125
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۶۹۲.وقعة صفّين ـ بَعدَ ذِكرِ كَلامِ الإِمامِ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ عليهماالسلام فِي استِنهاضِ النّاسِ لِلقِتالِ مَعَمُعاوِيَةَ وذلِكَ قَبلَ خُروجِ النّاسِ إلَى القِتالِ ـ :ثُمَّ قامَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام خَطيبا ، فَحَمِدَ اللّه َ وأثنى عَلَيهِ بِما هُوَ أهلُهُ ، ثُمَّ قالَ : يا أهلَ الكوفَةِ ! أنتُمُ الأَحِبَّةُ الكُرَماءُ ، وَالشِّعارُ دونَ الدِّثارِ ۱ ، جِدّوا في إحياءِ ما دَثَرَ بَينَكُم ، وإسهالِ ما تَوَعَّرَ عَلَيكُم ، واُلفَةِ ما ذاعَ مِنكُم . ألا إنَّ الحَربَ شَرُّها ذَريعٌ ، وطَعمُها فَظيعٌ ، وهِيَ جُرَعٌ مُتَحَسّاةٌ . فَمَن أخَذَ لَها اُهبَتَها ، وَاستَعَدَّ لَها عُدَّتَها ، ولَم يَألَم كُلومَها ۲ عِندَ حُلولِها ، فَذاكَ صاحِبُها ، ومَن عاجَلَها قَبلَ أوانِ فُرصَتِها وَاستِبصارِ سَعيِهِ فيها ، فَذاكَ قَمِنٌ ۳ ألّا يَنفَعَ قَومَهُ ، وأن يُهلِكَ نَفسَهُ . نَسأَلُ اللّه َ بِعَونِهِ أن يَدعَمَكُم بِاُلفَتِهِ .
ثُمَّ نَزَلَ . فَأَجابَ عَلِيّا عليه السلام إلَى السَّيرِ وَالجِهادِ جُلُّ النّاسِ . ۴

1.الدِّثارُ : الثوب الذي يكون فوق الشعار ، يعني أنتم الخاصّة (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۰ «دثر») .

2.الكَلْمُ : الجراحة ، والجمع كُلُوم وكِلام (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۲۳ «كلم») .

3.يقال : قَمَنٌ وقَمِنٌ وقمينٌ : أي خليق وجدير (النهاية : ج ۴ ص ۱۱۱ «قمن») .

4.وقعة صفّين : ص ۱۱۴ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۰۵ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۸۶ نحوه .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
124

۶۹۰.الأخبار الطوال عن زيد بن وهبـ في ذِكرِ حَربِ صِفّينَـ : فَإِنّي لَأَنظُرُ إلى عَلِيٍّ عليه السلام وهُوَ يَمُرُّ نَحوَ رَبيعَةَ ، ومَعَهُ بَنوهُ : الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ومُحَمَّدٌ ، وإنَّ النَّبلَ لَيَمُرُّ بَينَ اُذُنَيهِ وعاتِقِهِ ، وبَنوهُ يَقونَهُ بِأَنفُسِهِم .
فَلَمّا دَنا عَلِيٌّ عليه السلام مِنَ المَيسَرَةِ وفيهَا الأَشتَرُ ، وقَد وَقَفوا في وُجوهِ أهلِ الشّامِ يُجالِدونَهُم ، ۱ فَناداهُ عَلِيٌّ عليه السلام ، وقالَ : ائتِ هؤُلاءِ المُنهَزِمينَ ، فَقُل : أينَ فِرارُكُم مِنَ المَوتِ الَّذي لَم تُعجِزوهُ إلَى الحَياةِ الَّتي لا تَبقى لَكُم ؟ ! ۲

۶۹۱.الفتوحـ في ذِكرِ قَضايا حَربِ صِفّينَـ : أرسَلَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : أنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَالقَني إذا شِئتَ حَتّى اُخبِرَكَ .
قالَ : فَخَرَجَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى واقَفَهُ وظَنَّ أنَّهُ يُريدُ حَربَهُ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عُمَرَ : إنّي لَم أدعُكَ إلَى الحَربِ ، ولكِنِ اسمَع مِنّي ؛ فَإِنَّها نَصيحَةٌ لَكَ . فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : قُل ما تَشاءُ . فَقالَ : اِعلَم أنَّ أباكَ قَد وَتَرَ قُرَيشا ، وقَد بَغَضَهُ النّاسُ وذَكَروا أنَّهُ هُوَ الَّذي قَتَلَ عُثمانَ ، فَهَل لَكَ أن تَخلَعَهُ وتُخالِفَ عَلَيهِ حَتّى نُوَلِّيَكَ هذَا الأَمرَ ؟
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : كَلّا وَاللّه ِ ، لا أكفُرُ بِاللّه ِ وبِرَسولِهِ وبِوَصِيِّ رَسولِ اللّه ِ ، إخسَ وَيلَكَ مِن شَيطانٍ مارِدٍ ! فَلَقَد زَيَّنَ لَكَ الشَّيطانُ سوءَ عَمَلِكَ ، فَخَدَعَكَ حَتّى أخرَجَكَ مِن دينِكَ بِاتِّباعِ القاسِطينَ ونُصرَةِ هذَا المارِقِ مِنَ الدّينِ ، لَم يَزَل هُوَ وأبوهُ حَربَينِ ۳ وعُدَوَّينِ للّه ِ ولِرَسولِهِ وَلِلمُؤمِنينَ ، فَوَاللّه ِ ما أسلَما ، ولكِنَّهُمَا استَسلَما خَوفا وطَمَعا ، فَأَنتَ اليَومَ تُقاتِلُ غَيرَ مُتَذَمِّمٍ ، ۴ ثُمَّ تَخرُجُ إلَى الحَربِ مُتَخَلِّقا ۵ لِتُرائِيَ بِذلِكَ نِساءَ أهلِ الشّامِ ، ارتَع ۶ قَليلاً ، فَاِءنّي أرجو أن يَقتُلَكَ اللّه ُ عز و جل سَريعا .
قالَ : فَضَحِكَ عُبَيدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، ثُمَّ رَجَعَ إلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : إنّي أرَدتُ خَديعَة الحُسَينِ وقُلتُ لَهُ كَذا وكَذا، فَلَم أطمَع في خَديعَتِهِ .
فَقالَ مُعاوِيَةُ : إنَّ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ لا يُخدَعُ وهُوَ ابنُ أبيهِ . ۷

1.جالَدوا بالسيوف : تضاربوا (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۸۴ «جلد») .

2.الأخبار الطوال : ص ۱۸۲ وراجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۹ والكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۳۷۴ والبداية والنهاية : ج ۷ ص ۲۶۵ ووقعة صفّين : ص ۲۵۰ .

3.في الطبعة المعتمدة : «حربيين» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

4.في الطبعة المعتمدة : «عن غير متذمّم» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

5.خلَّقتُه : طليته بالخَلوق ، وهو طيبٌ معروف يتّخَذ من الزعفران وغيره من أنواع الطيب ، وتغلب عليه الحمرة والصفرة (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۹۱ «خلق») .

6.رَتَع : أكَلَ وشرِبَ ما شاءَ في خصب وَسَعة ، أو هو الأكل والشرب رَغَدا في الريف ، أو بِشَرَهٍ (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۲۷ «رتع») .

7.الفتوح : ج ۳ ص ۳۹ وفي وقعة صفّين : ص ۲۹۷ و بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۴۸۰ ح ۴۱۶ عن الإمام الحسن عليه السلام .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 177170
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي