4. نظرية الجمع
نظريّة الجمع كما مرّ ، تعمل على التوفيق بين نظريّة طلب الشهادة ونظريّة إقامة الحكم ، والتي تؤيّدها النصوص الكثيرة الصادرة عن النبيّ والأئمّة لطلب الشهادة ، فيما تدلّ أقوال وخطب وكتب الإمام الحسين عليه السلام على إقامة الحكم. وقد أخبر أئمّة الدين بشهادة الإمام الحسين عليه السلام من جهة ، كما كان الإمام الحسين نفسه يعتقد ويؤمن بهذه العاقبة ، وقد اختار هذا الطريق عن علم ومعرفة ، ومن جهة اُخرى فإنّ الإمام الحسين نفسه يؤكّد في المراحل المختلفة من خلال الخطب والكتب على الأهداف الملموسة،مثل إصلاح اُمور الاُمّة وإحياء سنّة النبيّ ، وأحقّيته في الخلافة. وقد دفعت هاتان الحقيقتان الكلاميّتان والتاريخيّتان هذه المجموعة إلى أن تهتمّ بنوع من التوفيق بينهما ، فظهرت على إثر ذلك أربعة آراء :
أ ـ تحقيق الهدف على مراحل
يبدو من بعض ماكتبه الاُستاذ الشهيد المطهريّ ، أنّ هدف الإمام الحسين عليه السلام كان على مراحل ، حيث كان يهدف في المرحلة الاُولى إلى إقامة الحكم ، ولكن أصبح هدفه بعد خبر مقتل مسلم هو الشهادة :
... لماذا اشتدّت اللهجة الحماسيّة في خطب الإمام الحسين عليه السلام بعد أن يئس من نصرة أهل الكوفة له ، واتّضح أنّ الكوفة أصبحت تحت سيطرة ابن زياد ، وأنّ مسلماً قُتل؟... إنّ كلّ ذلك يدلّ على أنّ أبا عبد اللّه كان يريد أن يكون هذا المشهد دمويّاً ، بل إنّه هو نفسه كان يلوّنه . ۱