۷۹۳.الأمالي للصدوق عن عبداللّه بن منصور عن الإمام الصادق عن أبيه عن جدّه عليهم السلام :لَمّا حَضَرَت مُعاوِيَةَ الوَفاةُ ، دَعا ابنَهُ يَزيدَ فَأَجلَسَهُ بَينَ يَدَيهِ ، فَقالَ لَهُ :
يا بُنَيَّ ، إنّي قَد ذَلَّلتُ لَكَ الرِّقابَ الصِّعابَ ، ووَطَّدتُ لَكَ البِلادَ ، وجَعَلتُ المُلكَ وما فيهِ لَكَ طُعمَةً ، وإنّي أخشى عَلَيكَ مِن ثَلاثَةِ نَفَرٍ يُخالِفونَ عَلَيكَ بِجَهدِهِم ، وهُم : عَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ، وعَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ، وَالحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ؛ فَأَمّا عَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، فَهُوَ مَعَكَ فَالزَمهُ ولا تَدَعهُ ، وأمّا عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ، فَقَطِّعهُ إن ظَفِرتَ بِهِ إربا إربا ؛ فَإِنَّهُ يَجثو لَكَ كَما يَجثُو الأَسَدُ لِفَريسَتِهِ ، ويُوارِبُكَ ۱ مُوارَبَةَ الثَّعلَبِ لِلكَلبِ .
وأمَّا الحُسَينُ ، فَقَد عَرَفتَ حَظَّهُ مِن رَسولِ اللّه ِ ، وهُوَ مِن لَحمِ رَسولِ اللّه ِ ودَمِهِ ، وقَد عَلِمتَ ـ لا مَحالَةَ ـ أنَّ أهلَ العِراقِ سَيُخرِجونَهُ إلَيهِم ثُمَّ يَخذُلونَهُ ويُضَيِّعونَهُ ، فَإِن ظَفِرتَ بِهِ فَاعرِف حَقَّهُ ومَنزِلَتَهُ مِن رَسولِ اللّه ِ ، ولا تُؤاخِذهُ بِفِعلِهِ ، ومَعَ ذلِكَ فَإِنَّ لَنا بِهِ خِلطَةً ۲ ورَحِما ، وإيّاكَ أن تَنالَهُ بِسوءٍ ، أو يَرى مِنكَ مَكروها . ۳
۷۹۴.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي عن معاوية بن أبي سفيانـ في وَصِيَّتِهِ لِابنِهِ يَزيدَـ :يا بُنَيَّ أنّي أخافُ عَلَيكَ مِن هذِهِ الاُمَّةِ أربَعَةَ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : عَبدَ الرَّحمنِ بنَ أبي بَكرٍ ، وعَبدَ اللّه ِ بنَ عُمَرَ ، وعَبدَ اللّه ِ بنَ الزُّبَيرِ ، وشَبيهَ أبيهِ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ... .
أمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، فَأَوِّه أوِّه يا يَزيدُ ، ماذا أقولُ لَكَ فيهِ ؟ ! فَاحذَر أن تَتَعَرَّضَ لَهُ إلّا بِسَبيلِ خَيرٍ ، وَامدُد لَهُ حَبلاً طَويلاً ، وذَرهُ يَذهَب فِي الأَرضِ كَيفَ يَشاءُ ، ولا تُؤذِهِ ولكِن أرعِد لَهُ وأبرِق ، وإيّاكَ وَالمُكاشَفَةَ لَهُ في مُحارَبَةٍ بِسَيفٍ أو مُنازَعَةٍ بِطَعنِ رُمحٍ ، بَل أعطِهِ وقَرِّبهُ وبَجِّلهُ ، فَإِن جاءَ إلَيكَ أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ فَوَسِّع عَلَيهِم وأرضِهِم ؛ فَإِنَّهُم أهلُ بَيتٍ لا يَسَعُهُم إلَا الرِّضى وَالمَنزِلَةُ الرَّفيعَةُ ، وإيّاكَ يا بُنَيَّ أن تَلقَى اللّه َ بِدَمِهِ فَتَكونَ مِنَ الهالِكينَ . ۴
1.المُوارَبَةُ : المداهاة والمخاتلة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۱۳۶ «ورب») .
2.الخلطة بالضمّ : الشركة ، وبالكسر : العشرة (الصحاح : ج ۳ ص ۱۱۲۴ «خلط») .
3.الأمالي للصدوق : ص ۲۱۵ ح ۲۳۹ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۴ ص ۸۷ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۱۱ .
4.مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۷۵ .