397
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

1 / 7

نقاشٌ بَيْنَ مَروانَ وَالوَليدِ بَعدَ خُروجِ الإِمامِ عليه السلام

۹۶۷.تاريخ الطبري عن أبي مخنف :قالَ مَروانُ لِلوَليدِ : عَصَيتَني ! لا وَاللّه ِ لا يُمَكِّنُكَ مِن مِثلِها مِن نَفسِهِ أبَدا .
قالَ الوَليدُ : وَبِّخ غَيرَكَ يا مَروانُ ، إنَّكَ اختَرتَ لِيَ الَّتي فيها هَلاكُ ديني ، وَاللّه ِ ما اُحِبُّ أنَّ لي ما طَلَعَت عَلَيهِ الشَّمسُ وغَرَبَت عَنهُ مِن مالِ الدُّنيا ومُلكِها وأنّي قَتَلتُ حُسَينا ، سُبحانَ اللّه ِ! أقتُلُ حُسَينا أن قالَ : لا اُبايِعُ ؟! وَاللّه ِ إنّي لأََظُنُّ ۱ امرَءً يُحاسَبُ بِدَمِ حُسَينٍ لَخَفيفَ الميزانِ عِندَ اللّه ِ يَومَ القِيامَةِ .
فَقالَ لَهُ مَروانُ : فَإِذا كانَ هذا رَأيَكَ فَقَد أصَبتَ فيما صَنَعتَ . يَقولُ هذا لَهُ وهُوَ غَيرُ الحامِدِ لَهُ عَلى رَأيِهِ . ۲

1.في المصدر : «لا أظنّ» ، والصواب ما أثبتناه كما في الكامل في التاريخ وغيره من المصادر .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۴۰ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۳۰ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۸ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ والثلاثة الأخيرة نحوه ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۳ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۳۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۵ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
396

۹۶۶.الفتوح :مَضى مَروانُ مُغضَبا [بَعدَ أن وَبَّخَهُ الحُسَينُ عليه السلام ] حَتّى دَخَلَ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَخَبَّرَهُ بِما سَمِعَ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ . قالَ : فَعِندَها كَتَبَ الوَليدُ إلى يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ يُخبِرُهُ بِما كانَ مِن أهلِ المَدينَةِ ، وما كانَ مِنِ ابنِ الزُّبَيرِ ... ثُمَّ ذَكَرَ لَهُ بَعدَ ذلِكَ أمرَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ أنَّهُ لَيسَ يَرى لَنا عَلَيهِ طاعَةً ولا بَيعَةً .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى يَزيدَ غَضِبَ لِذلِكَ غَضَبا شَديدا ، وكانَ إذا غَضِبَ انقَلَبَت عَيناهُ فَعادَ أحوَلَ . قالَ : فَكَتَبَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ :
مِن عَبدِ اللّه ِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ . أمّا بَعدُ ، فَإِذا وَرَدَ عَلَيكَ كِتابي هذا فَخُذِ البَيعَةَ ثانِيا عَلى أهلِ المَدينَةِ بِتَوكيدٍ مِنكَ عَلَيهِم ، وذَر عَبدَ اللّه ِ بنَ الزُّبَيرِ ؛ فَإِنَّهُ لَن يَفوتَنا ولَن يَنجُوَ مِنّا أبَدا ما دامَ حَيّا ، وَليَكُن مَعَ جَوابِكَ إلَيَّ رَأسُ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، فَإِن فَعَلتَ ذلِكَ فَقَد جَعَلتُ لَكَ أعِنَّةَ الخَيلِ ، ولَكَ عِندِي الجائِزَةُ والحَظُّ الأَوفَرُ ، وَالنِّعمَةُ واحِدَةً ، وَالسَّلامُ .
قالَ : فَلَمّا وَرَدَ الكِتابُ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ وَقَرَأَهُ تَعاظَمَ ذلِكَ وقالَ : لا وَاللّه ِ ، لا يَرانِيَ اللّه ُ قاتِلَ الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ ، وأنَا لا أقتُلُ ابنَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ولَو أعطاني يَزيدُ الدُّنيا بِحَذافيرِها ۱ . ۲

ملاحظة

ممّا يجدر ذكره أنّ نقل الأمالي والفتوح لا يتلاءم مع الكلام المشهور ؛ ذلك لأنّ النقل المشهور يفيد بأنّ الإمام غادر المدينة بعد يومين أو ثلاثة أيّام من وصول أوّل كتاب ليزيد والذي كان يتضمّن خبر موت معاوية والأمر بأخذ البيعة من الناس والإمام الحسين عليه السلام بشكل خاصّ . وبناءً على ذلك فإنّ والي المدينة لم تسنح له الفرصة لأن يراسل يزيد حول قضية الإمام الحسين عليه السلام .
والملاحظة الاُخرى هي أنّ النقل المشهور يصرّح بأنّ موت معاوية كان في النصف من رجب ، في حين أنّ الروايات أفادت بأنّ خروج الإمام من المدينة كان ليومين بقيا من رجب ؛ وعلى هذا الأساس فإنّ من المستبعد كثيراً تبادل ثلاث رسائل في هذه المدّة بين الشام والمدينة عبر مسافة تبلغ حوالي 1229 كيلومتراً !
علماً أنّ المصادر ذكرت أنّ وصول الإمام إلى مكّة كان في الثالث من شعبان ، وفي هذا الإطار أفادت بعض النقول هذا اليوم باعتباره يوم خروج الإمام من المدينة . ۳ ويبدو أنّها خلطت بين تاريخ خروج الإمام من المدينة ووصوله إلى مكّة .

1.الحذافير : الجوانب . وقيل : الأعالي ، واحدها حِذفار ، وقيل : حُذفور : أي فكأنّما اُعطي الدنيا بأسرِها (النهاية : ج ۱ ص ۳۵۶ «حذفر») .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۷ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۵ .

3.راجع : ج ۳ ص ۱۶ (الفصل الثاني / شخوص الإمام عليه السلام من المدينة وإقامته في مكّة) .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 156668
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي