۸۴۱.الأمالي للطوسي عن سالم بن أبي الجعد عن أنس بن مالك :إنَّ عَظيما مِن عُظَماءِ المَلائِكَةِ استَأذَنَ رَبَّهُ عز و جلفي زِيارَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَذِنَ لَهُ ، فَبَينَما هُوَ عِندَهُ إذ دَخَلَ عَلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام ، فَقَبَّلَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله وأجلَسَهُ في حِجرِهِ ، فَقالَ لَهُ المَلَكُ : أتُحِبُّهُ ؟ قالَ : أجَل ، أشَدَّ الحُبِّ ! إنَّهُ ابني .
قالَ لَهُ : إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُهُ ، قالَ : اُمَّتي تَقتُلُ ابني هذا ؟ ! قالَ : نَعَم ، وإن شِئتَ أرَيتُكَ مِنَ التُّربةِ الَّتي يُقتَلُ عَلَيها ، قالَ : نَعَم ، فَأَراهُ تُربَةً حَمراءَ طَيِّبَةَ الرّيحِ .
فَقالَ : إذا صارَت هذِهِ التُّربَةُ دَما عَبيطا فَهُوَ عَلامَةُ قَتلِ ابنِكَ هذا .
قالَ سالِمُ بنُ أبِي الجَعدِ : اُخبِرتُ أنَّ المَلَكَ كانَ ميكائيلَ عليه السلام . ۱
۸۴۲.مجمع الزوائد عن ابن عبّاس :كانَ الحُسَينُ عليه السلام جالِسا في حِجرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ جِبريلُ عليه السلام : أتُحِبُّهُ ؟
فَقالَ : وكَيفَ لا اُحِبُّهُ وهُوَ ثَمَرَةُ فُؤادي ؟ ! فَقالَ : أما إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُهُ ، ألا اُريكَ مِن مَوضِعِ قَبرِهِ ؟ فَقَبَضَ قَبضَةً ، فَإِذا تُربَةٌ حَمراءُ . ۲
۸۴۳.المعجم الكبير عن أبي اُمامة :قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لِنِسائِهِ : لا تُبكُوا هذَا الصَّبِيَّ ـ يَعني حُسَينا عليه السلام ـ قالَ : وكانَ يَومَ اُمِّ سَلَمَةَ ، فَنَزَلَ جِبريلُ عليه السلام ، فَدَخَلَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله الدّاخِلَ ، وقالَ لِاُمِّ سَلَمَةَ : لا تَدَعي أحَدا يَدخُلُ عَلَيَّ ، فَجاءَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَلَمّا نَظَرَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله فِي البَيتِ أرادَ أن يَدخُلَ ، فَأَخَذَتهُ اُمُّ سَلَمَةَ ، فَاحتَضَنَتهُ ، وجَعَلَت تُناغيهِ وتُسَكِّنُهُ ، فَلَمَّا اشتَدَّ فِي البُكاءِ خَلَّت عَنهُ ، فَدَخَلَ حَتّى جَلَسَ في حِجرِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
فَقالَ جِبريلُ عليه السلام : إنَّ اُمَّتَكَ سَتَقتُلُ ابنَكَ هذا ، فَقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : يَقتُلونَهُ وهُم مُؤمِنونَ بي ؟ ! قالَ : نَعَم ، يَقتُلونَهُ ، فَتَناوَلَ جِبريلُ تُربَةً ، فَقالَ : بِمَكانِ كَذا وكَذا .
فَخَرَجَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قَدِ احتَضَنَ حُسَينا عليه السلام ، كاسِفَ البالِ ۳ مَهموما ، فَظَنَّت اُمُّ سَلَمَةَ أنَّهُ غَضِبَ مِن دُخولِ الصَّبِيِّ عَلَيهِ ، فَقالَت : يا نَبِيَّ اللّه ِ ، جُعِلتُ لَكَ الفِداءَ ! إنَّكَ قُلتَ لَنا لا تُبكوا هذَا الصَّبِيَّ ، وأمَرتَني ألّا أدَعَ [أحَدا] ۴ يَدخُلُ عَلَيكَ ، فَجاءَ ، فَخَلَّيتُ عَنهُ .
فَلَم يَرُدَّ عَلَيها ، فَخَرَجَ إلى أصحابِهِ ، وهُم جُلوسٌ ، فَقالَ لَهُم : إنَّ اُمَّتي يَقتُلونَ هذا ، وفِي القَومِ أبو بَكرٍ وعُمَرُ ، وكانا أجرَأَ القَومِ عَلَيهِ ، فَقالا : يا نَبِيَّ اللّه ِ ، يَقتُلونَهُ وهُم مُؤمِنونَ ؟ ! قالَ : نَعَم ، وهذِهِ تُربَتُهُ ، وأراهُم إيّاها . ۵
1.الأمالي للطوسي : ص ۳۱۴ ح ۶۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۲۹ ح ۱۰ .
2.مجمع الزوائد : ج ۹ ص ۳۰۷ ح ۱۵۱۲۹ ، البداية والنهاية : ج ۶ ص ۲۳۰ كلاهما نقلاً عن البزّار وراجع : كامل الزيارات : ص ۱۴۴ ح ۱۶۹ .
3.كاسفُ البال : أي سيّئ الحال (لسان العرب : ج ۹ ص ۲۹۹ «كسف») .
4.ما بين المعقوفين لا يوجد في المعجم الكبير ، وأثبتناه من المصادر الاُخرى .
5.المعجم الكبير : ج ۸ ص ۲۸۵ ح ۸۰۹۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۱ ح ۳۵۲۴ ؛ الأمالي للشجري : ج ۱ ص ۱۸۶ وراجع : سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۸۹ .