151
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
150

1 / 4

وَصِيَّةُ الحَسَنِ عليه السلام إلَيهِ وماجَرى قَبلَ دَفنِهِ

۷۳۰.الكافي عن محمّد بن مسلم :سَمِعتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام يَقولُ : لَمَّا احتُضِرَ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أخي ، إنّي اُوصيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحفَظها ، فَإِذا أنَا مِتُّ فَهَيِّئني ثُمَّ وَجِّهني إلى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِاُحدِثَ بِهِ عَهدا ، ثُمَّ اصرِفني إلى اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلام ۱ ، ثُمَّ رُدَّني فَادفِنّي بِالبَقيعِ ... .
فَلَمّا قُبِضَ الحَسَنُ عليه السلام ووُضِعَ عَلى سَريرِهِ ، فَانطَلَقوا بِهِ إلى مُصَلّى رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله الَّذي كانَ يُصَلّي فيهِ عَلَى الجَنائِزِ ، فَصَلَّى [الحُسَينُ عليه السلام ] عَلَى الحَسَنِ عليه السلام ، فَلَمّا أن صَلّى عَلَيهِ حُمِلَ فَاُدخِلَ المَسجِدَ ، فَلَمّا اُوقِفَ عَلى قَبرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله بَلَغَ عائِشَةَ الخَبَرُ ، وقيلَ لَها : إنَّهُم قَد أقبَلوا بِالحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ لِيُدفَنَ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَخَرَجَت مُبادِرَةً عَلى بَغلٍ بِسَرجٍ ـ فَكانَت أوَّلَ امرَأَةٍ رَكِبَت فِي الإِسلامِ سَرجا ـ فَوَقَفَت و قالَت : نَحُّوا ابنَكُم عَن بَيتي ... .
قالَ : فَمَضَى الحُسَينُ عليه السلام إلى قَبرِ اُمِّهِ ، ثُمَّ أخرَجَهُ فَدَفَنَهُ بِالبَقيعِ . ۲

۷۳۱.الإرشاد عن زياد المُخارقي :لَمّا حَضَرَتِ الحَسَنَ عليه السلام الوَفاةُ ، استَدعَى الحُسَينَ بنَ عَلِىٍّ عليه السلام فَقالَ : يا أخي ، إنّي مُفارِقُكَ ولاحِقٌ بِرَبّي جَلَّ وعَزَّ ، وقَد سُقيتُ السَّمَّ ورَمَيتُ بِكَبِدي فِي الطَّستِ ، وإنّي لَعارِفٌ بِمَن سَقانِي السَّمَّ ومِن أينَ دُهِيتُ ، وأنَا اُخاصِمُهُ إلَى اللّه ِ تَعالى ، فَبِحَقّي عَلَيكَ إن تَكَلَّمتَ في ذلِكَ بِشَيءٍ ، وَانتَظِر ما يُحدِثُ اللّه ُ عَزَّ ذِكرُهُ فِيَّ ، فَإِذا قَضَيتُ فَغَمِّضني وغَسِّلني وكَفِّنّي وَاحمِلني عَلى سَريري إلى قَبرِ جَدّي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؛ لِاُجَدِّدَ بِهِ عَهدا ، ثُمَّ رُدَّني إلى قَبرِ جَدَّتي فاطِمَةَ بِنتِ أسَدٍ رَحمَةُ اللّه ِ عَلَيها ، فَادفِنّي هُناكَ .
وسَتَعلَمُ يَابنَ اُمِّ أنَّ القَومَ يَظُنُّونَ أنَّكُم تُريدونَ دَفني عِندَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَيُجلِبونَ ۳ في مَنعِكُم عَن ذلِكَ ، وبِاللّه ِ اُقسِمُ عَلَيكَ أَن تُهَريقَ في أمري مِحجَمَةَ ۴ دَمٍ .
ثُمَّ وَصّى عليه السلام إلَيهِ بِأَهلِهِ ووُلدِهِ وتَرِكاتِهِ ، وما كانَ وَصّى بِهِ إلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام حينَ استَخلَفَهُ وأهَّلَهُ لِمَقامِهِ ، ودَلَّ شيعَتَهُ عَلَى استِخلافِهِ ونَصبِهِ لَهُم عَلَما مِن بَعدِهِ .
فَلَمّا مَضى عليه السلام لِسَبيلِهِ ، غَسَّلَهُ الحُسَينُ عليه السلام وكَفَّنَهُ وحَمَلَهُ عَلى سَريرِهِ ، ولَم يَشُكَّ مَروانُ ومَن مَعَهُ مِن بَني اُمَيَّةَ أَنَّهُم سَيَدفِنونَهُ عِندَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَتَجَمَّعوا لَهُ ولَبِسُوا السِّلاحَ ، فَلَمّا تَوَجَّهَ بِهِ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام إلى قَبرِ جَدِّهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِيُجَدِّدَ بِهِ عَهدا ، أقبَلوا إلَيهِم في جَمعِهِم ، ولَحِقَتهُم عائِشَةُ عَلى بَغلٍ وهِيَ تَقولُ : ما لي ولَكُم ، تُريدونَ أن تُدخِلوا بَيتي مَن لا اُحِبُّ ؟ !
وجَعَلَ مَروانُ يَقولُ :
يا رُبَّ هَيجا هِيَ خَيرٌ مِنْ دَعَة!
أيُدفَنُ عُثمانُ في أقصَى المَدينَةِ ، ويُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ النَّبِيِّ ؟ ! لا يَكونُ ذلِكَ أبَدا وأنَا أحمِلُ السَّيفَ .
وكادَتِ الفِتنَةُ تَقَعُ بَينَ بَني هاشِمٍ وبَني اُمَيَّةَ ، فَبادَرَ ابنُ عَبّاسٍ إلى مَروانَ فَقالَ لَهُ : اِرجِع يا مَروانُ مِن حَيثُ جِئتَ ، فَإِنّا ما نُريدُ أن نَدفِنَ صاحِبَنا عِندَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لكِنّا نُريدُ أن نُجَدِّدَ بِهِ عَهدا بِزِيارَتِهِ ، ثُمَّ نَرُدَّهُ إلى جَدَّتِهِ فاطِمَةَ فَنَدفِنَهُ عِندَها بِوَصِيَّتِهِ بِذلِكَ ، ولَو كانَ وَصّى بِدَفنِهِ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله لَعَلِمتَ أنَّكَ أقصَرُ باعا مِن رَدِّنا عَن ذلِكَ ، لكِنَّهُ عليه السلام كانَ أعلَمَ بِاللّه ِ ورَسولِهِ وبِحُرمَةِ قَبرِهِ مِن أن يَطرُقَ عَلَيهِ هَدما كَما طَرَقَ ذلِكَ غَيرُهُ ، ودَخَلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ .
ثُمَّ أقبَلَ عَلى عائِشَةَ فَقالَ لَها : وَاسَوأَتاه ! يَوما عَلى بَغلٍ ويَوما عَلى جَمَلٍ ، تُريدينَ أن تُطفِئي نورَ اللّه ِ ، وتُقاتِلينَ أولِياءَ اللّه ِ ، ارجِعي فَقَد كُفِيتِ الَّذي تَخافينَ وبَلَغتِ ما تُحِبّينَ ، وَاللّه ُ تَعالى مُنتَصِرٌ لِأَهلِ هذَا البَيتِ ولَو بَعدَ حينٍ .
وقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَاللّه ِ لَولا عَهدُ الحَسَنِ عليه السلام إلَيَّ بِحَقنِ الدِّماءِ ، وألّا اُهَريقَ في أمرِهِ مِحجَمَةَ دَمٍ ، لَعَلِمتُم كَيفَ تَأخُذُ سُيوفُ اللّه ِ مِنكُم مَأخَذَها ، وقَد نَقَضتُمُ العَهدَ بَينَنا وبَينَكُم ، وأبطَلتُم مَا اشتَرَطنا عَلَيكُم لِأَنفُسِنا .
ومَضَوا بِالحَسَنِ عليه السلام فَدَفَنوهُ بِالبَقيعِ عِندَ جَدَّتِهِ فاطِمَةَ بِنتِ أسَدِ بنِ هاشِمِ بنِ عَبدِ مَنافٍ رَضِيَ اللّه ُ عَنها وأسكَنَها جَنّاتِ النَّعيمِ . ۵

1.وفقا للروايات الاُخرى والّتي ستأتي الإشارة إليها فإنّ مراده هو «فاطمة بنت أسد» اُمّ الإمام عليّ عليه السلام وجدّة الإمام الحسن عليه السلام . وهذه الروايات تتلاءم مع خفاء قبر فاطمة الزهراء عليهاالسلام.

2.الكافي : ج ۱ ص ۳۰۲ ح ۳ و ص ۳۰۰ ح ۱ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۴۲ ح ۹ .

3.يقال : أجلبوا عليه : إذا تجمّعوا وتألّبوا . وأجلَبَه : أعانه (النهاية : ج ۱ ص ۲۸۲ «جلب») .

4.المِحْجَمَة : القارورة التي يجمع فيها دمُ الحجامة (المعجم الوسيط : ج ۱ ص ۱۵۸ «حجم») .

5.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۷ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۱۱ ، روضة الواعظين : ص ۱۸۵ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۱۴ عن زياد المحاربي وفيه صدره إلى «بغل» ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۵۶ ح ۲۵ وراجع : مقاتل الطالبيّين : ص ۸۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 148755
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي