۶۱۹.الكافي بسندٍ معتبر عن أبي بصير :سَأَلتُ أبا عَبدِ اللّه ِ عليه السلام عَن قَولِ اللّه ِ عز و جل : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ»۱ ، فَقالَ : نَزَلَت في عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام .
فَقُلتُ لَهُ : إنَّ النّاسَ يَقولونَ : فَما لَهُ لَم يُسَمِّ عَلِيّا وأهلَ بَيتِهِ عليهم السلام في كِتابِ اللّه ِ عز و جل ؟
قالَ : فَقالَ : قولوا لَهُم : إنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله نَزَلَت عَلَيهِ الصَّلاةُ ولَم يُسَمِّ اللّه ُ لَهُم ثَلاثا ولا أربَعا ، حَتّى كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم .
ونَزَلَت عَلَيهِ الزَّكاةُ ولَم يُسَمِّ لَهُم مِن كُلِّ أربَعينَ دِرهما دِرهَمٌ ، حَتّى كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم .
ونَزَلَ الحَجُّ فَلَم يَقُل لَهُم : طوفوا اُسبوعا ، حَتّى كانَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله هُوَ الَّذي فَسَّرَ ذلِكَ لَهُم .
ونَزَلَت : «أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمْرِ مِنكُمْ» ـ ونَزَلَت في عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام ـ فَقالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله في عَلِيٍّ عليه السلام : مَن كُنتُ مَولاهُ فَعَلِيٌّ مَولاهُ ، وقالَ صلى الله عليه و آله : اُوصيكُم بِكِتابِ اللّه ِ وأهلِ بَيتي ، فَإِنّي سَأَلتُ اللّه َ عز و جل ألّا يُفَرِّقَ بَينَهُما حَتّى يورِدَهُما عَلَيَّ الحَوضَ ، فَأَعطاني ذلِكَ .
وقالَ : لا تُعَلِّموهُم ، فَهُم أعلَمُ مِنكُم .
وقالَ : إنَّهُم لَن يُخرِجوكُم مِن بابِ هُدىً ، ولَن يُدخِلوكُم في بابِ ضَلالَةٍ .
فَلَو سَكَتَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله فَلَم يُبَيِّن مَن أهلُ بَيتِهِ ، لَادَّعاها آلُ فُلانٍ وآلُ فُلانٍ ، لكِنَّ اللّه َ عز و جلأنزَلَهُ في كِتابِهِ تَصديقا لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه و آله : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا »۲ ، فَكانَ عَلِيٌّ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ وفاطِمَةُ عليهم السلام ، فَأَدخَلَهُم رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله تَحتَ الكِساءِ في بَيتِ اُمِّ سَلَمَةَ .
ثُمَّ قالَ : اللّهُمَّ إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ أهلاً وثَقَلاً ، وهؤُلاءِ أهلُ بَيتي وثَقَلي .
فَقالَت اُمُّ سَلَمَةَ : ألَستُ مِن أهلِكَ ؟ فَقالَ : إنَّكَ إلى خَيرٍ ، ولكِنَّ هؤُلاءِ أهلي وثَقَلي ، فَلَمّا قُبِضَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ عَلِيٌّ عليه السلام أولَى النّاسِ بِالنّاسِ ؛ لِكَثرَةِ ما بَلَّغَ فيهِ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وإقامَتِهِ لِلنّاسِ ، وأخذِهِ بِيَدِهِ .
فَلَمّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام لَم يَكُن يَستَطيعُ عَلِيٌّ ـ ولَم يَكُن لِيَفعَلَ ـ أن يُدخِلَ مُحَمَّدَ بنَ عَلِيٍّ ، ولَا العَبّاسَ بنَ عَلِيٍّ ، ولا واحِدا مِن وُلدِهِ ، إذا لَقالَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام : إنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى أنزَلَ فينا كَما أنزَلَ فيكَ ، فَأَمَرَ بِطاعَتِنا كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ ، وبَلَّغَ فينا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كَما بَلَّغَ فيكَ ، وأذهَبَ عَنَّا الرِّجسَ كَما أذهَبَهُ عَنكَ .
فَلَمّا مَضى عَلِيٌّ عليه السلام كانَ الحَسَنُ عليه السلام أولى بِها لِكِبَرِهِ ، فَلَمّا تُوُفِّيَ لَم يَستَطِع أن يُدخِلَ وُلدَهُ ، ولَم يَكُن لِيَفعَلَ ذلِكَ ، وَاللّه ُ عز و جل يَقولُ : «وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ»۳ ، فَيَجعَلَها في وُلدِهِ ، إذا لَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : أمَرَ اللّه ُ بِطاعَتي كَما أمَرَ بِطاعَتِكَ وطاعَةِ أبيكَ ، وبَلَّغَ فِيَّ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كَما بَلَّغَ فيكَ وفي أبيكَ ، وأذهَبَ اللّه ُ عَنِّي الرِّجسَ كَما أذهَبَ عَنكَ وعَن أبيكَ .
فَلَمّا صارَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام لَم يَكُن أحَدٌ مِن أهلِ بَيتِهِ يَستِطيعُ أن يَدَّعِيَ عَلَيهِ كَما كانَ هُوَ يَدَّعي عَلى أخيهِ وعَلى أبيهِ ، لَو أرادا أن يَصرِفَا الاَ?مرَ عَنهُ ، ولَم يَكونا لِيَفعَلا ، ثُمَّ صارَت حينَ أفضَت إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَجَرى تَأويلُ هذِهِ الآيَةِ : «وَأُوْلُواْ الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِى كِتَـبِ اللَّهِ» .
ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ الحُسَينِ لِعَلِيِّ بنِ الحُسَينِ ، ثُمَّ صارَت مِن بَعدِ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ إلى مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ عليهم السلام .
وقالَ : الرِّجسُ هُوَ الشَّكُّ ، وَاللّه ِ لا نَشُكُّ في رَبِّنا أبَدا . ۴