رِجلَيِ الحُسَينِ عليه السلام ، وجَمَعوهُم ، فَدَفَنوهُم جَميعا مَعا ، ودَفَنُوا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ عليهماالسلام في مَوضِعِهِ الَّذي قُتِلَ فيهِ عَلى طَريقِ الغاضِرِيَّةِ ، حَيثُ قَبرُهُ الآنَ . ۲
3 / 4
جَسَدُ الإِمامِ عليه السلام لَم يَتَغَيَّر مَرَّ العُصُورِ
۲۱۵۴.الأمالي للطوسي عن إبراهيم الديزج :بَعَثَنِي المُتَوَكِّلُ إلى كَربَلاءَ لِتَغييرِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، وكَتَبَ مَعي إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ القاضي ، اُعلِمُكَ أنّي قَد بَعَثتُ إبراهيمَ الدّيزَجَ إلى كَربَلاءَ ؛ لِنَبشِ قَبرِ الحُسَينِ عليه السلام ، فَإِذا قَرَأتَ كِتابي فَقِف عَلَى الأَمرِ حَتّى تَعرِفَ فَعَلَ أو لَم يَفعَل .
قالَ الدّيزَجُ : فَعَرَّفَني جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ما كَتَبَ بِهِ إلَيهِ ، فَفَعَلتُ ما أمَرَني بِهِ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَمّارٍ ، ثُمَّ أتَيتُهُ ، فَقال لي : ما صَنَعتَ ؟ فَقُلتُ : قَد فَعَلتُ ما أمَرتَ بِهِ ، فَلَم أرَ شَيئا ، ولَم أجِد شَيئا . فَقالَ لي : أفَلا عَمَّقتَهُ ؟ قُلتُ : قَد فَعَلتُ وما رَأَيتُ ، فَكَتَبَ إلَى السُّلطانِ : إنَّ إبراهيمَ الدّيزَجَ قَد نَبَشَ ، فَلَم يَجِد شَيئا ، وأمَرتُهُ فَمَخَرَهُ ۳ بِالماءِ ، وكَرَبَهُ بِالبَقَرِ .
قالَ أبو عَلِيٍّ العَمّارِيُّ : فَحَدَّثَني إبراهيمُ الدّيزَجُ ، وسَأَلتُهُ عَن صورَةِ الأَمرِ ، فَقالَ لي : أتَيتُ في خاصَّةِ غِلماني فَقَط ، وإنّي نَبَشتُ ، فَوَجَدتُ بارِيَةً جَديدَةً وعَلَيها بَدَنُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، ووَجَدتُ مِنهُ رائِحَةَ المِسكِ ، فَتَرَكتُ البارِيَةَ عَلى حالَتِها وبَدَنُ الحُسَينِ عليه السلام عَلَى البارِيَةِ ، وأمَرتُ بِطَرحِ التُّرابِ عَلَيهِ ، وأطلَقتُ عَلَيهِ الماءَ ، وأمَرتُ بِالبَقَرِ لِتَمخَرَهُ وتَحرُثَهُ ، فَلَم تَطَأهُ البَقَرُ ، وكانَت إذا جاءَت إلَى المَوضِعِ رَجَعَت عَنهُ ، فَحَلَفتُ لِغِلماني بِاللّه ِ وبِالأَيمانِ المُغَلَّظَةِ لَئِن ذَكَرَ أحَدٌ هذا لَأَقتُلَنَّهُ . ۴
1.والمراد : عليّ الأكبر .
2.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۱۴ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۷۰ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۱۰۸ .
3.مَخَرْتُ الأرض : أي أرسلت فيها الماء (الصحاح : ج ۲ ص ۸۱۲ «مخر») .
4.الأمالي للطوسي : ص ۳۲۶ الرقم ۶۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۳۹۴ الرقم ۲ .