47
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۵۹۳.الكافي عن حبابة الوالبيّة:رَأَيتُ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام في شُرطَةِ الخَميسِ ومَعَهُ دِرَّةٌ لَها سَبابَتانِ، يَضرِبُ بِها بَيّاعِي الجِرِّيِّ وَالمارماهي وَالزِّمّارِ ، ويَقولُ لَهُم : يا بَيّاعي مُسوخِ بَني إسرائيلَ وجُندِ بَني مَروانَ .
فَقامَ إلَيهِ فُراتُ بنُ أحنَفَ ، فَقالَ : يا أميرَ المُؤمِنينَ ! وما جُندُ بَني مَروانَ ؟
فَقالَ لَهُ : أقوامٌ حَلَقُوا اللِّحى ، وفَتَلُوا الشَّوارِبَ ، فَمُسِخوا .
فَلَم أرَ ناطِقاً أحسَنَ نُطقاً مِنهُ . ثُمّ اتَّبَعتُهُ ، فَلَم أزَل أقفو أثَرَهُ حَتّى قَعَدَ في رَحَبَةِ المَسجِدِ ، فَقُلتُ : لَهُ يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما دَلالَةُ الإِمامَةِ يَرحَمُكَ اللّه ُ ؟
فَقالَ: إيتِيني بِتِلكَ الحَصاةِ ـ وأشارَ بِيَدِهِ إلى حَصاةٍ ـ فَأَتَيتُهُ بِها ، فَطَبَعَ لي فيها بِخاتَمِهِ ، ثُمَّ قالَ لي : يا حَبابَةُ ، إذَا ادَّعى مُدَّعٍ الإِمامَةَ ، فَقَدَرَ أن يَطبَعَ كَما رَأَيتِ ، فَاعلَمي أنَّهُ إمامٌ مُفتَرَضُ الطّاعَةِ وَالإِمامُ لا يَعزُبُ عَنهُ شَيءٌ يُريدُهُ .
قالَت : ثُمَّ انصَرَفتُ حَتّى قُبِضَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَجِئتُ إلَى الحَسَنِ عليه السلام وهُوَ في مَجلِسِ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام وَالنّاسُ يَسأَلونَهُ ، فَقالَ: يا حَبابَةُ الوالِبِيَّةُ ، فَقُلتُ : نَعَم يا مَولايَ ، فَقالَ : هاتي ما مَعَكِ ، قالَ : فَأَعطَيتُهُ ، فَطَبَعَ فيها كَما طَبَعَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام .
قالَت : ثُمَّ أتَيتُ الحُسَينَ عليه السلام وهُوَ في مَسجِدِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقَرَّبَ ورَحَّبَ ، ثُمَّ قالَ لي : إنَّ فِي الدَّلالَةِ دَليلاً عَلى ما تُريدينَ ، أفَتُريدينَ دَلالَةَ الإِمامَةِ ؟
فَقُلتُ : نَعَم يا سَيِّدي ، فَقالَ : هاتي ما مَعَكِ ، فَنَاوَلتُهُ الحَصاةَ ، فَطَبَعَ لي فيها... . ۱

1.الكافي : ج ۱ ص ۳۴۶ ح ۳ ، كمال الدين : ص ۵۳۶ ح ۱ ، الثاقب في المناقب : ص ۱۴۰ ح ۱۳۲ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۱۶۰ ، إعلام الورى : ج ۱ ص ۴۰۸ وليس فيهما صدره إلى «نطقاً منه» ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۷۵ ح ۱ وراجع : المناقب لابن شهرآشوب : ج ۱ ص ۲۹۹ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
46

۵۹۰.مئة منقبة عن المسيّب بن نجيّة عن أمير المؤمنين عليه السلام :أنَا وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وتِسعَةٌ مِن وُلدِ الحُسَينِ خُلَفاءُ اللّه ِ في أرضِهِ ، واُمَناؤُهُ عَلى وَحيِهِ ، وأئِمَّةُ المُسلِمينَ بَعدَ نَبِيِّهِ ، وحُجَجُ اللّه ِ عَلى بَرِيَّتِهِ . ۱

۵۹۱.كمال الدين عن عبداللّه بن الحارث عن عليّ عليه السلامـ وقَد سَأَلَهُ عَبدُ اللّه ِ بنُ الحارِثِ : أخبِرني بِما يَكونُ مِنَ الأَحداثِ بَعدَ قائِمِكُمـ : يَابنَ الحارِثِ ، ذلِكَ شَيءٌ ذِكرُهُ مَوكولٌ إلَيهِ ، وإنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله عَهِدَ إلَيَّ ألّا اُخبِرَ بِهِ إلَا الحَسَنَ وَالحُسَينَ عليهماالسلام . ۲

۵۹۲.الكافي عن أبي الجارود عن أبي جعفر [الباقر] عليه السلام :إنَّ عَلِيّا عليه السلام حَضَرَهُ الَّذي حَضَرَهُ ، فَدَعا وُلدَهُ ـ وكانُوا اثنَي ۳ عَشَرَ ذَكَرا ـ فَقالَ لَهُم : «يا بَنِيَّ ، إنَّ اللّه َ عز و جل قَد أبى إلّا أن يَجعَلَ فِيَّ سُنَّةً مِن يَعقوبَ ، وإنَّ يَعقوبَ دَعا وُلدَهُ ـ وكانُوا اثنَي عَشَرَ ذَكَرا ـ فَأَخبَرَهُم بِصاحِبِهِم . ألا وإنّي اُخبِرُكُم بِصاحِبِكُم ، ألا إنَّ هذَينِ ابنا رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام ، فَاسمَعوا لَهُما وأطيعوا ، ووازِروهُما ؛ فَإِنّي قَدِ ائتَمَنتُهُما عَلى مَا ائتَمَنَني عَلَيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، مِمَّا ائتَمَنَهُ اللّه ُ عَلَيهِ مِن خَلقِهِ ، ومِن غَيبِهِ ، ومِن دينِهِ الّذِي ارتَضاهُ لِنَفسِهِ» .
فَأَوجَبَ اللّه ُ لَهُما مِن عَلِيٍّ عليه السلام ما أوجَبَ لِعَلِيٍّ عليه السلام مِن رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَلَم يَكُن لِأَحَدٍ مِنهُما فَضلٌ عَلى صاحِبِهِ إلّا بِكِبَرِهِ .
وإنَّ الحُسَينَ عليه السلام كانَ إذا حَضَرَ الحَسَنُ عليه السلام لَم يَنطِق في ذلِكَ المَجلِسِ حَتّى يَقومَ .
ثُمَّ إنَّ الحَسَنَ عليه السلام حَضَرَهُ الَّذي حَضَرَهُ ، فَسَلَّمَ ذلِكَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ إنَّ حُسَينا عليه السلام حَضَرَهُ الَّذي حَضَرَهُ ، فَدَعَا ابنَتَهُ الكُبرى فاطِمَةَ بِنتَ الحُسَينِ عليه السلام ، فَدَفَعَ إلَيها كِتابا مَلفوفا ، ووَصِيَّةً ظاهِرَةً ، وكانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام مَبطونا ۴ ، لا يَرَونَ إلّا أنَّهُ لِما بِهِ ۵ ، فَدَفَعَت فاطِمَةُ الكِتابَ إلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ صارَ وَاللّه ِ ذلِكَ الكِتابُ إلَينا . ۶

1.مئة منقبة : ص ۸۳ ، الاستنصار : ص ۲۲ .

2.كمال الدين : ص ۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۶ ص ۳۱۲ ح ۱۰ .

3.في المصدر : «اثنا» ، وهو تصحيف .

4.المَبْطُون : العليل البطن (الصحاح : ج ۵ ص ۲۰۸۰ «بطن») .

5.«لا يرون» أي لا يعلمون «إلّا أنّه» متوجِّه ومهيّأ «لما» ينزل «به» أي الموت . وهو كناية عن الإشراف على الموت (مرآة العقول : ج ۳ ص ۲۶۴) .

6.الكافي : ج ۱ ص ۲۹۱ ح ۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 174639
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي