109
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

الفصل الثالث : الإِمامُ عليه السلام في عَهدِ عُثمانَ

3 / 1

مُواجَهَةِ الإِمامِ عليه السلام أبا سُفيانَ حينَ بويِعَ عُثمانُ

۶۶۷.الاحتجاج عن الحسن بن عليّ عليه السلامـ فِي احتِجاجِهِ عَلى مُعاوِيَةَ وأصحابِهِـ :الحَمدُ للّه ِِ الَّذي هَدى أوَّلَكُم بِأَوَّلِنا ، وآخِرَكُم بِآخِرِنا ، وصَلَّى اللّه ُ عَلى جَدّي مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وآلِهِ وسَلَّمَ ؛ اسمَعوا مِنّي مَقالَتي وأعيروني فَهمَكُم ... أنشُدُكُم بِاللّه ِ ، هَل تَعلَمونَ أنَّ أبا سُفيانَ دَخَلَ عَلى عُثمانَ حينَ بويِعَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَقالَ : يَابنَ أخي ! هَل عَلَينا مِن عَينٍ ؟ فَقالَ : لا ، فَقالَ أبو سُفيانَ : تَداوَلُوا الخِلافَةَ يا فِتيانَ بَني اُمَيَّةَ ، فَوَالَّذي نَفسُ أبي سُفيانَ بِيَدِهِ ، ما مِن جَنَّةٍ ولا نارٍ !
وأنشُدُكُم بِاللّه ِ ، أتَعلَمونَ أنَّ أبا سُفيانَ أخَذَ بِيَدِ الحُسَينِ حينَ بويِعَ عُثمانُ ، وقالَ : يَابنَ أخي ! اُخرُج مَعي إلى بَقيعِ الغَرقَدِ ۱ ، فَخَرَجَ حَتّى إذا تَوَسَّطَ القُبورَ اجتَرَّهُ ۲ فَصاحَ بِأَعلى صَوتِهِ : يا أهلَ القُبورِ ! الَّذي كُنتُم تُقاتِلونا عَلَيهِ صارَ بِأَيدينا وأنتُم رَميمٌ . ۳
فَقالَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : قَبَّحَ اللّه ُ شَيبَتَكَ ، وقَبَّحَ وَجهَكَ ! ثُمَّ نَتَرَ ۴ يَدَهُ وتَرَكَهُ ، فَلَولاَ النُّعمانُ بنُ بَشيرٍ أخَذَ بِيَدِهِ ورَدَّهُ إلَى المَدينَةِ لَهَلَكَ ۵ . ۶

1.بَقيع الغَرْقَدِ : أصل البقيع في اللغة : الموضع الذي فيه أروم الشجر ، والغرقد : كبار العوسج ، وهو مقبرة أهل المدينة (معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۷۳) .

2.اجترّه : أي جرّه (الصحاح : ج ۲ ص ۶۱۲ «جرر») .

3.الرِّمَّةُ والرَمِيم : العظم البالي (النهاية : ج ۲ ص ۲۶۷ «رمم») .

4.النتر : جذب في جفوة (الصحاح : ج ۲ ص ۸۲۲ «نتر») .

5.جاء في هامش بحار الأنوار (ج ۴۴ ص ۷۸) : فيه غرابة! حيث كان للحسين عليه السلام حين ولي عثمان الخلافة أكثر من عشرين سنة ، فكيف اجترّه أبو سفيان ، وكيف نتر يده ، وكيف كان يهلك لولا النعمان بن بشير ؟!

6.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۳ ـ ۳۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۷۳ و ۷۸ ح ۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
108

۶۶۵.تاريخ دمشق عن الزهري :إنَّ عُمَرَ كَسا أبناءَ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فَلَم يَكُن فيها ما يَصلُحُ لِلحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ، فَبَعَثَ إلَى اليَمَنِ فَاُتِيَ لَهُما بِكِسوَةٍ ، فَقالَ : الآنَ طابَت نَفسي ! ۱

۶۶۶.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن سليمان بن بلال عن جعفر بن محمّد عن أبيه [الباقر] عليهماالسلام :قَدِمَ عَلى عُمَرَ حُلَلٌ مِنَ اليَمَنِ ، فَكَسَا النّاسَ ، فَراحوا فِي الحُلَلِ وهُوَ بَينَ القَبرِ وَالمِنبَرِ جالِسٌ ، وَالنّاسُ يَأتونَهُ فَيُسَلِّمونَ عَلَيهِ ويَدعونَ ، فَخَرَجَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ ابنا عَلِيٍّ مِن بَيتِ اُمِّهِما فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَتَخَطَّيانِ النّاسَ ـ وكانَ بَيتُ فاطِمَةُ في جَوفِ المَسجِدِ ـ لَيسَ عَلَيهِما مِن تِلكَ الُحلَلِ شَيءٌ ، وعُمَرُ قاطِبٌ صارٌّ ۲ بَينَ عَينَيهِ .
ثُمَّ قالَ : وَاللّه ِ ما هَنَأَني ما كَسَوتُكُم . قالوا : لِمَ يا أميرَ المُؤمِنينَ ؟ كَسَوتَ رَعِيَّتَكَ وأحسَنتَ ، قالَ : مِن أجلِ الغُلامَينِ يَتَخَطَّيانِ النّاسَ لَيسَ عَلَيهِما مِنها شَيءٌ ، كَبُرَت عَنهُما وصَغُرا عَنها ، ثُمَّ كَتَبَ إلى صاحِبِ اليَمَنِ أنِ ابعَث إلَيَّ بِحُلَّتَينِ لِحَسَنٍ وحُسَينٍ وعَجِّل ، فَبَعَثَ إلَيهِ بِحُلَّتَينِ فَكَساهُما . ۳

راجع : ج 1 ص 208 (القسم الأوّل / الفصل الخامس / الرّباب) .

1.تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۷۷ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۸۵ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۲ ص ۲۱۵ عن السدّي نحوه .

2.صارٌّ بين عينيه : أي مُقبِض جامع بينهما كما يفعل الحزين (لسان العرب : ج ۴ ص ۴۵۲ «صرر») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۳۹۳ ح ۳۶۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۵ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۷۷ وفيه «درب عنهما ومعرا» بدل «كبرت عنهما وصغرا» ، كنز العمّال : ج ۱۳ ص ۶۵۸ ح ۳۷۶۷۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 148758
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي