2 . العزلة السياسية
قضى الحسين عليه السلام كأبيه وسائر أهل البيت عليهم السلام هذا العهد في عزلة سياسية ؛ مبعدين مرغمين في ذلك غير راغبين، ممّا أدّى إلى تحديد نشاطهم، وعدم ذكر الكثير من أحداث حياتهم في هذه الفترة .
وإليك فيما يلي نظرة خاطفة لمواقف الإمام الحسين عليه السلام ونشاطاته في عهد الخلفاء :
أ ـ عهد الخليفة الأوّل(11 ـ 13 ه) تاريخ الطبري : ج ۳ ص ۴۲۰ ، الطبقات الكبرى : ج ۳ ص ۱۸۶ و ۲۷۴ .
لقد تحسّس الإمام الحسين عليه السلام الألم والمرارة وهو يقضي أيّام طفولته في هذه الفترة (من السابعة حتّى التاسعة من عمره)، حيث تجرّع ألم رحيل جدّه المصطفى صلى الله عليه و آله ، واستشهاد اُمّه الزهراء عليهاالسلام ، ومظلوميّة أبيه عليّ المرتضى عليه السلام .
وذكرت بعض المصادر التاريخيّة اعتراضات الحسين عليه السلام على الخليفة الأوّل حين رآه معتليا منبر الرسول صلى الله عليه و آله ، فقال له بلسان الطفولة:
«انزل عن مجلس أبي»، علما بأنّ هذه الحادثة منسوبة للحسن عليه السلام أيضا . ۱
وقد استفاد الإمام عليّ عليه السلام من مكانة الحسنين عليهماالسلام في هذه المرحلة من أجل إحقاق الحقّ. ۲ فنقل ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عن معاوية ، أنّه ذكر في كتابٍ للإمام عليه السلام ما يلي :
وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلاً على حمار، ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصدّيق، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلّا دعوتهم إلى نفسك، ومشيت إليهم بامرأتك، وأدليت إليهم بابنيك . ۳
وقد نقل نفس المضمون في كتاب سليم بن قيس عن سلمان . ۴