153
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
152

۷۳۲.الأمالي للطوسي عن ابن عبّاس :دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى أخيهِ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ ، فَقالَ لَهُ : كَيفَ تَجِدُكَ يا أخي ؟
قالَ : أجِدُني في أوَّلِ يَومٍ مِن أيّامِ الآخِرَةِ وآخِرِ يَومٍ مِن أيّامِ الدُّنيا ، وَاعلَم أنّي لا أسبِقُ أجَلي ، وأنّي وارِدٌ عَلى أبي وجَدّي عليهماالسلام ، عَلى كُرهٍ مِنّي لِفِراقِكَ وفِراقِ إخوَتِكَ وفِراقِ الأَحِبَّةِ ، وأستَغفِرُ اللّه َ مِن مَقالَتي هذِهِ وأتوبُ إلَيهِ ، بَل عَلى مَحَبَّةٍ مِنّي لِلِقاءِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وأميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام ولِقاءِ فاطِمَةَ عليهاالسلام وحَمزَةَ وجَعفَرٍ ، وفِي اللّه ِ عز و جل خَلَفٌ مِن كُلِّ هالِكٍ ، وعَزاءٌ مِن كُلِّ مُصيبَةٍ ، ودَرَكٌ مِن كُلِّ ما فاتَ .
ـ إلى أن قالَ ـ : اُكتُب :
هذا ما أوصى بِهِ الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ إلى أخيهِ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ : أوصى أنَّهُ يَشهَدُ أن لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، وأنَّهُ يَعبُدُهُ حَقَّ عِبادَتِهِ ، لا شَريكَ لَهُ فِي المُلكِ ، ولا وَلِيَّ لَهُ مِنَ الذُّلِّ ، وأنَّهُ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ فَقَدَّرَهُ تَقديرا ، وأنَّهُ أولى مَن عُبِدَ وأحَقُّ مَن حُمِدَ ، مَن أطاعَهُ رَشَدَ ، ومَن عَصاهُ غَوى ، ومَن تابَ إلَيهِ اهتَدى .
فَإِنّي اُوصيكَ يا حُسَينُ بِمَن خَلَّفتُ مِن أهلي ووُلدي وأهلِ بَيتِكَ ، أن تَصفَحَ عَن مُسيئِهِم ، وتَقبَلَ مِن مُحسِنِهِم ، وتَكونَ لَهُم خَلَفا ووالِدا ، وأن تَدفِنَني مَعَ جَدّي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنّي أحَقُّ بِهِ وبِبَيتِهِ مِمَّن اُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ ولا كِتابٍ جاءَهُم مِن بَعدِهِ ، قالَ اللّه ُ تَعالى فيما أنزَلَهُ عَلى نَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله في كِتابِهِ : «يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدْخُلُواْ بُيُوتَ النَّبِىِّ إِلَا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ»۱ فَوَاللّه ِ ما أذِنَ لَهُم فِي الدُّخولِ عَلَيهِ في حَياتِهِ بِغَيرِ إذنِهِ ، ولا جاءَهُمُ الإِذنُ في ذلِكَ مِن بَعدِ وَفاتِهِ ، ونَحنُ مَأذونٌ لَنا فِي التَّصَرُّفِ فيما وَرِثناهُ مِن بَعدِهِ ، فَإِن أبَت عَلَيكَ الاِمرَأَةُ فَأَنشُدُكَ بِالقَرابَةِ الَّتي قَرَّبَ اللّه ُ عز و جل مِنكَ ، وَالرَّحِمِ الماسَّةِ مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، ألّا تُهَريقَ فِيَّ مِحجَمَةً مِن دَمٍ حَتّى نَلقى رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَنَختَصِمَ إلَيهِ ، ونُخبِرَهُ بِما كانَ مِنَ النّاسِ إلَينا بَعدَهُ . ثُمَّ قُبِضَ عليه السلام .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ ـ [بَعدَ شَهادَةِ الإِمامِ الحَسَنِ عليه السلام ] ـ : فَدَعانِي الحُسَينُ عليه السلام وعَبدَ اللّه ِ بنِ جَعفَرٍ وعَلِيَّ بنَ عَبدِ اللّه ِ بنِ العَبّاسِ ، فَقالَ : اِغسِلُوا ابنَ عَمِّكُم ، فَغَسَّلناهُ وحَنَّطناهُ وألبَسناهُ أكفانَهُ ، ثُمَّ خَرَجنا بِهِ حَتّى صَلَّينا عَلَيهِ فِي المَسجِدِ ، وإنَّ الحُسَينَ عليه السلام أمَرَ أن يُفتَحَ البَيتُ ، فَحالَ دونَ ذلِكَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ وآلُ أبي سُفيانَ ومَن حَضَرَ هُناكَ مِن وُلدِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، وقالوا : أيُدفَنُ أميرُ المُؤمِنينَ عُثمانُ الشَّهيدُ القَتيلُ ظُلما بِالبَقيعِ بِشَرِّ مَكانٍ ، ويُدفَنُ الحَسَنُ مَعَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؟ وَاللّه ِ لا يَكونُ ذلِكَ أبَدا حَتّى تَكَسَّرَ السُّيوفُ بَينَنا وتَنقَصِفَ ۲ الرِّماحُ ويَنفَدَ النَّبلُ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أما وَاللّه ِ الَّذي حَرَّمَ مَكَّةَ ، لَلحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ ابنُ فاطِمَةَ أحَقُّ بِرَسولِ اللّه ِ وبَيتِهِ مِمَّن اُدخِلَ بَيتَهُ بِغَيرِ إذنِهِ ، وهُوَ وَاللّه ِ أحَقُّ بِهِ مِن حَمّالِ الخَطايا ، مُسَيِّرِ أبي ذَرٍّ ، الفاعِلِ بِعَمّارٍ ما فَعَلَ ، وبِعَبدِ اللّه ِ [بن مسعود] ۳ ما صَنَعَ ، الحامِي الحِمى ، المُؤوي لِطَريدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، لكِنَّكُم صِرتُم بَعدَهُ الاُمَراءَ ، وبايَعَكُم عَلى ذلِكَ الأَعداءُ وأبناءُ الأَعداءُ .
قالَ : فَحَمَلناهُ فَأَتَينا بِهِ قَبرَ اُمِّهِ فاطِمَةَ ۴ ، فَدَفَنّاهُ إلى جَنبِها . ۵

1.الأحزاب : ۵۳ .

2.القصف : الكسر (الصحاح : ج ۴ ص ۱۴۱۶ «قصف») .

3.ضربهما عثمان ضربا شديدا أو أمر بضربهما ، راجع : موسوعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : ج ۲ ص ۱۵۸ (القسم الرابع / الفصل الرابع: مبادئ الثورة على عثمان / معاقبة من أنكر عليه أحداثه) .

4.المراد من «فاطمة» هنا : فاطمة بنت أسد رضى الله عنه .

5.الأمالي للطوسي : ص ۱۵۹ ح ۲۶۷ ، بشارة المصطفى : ص ۲۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۱۵۱ ح ۲۲ وراجع : تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۲۵۲ وتاريخ دمشق : ج ۱۳ ص ۲۸۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 175010
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي