67
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
66

۶۲۰.الكافي بسندٍ معتبر عن منصور بن حازم :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : إنَّ اللّه َ أجَلُّ وأكرَمُ مِن أن يُعرَفَ بِخَلقِهِ ، بَلِ الخَلقُ يُعرَفونَ بِاللّه ِ ، قالَ : صَدَقتَ . قُلتُ : إنَّ مَن عَرَفَ أنَّ لَهُ رَبّا فَقَد يَنبَغي لَهُ أن يَعرِفَ أنَّ لِذلِكَ الرَّبِّ رِضا وسَخَطا ، وأنَّهُ لا يُعرَفُ رِضاهُ وسَخَطُهُ إلّا بِوَحيٍ أو رَسولٍ ، فَمَن لَم يَأتِهِ الوَحيُ فَيَنبَغي لَهُ أن يَطلُبَ الرُّسُلَ ، فَإِذا لَقِيَهُم عَرَفَ أنَّهُمُ الحُجَّةُ ، وأنَّ لَهُمُ الطّاعَةَ المُفتَرَضَةَ .
فَقُلتُ لِلنّاسِ: ألَيسَ تَعلَمونَ أنَّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله كانَ هُوَ الحُجَّةَ مِنَ اللّه ِ عَلى خَلقِهِ؟
قالوا : بَلى ، قُلتُ : فَحينَ مَضى صلى الله عليه و آله مَن كانَ الحُجَّةَ ؟ قالوا : القُرآنُ .
فَنَظَرتُ فِي القُرآنِ ، فَإِذا هُوَ يُخاصِمُ به المُرجِئُ ۱ وَالقَدَرِيُّ ۲ وَالزِّنديقُ ۳ الَّذي لا يُؤمِنُ بِهِ ، حَتّى يَغلِبَ الرِّجالَ بِخُصومَتِهِ ، فَعَرَفتُ أنَّ القُرآنَ لا يَكونُ حُجَّةً إلّا بِقَيِّمٍ ۴ ، فَما قالَ فيهِ مِن شَيءٍ كانَ حَقّا .
فَقُلتُ لَهُم : مَن قَيِّمُ القُرآنِ ؟ قالوا : اِبنُ مَسعودٍ قَد كانَ يَعلَمُ ، وعُمَرُ يَعلَمُ ، وحُذَيفَةُ يَعلَمُ . قُلتُ : كُلَّهُ ؟ قالوا : لا .
فَلَم أجِد أحَدا يُقالُ إنَّهُ يَعلَمُ القُرآنَ كُلَّهُ إلّا عَلِيّا صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ ، وإذا كانَ الشَّيءُ بَينَ القَومِ ، فَقالَ هذا : لا أدري ، وقالَ هذا : لا أدري ، وقالَ هذا : لا أدري ، وقالَ هذا : أنَا أدري .
فَأَشهَدُ أنَّ عَلِيّا عليه السلام كانَ قَيِّمَ القُرآنِ ، وكانَت طاعَتُهُ مُفتَرَضَةً ، وكانَ الحُجَّةَ عَلَى النّاسِ بَعدَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وأنَّ ما قالَ فِي القُرآنِ فَهُوَ حَقٌّ .
فَقالَ : رَحِمَكَ اللّه ُ .
فَقُلتُ : إنَّ عَلِيّا عليه السلام لَم يَذهَب حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِن بَعدِهِ كَما تَرَكَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وأنَّ الحُجَّةَ بَعدَ عَلِيٍّ عليه السلام الحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، وأشهَدُ عَلَى الحَسَنِ عليه السلام أنَّهُ لَم يَذهَب حَتّى تَرَكَ حُجَّةً مِن بَعدِهِ كَما تَرَكَ أبوهُ وجَدُّهُ ، وأنَّ الحُجَّةَ بَعدَ الحَسَنِ عليه السلام الحُسَينُ عليه السلام ، وكانَت طاعَتُهُ مُفتَرَضَةً ، فَقالَ : رَحِمَكَ اللّه ُ ... . ۵

1.المُرجِئَةُ : هم فرقة من فرق الإسلام، يعتقدون أنّ الإيمان لا تضرّ معه معصية ، وأنّ الكفر لا تنفع معه طاعة ؛ سمّوا مرجئة لاعتقادهم أنّ اللّه أرجأ تعذيبهم على المعاصي : أي أخّره عنهم ، فتقول : رجل مُرجئ ومُرجي (النهاية : ج ۲ ص ۲۰۶ «رجا»). ولمزيد من الاطّلاع على عقائد المرجئة راجع : مقالات تاريخي (المقالات التاريخية) للشيخ رسول جعفريان، ومقال : مرجئه ، تاريخ وانديشه (المرجئة ، تاريخها وعقائدها) «كلاهما بالفارسية» .

2.راجع: موسوعة العقائد الإسلاميّة : ج ۶ ص ۳۰۲ (القسم الثاني / الفصل الثامن / معنى القدريّة).

3.الزِّنْدِيقُ : هو الذي لا يتمسّك بشريعة ، ويقول بدوام الدهر (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۸۳ «زندق») .

4.القَيِّمُ : السيّد وسائس الأمر (تاج العروس : ج ۱۷ ص ۵۹۷ «قوم») .

5.الكافي : ج ۱ ص ۱۸۸ ح ۱۵ ، علل الشرائع : ص ۱۹۲ ح ۱ ، رجال الكشّي : ج ۲ ص ۷۱۸ ح ۷۹۵ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۱۷ ح ۱۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 184242
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي