175
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۷۴۸.نزهة الناظر :تَذاكَرُوا العَقلَ عِندَ مُعاوِيَةَ ، فَقالَ الإِمامُ الشَّهيدُ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام : لا يَكمُلُ العَقلُ إلّا بِاتِّباعِ الحَقِّ . فَتَبَسَّمَ مُعاوِيَةُ لَهُ وقالَ : ما في صُدورِكُم إلّا شَيءٌواحِدٌ . ۱

۷۴۹.التوحيد عن عمرو بن جميع عن جعفر بن محمّد [الصادق] عن آبائه عليهم السلام :دَخَلَ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام عَلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ لَهُ : ما حَمَلَ أباكَ عَلى أن قَتَلَ أهلَ البَصرَةِ ثُمَّ دارَ عَشِيّافي طُرُقِهِم في ثَوبَينِ ؟
فَقالَ عليه السلام : حَمَلَهُ عَلى ذلِكَ عِلمُهُ أنَّ ما أصابَهُ لَم يَكُن لِيُخطِئَهُ ، وأنَّ ما أخطَأَهُ لَم يَكُن لِيُصيبَهُ . قالَ : صَدَقتَ . ۲

۷۵۰.أنساب الأشراف عن مسافع بن شيبة :حَجَّ مُعاوِيَةُ ، فَلَمّا كانَ عِندَ الرَّدمِ ۳ أخَذَ الحُسَينُ بِخِطامِ ناقَتِهِ فَأَناخَ بِهِ راحِلَتَهُ ، ثُمَّ سارَّهُ طَويلاً ، ثُمَّ انصَرَفَ ، وزَجَرَ مُعاوِيَةُ راحِلَتَهُ وسارَ ، فَقالَ عَمرُو بنُ عُثمانَ بنِ عَفّانَ : يُنيخُ بِكَ الحُسَينُ وتَكُفُّ عَنهُ وهُوَ ابنُ أبي طالِبٍ ، وتُسَرِّعُهُ عَلى ما تَعلَمُ ؟
فَقالَ مُعاوِيَةُ : دَعني مِن عَلِيٍّ ، فَوَاللّه ِ ما فارَقَني حَتّى خَشيتُ أن يَقتُلَني ، ولَو قَتَلَني ما أفلَحتُم ، وإنَّ لَكُم مِن بَني هاشِمٍ لَيَوما عَصيبا . ۴

1.نزهة الناظر : ص ۸۳ ح ۱۲ ، أعلام الدين : ص ۲۹۸ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۷ ح ۱۱ .

2.التوحيد : ص ۳۷۴ ح ۱۹ .

3.الرَّدْم : يقال : رَدَمْتُ الشيء إذا سددته ، وهو ردم بني جمح بمكّة لبني قُراد الفهريّين ، سُمّي بذلك بما رُدِمَ منهم في قتال شديد اقتتلوا فيه مع بني محارب (راجع : معجم البلدان : ج ۳ ص۴۰) .

4.أنساب الأشراف : ج ۵ ص ۶۴ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۰۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
174

۷۴۷.تاريخ دمشق عن مصعب :خَرَجَ الحُسَينُ عليه السلام مِن عِندِ مُعاوِيَةَ فَلَقِيَ ابنَ الزُّبَيرِ ، وَالحُسَينُ عليه السلام مُغضَبٌ ، فَذَكَرَ الحُسَينُ عليه السلام أنَّ مُعاوِيَةَ ظَلَمَهُ في حَقٍّ لَهُ ، فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : اُخَيِّرُهُ في ثَلاثِ خِصالٍ وَالرّابِعَةُ الصَّيلَمُ ۱ ، أن يَجعَلَكَ أو ابنَ عُمَرَ بَيني وبَينَهُ ، أو يُقِرَّ بِحَقّي ثُمَّ يَسأَلَني فَأَهِبَهُ لَهُ أو يَشتَرِيَهُ مِنّي ، فَإِن لَم يَفعَل ، فَوَالَّذينَفسي بِيَدِهِ لَأَهتِفَنَّ بِحِلفِ الفُضولِ . ۲
فَقالَ ابنُ الزُّبَيرِ : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ ، لَئِن هَتَفتَ بِهِ وأنَا قاعِدٌ لَأَقومَنَّ ، أو قائِمٌ لَأَمشِيَنَّ ، أو ماشٍ لَأَشتَدَّنَّ ، حَتّى تَفنى روحي مَعَ روحِكَ أو يُنصِفَكَ .
قالَ : ثُمَّ ذَهَبَ ابنُ الزُّبَيرِ إلى مُعاوِيَةَ ، فَقالَ : لَقِيَنِي الحُسَينُ فَخَيَّرَني في ثَلاثِ خِصالٍ وَالرّابِعَةُ الصَّيلَمُ .
قالَ مُعاوِيَةُ : لا حاجَةَ لَنا بِالصَّيلَمِ ، إنَّكَ لَقيتَهُ مُغضَبا ، فَهاتِ الثَّلاثَ خِصالٍ .
قالَ : تَجعَلُني أوِ ابنَ عُمَرَ بَينَكَ وبَينَهُ ، فَقالَ : قَد جَعَلتُكَ بَيني وبَينَهُ أوِ ابنَ عُمَرَ أو جَعَلتُكُما جَميعا ، قالَ : أو تُقِرُّ لَهُ بِحَقِّهِ ، قالَ : فَأَنَا اُقِرُّ لَهُ بِحَقِّهِ وأسأَلُهُ إيّاهُ ، قالَ : أو تَشتَريهِ مِنهُ ، قالَ : فَأَنَا أشتَريهِ مِنهُ . قالَ : فَلَمَّا ۳ انتَهى إلَى الرّابِعَةِ قالَ لِمُعاوِيَةَ كَما قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : إن دَعاني إلى حِلفِ الفُضولِ أجَبتُهُ ، قالَ مُعاوِيَةُ : لا حاجَةَ لَنا بِهذِهِ . ۴

1.الصَّيلَم : الأمر الشديد المُستأصل . والصَّيلَم ـ أيضا ـ : القطيعة المُنكَرة (تاج العروس : ج۱۷ ص۴۱۳ «صلم») .

2.هو حلف بين عدّة أشخاص من جُرْهم وقطوراء ، وأسماؤهم جميعا مشتقّة من الفضل ؛ وهم : الفضيل بن الحارث الجرهمي والفضيل بن وادعة القطوري والمفضّل بن فضالة الجرهمي . فاجتمع هؤلاء وأقسموا أن لا يبقوا في مكّة ظالما ، وقالوا : إنّ ترك الظالم فيها غير سائغ ؛ لأنّ اللّه سبحانه عظّم مكّة . وأنشد عمرو بن عوف في ذلك : إنّ الفضول تحالفوا وتعاقدواأن لا يقرّ ببطن مكّة ظالم أمر ، عليه تعاهدوا وتواثقوافالجارُ والمُعتَرّ فيهم سالم ثمّ اضمحلّ هذا الحلف ولم يبق منه في قريش إلّا الاسم. ثُمّ دعت قبائل من قريش بعضها بعضا لهذا الحلف، فاجتمع بنو هاشم وبنو عبدالمطّلب وبنو أسد وزهرة بن كلاب وتيم بن مرّة في بيت عبداللّه بن جدعان ـ وكان شريفا فيهم كبير السنّ ـ فتحالفوا على أن لا يتركوا في مكّة مظلوماـ سواءً كان مكّيا أم من غيرها ـ إلّا نصروه على ظالمه ويأخذوا له بحقّه. وأطلقت قريش على هذا الحلف : حلف الفضول ، وشهد النبيّ صلى الله عليه و آله هذا الحلف، وكان يقول بعد رسالته: «لقد شهدت عمومتي حلفا في دار عبداللّه بن جدعان ما اُحبّ أن لي به حُمر النعم ، ولو دُعيت به في الإسلام لأجبت» . (راجع : الكامل في التاريخ : ج۱ ص۴۷۳) .

3.في المصدر : «فما»، والصواب ما أثبتناه كما في الأغاني .

4.تاريخ دمشق : ج ۵۹ ص ۱۸۰ ، الأغاني : ج ۱۷ ص ۲۹۷ و راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۱۵ ص ۲۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 148764
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي